• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الآثار المعنوية في المشي إلى زيارة قبر الحسين عليه السلام القسم الثاني .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

الآثار المعنوية في المشي إلى زيارة قبر الحسين عليه السلام القسم الثاني

8- الحب الحسيني :
إنك من خلال المشي تحب و تعشق المعصوم ، وترتبط به أكثر وكلما وصل المحب العاشق لإمامهِ منزلة ٍ ومقام ٍ من الحب وجد منازل ومقامات ٍ أعلى وأسمى فيُجهد نفسه للحصول على ذلك الحب الغالي والسامي الذي لا ينفد ولا يروي العطشان لحب الامام الحسين (عليه السلام)
عن أبي يزيد االبسطامي انه قال :
شربت ُ الحب كأسا ً بعد كأس ِ فما نَفـَدَ الشرابُ ولا رويتُ
فحب الامام الحسين (عليه السلام) تتهذب به النفوس ، وتطهر به القلوب ، وتصلح به السرائر ، وتتفجر به الضمائر.
ورد عن النبي الأعظم )صلى الله عليه واله وسلم) : (( أحبَ الله من أحب حسينا ً)) (13). فما علينا إلا أن نسأل أنفسنا هل الله تعالى يحبنا أو لا ؟ فإذا كان يحبنا هل نقابل هذا الحب بالحب أيضا ً ، فكل حب ٍ لم يقع من طرفين فلا يسمى حبا ً ، فيصح أن نسمي الحب الذي يقع بين طرفين بالحب الحقيقي. إن الله تعالى نجده يتحبب إلينا لكننا نقابل هذا الحب بالبغض. (14)
كلنا نحب الحسين (عليه السلام) وكلنا ننادي بقلوبنا قبل ألسنتنا يا حبيبي يا حسين فهل يا ترى إن الامام الحسين (عليه السلام) يحبنا من طرفه أو لا؟ 
إن الذي يتجاوز على أحكام الله تعالى وسنته وقوانينه لا أعتقد أن الامام الحسين (عليه السلام) يحبه ويحترمه ولهذا نحن نجد أن الذي يرتكب بعض الذنوب والمعاصي ويذهب إلى زيارة الحسين عليه السلام نجده يعيش فقط مع فقرات الزيارة وألفاظها (15) و لا يستطيع أن يغوص في أعماق الزيارة ومعانيها.
والسبب في ذلك واضح وهو أن المزور _الإمام (عليه السلام) _قد أطلع على تصرفات الزائر الغير مرضية لله تعالى فأعرض عن الزائر وحُرم من تلك الأجواء الروحانية واللذة والنشوة الإيمانية من خشوع ٍ وبكاء ٍ بل لم يأذن له الإمام (عليه السلام) بالدخول من جرَّاء الإنغماس في بحر الذنوب والمعاصي ونومة الغافلين فإذا كنا نحب الله تعالى ونحب الامام الحسين (عليه السلام) علينا أن نعلن الطاعة والإنقياد الكامل والعمل ونعلن الثورة تجاه الذات ونعمل بمسؤولياتنا في عالم الدنيا التي هي واجبة علينا وإن نزداد إيمانا ً عن طريق تطبيق الأحكام الإلهية.
فحتى أكون محبوبا ً عند الله تعالى علي َّ أن أجعل الامام الحسين (عليه السلام) يحبني فإذا أحبني الامام الحسين (عليه السلام) أحبني الله تعالى وإذا أحبني المولى (جل جلاله) كنت محبا ً للامام الحسين (عليه السلام) بذلك الحب العملي (16) المنغمس بالإستقامة والثبات. 
قال تعالى : (يُحبونهم كـَحُبِ الله والذيَّـنَ آمنوُا أشَدُّ حُبا ً لله)) (17).
المصادر 
13-بحار الأنوار :ج43 ص262 ص272.
14-ومن الممكن أن يكون الحب من طرف واحد بحسب الاصطلاح ولهذا ورد في دعاء الافتتاح : يا ربِّ إنك تدعوني فأولي عنك وتتحبب إليَّ فأتبغض إليك وتتوددُ إليَّ فلا اقبل منك )) فهنا الحب من طرف واحد ,وفي هذا إشارة واضحة إلى إننا نتبغض إليه ويتحبب إلينا. دعاء الافتتاح من ادعية شهر رمضان
15-_إن حقيقة الزيارة وروحها هي بالمعاني والإقبال القلبي لا الألفاظ والكلمات بل السير نحو التعاليم الملكوتية وإيجاد الصلة مع أولياء الله تعالىز
 
16– إشارة إلى وجود الحب النظري ، ذلك الحب الذي تمثل عند ممن خرج بوجه ريحانة رسول الله ).صلى الله عليه واله وسلم) يقول الفرزدق قلوبهم معك وسيوفهم عليك . هذا عندما سأله الإمام الحسين (عليه السلام) كيف حال أهل الكوفة .مقاتل الطالبيين :ص73
17- البقرة : 165.
18-هناك اعمال مرتبطة بالجارحة مثل النظر واللمس والسمع ,واخرى مرتبطة بالجانحة مثل النفاق والحسد والشرك وقد ورد في دعاء كميل :(قو على خدمتك جوارحي واشدد على العزيمة جوانحي ).اقبال الاعمال ج3: 337
 
19- وسائل الشيعة ج14 ص420.
20- كامل الزيارات ص134.
21- مسند الإمام الرضا (عليه السلام) ج2 ص28.
22- تهذيب الأحكام ج6 ص43.
23- الكافي ج4 ص582 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36300
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16