من العجيب أن يصدر بعض الاشخاص أقوالا ويتفوهون بكلام مانزل به من سلطان ولا حساب فيه لمشاعر العراقيين الذين كابدوا المحن طوال السنين وتجرعوا الويلات مما كان ويكون وتحملوا الآهات والآلام ...
شعب تحمل كل الفقر والظيم والتشريد والقتل وتحمل المآسي كل الفترات وكان ذو إرادة وصبر عظيم يشهد له التاريخ فهو الشعب الذي رفض الظلم والطغيان وتحمل الإعدامات والقابر الجماعية ولم يطأطأ رأسه لأمريكا وإسرائيل وعملاؤها من هدام إلى ما قبله من الظلمة الحكام وما قبله من الاحتلالات وآخرها الاحتلال البريطاني وما قام به من ثورة العشرين التي يشهدها تاريخ العالم ....
كل هذا ليأتي اليوم أشخاص ليس لهم دراية ولا قراءة لواقعية الشعب والساحة العراقية ليقول كلمته...
أن هذه التظاهرات لا نعرف من وراءها ولا نعرف أي جهة تقودها ولصالح من...؟؟؟
نريد أن تقف على هذه الكلمات لنرد القائل بهذا الكلام :
1. أن الشعب العراقي شعب ذو إرادة وعزيمة وهو يطلب بنفسه اليوم من الحكومة التي انتخبها أن تستجيب لمطالبه والحكومة سامحة بهذه التظاهرات ... فما بالك ايها القائل أن تثير العداء بين الحكومة والمتظاهرين.
2. أن هذا القائل ثقافته ثقافة جهتية فهو لا يميز بين الجهات والتيارات والاحزاب وبين الشعب العراقي الطيب ولذا وضع بفكره أن قيد وجود جهة تقود التظاهرة هو قيد حتمي لا بد منه فهو لا يصدق حسب ثقافته أن في العراق أناس يعيشون من أجل الشعب وللشعب وهم من الشعب بل هم الشعب ومطلبهم عام وليس جهتي.
3. ونقول أيضا للقائل الذي يقول لا نعرف من وراء هذه التظاهرات...نقول أن وراء هذه التظاهرات أبناء هذا الوطن العراقي الذي سيبقى عاليا بإذن الله ومرتفعا ولكن الاجابة على سؤالك هو أن المواطنين قاموا من وراء ما تحملوا من الضيق والخوف وعدم الامن والبطالة والفقر فكل هذه وغيرها هي وراء هؤلاء الطيبون من المتظاهرين.
4. وأما لصالح من فهي لصالح الحكومة أولا من حيث أن استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين وتوفير الحماية لهم مما يعتبر دليلا على أهتمامها بالشعب ودليلا على وعيها وثقافتها واخلاصها للوطن...وثانيا لصالح الشعب العراقي الطيب الذي هو بدوره عليه أن يثبت للعالم أنه شعب واعي ومتفتح وله مطالب وله إرادة وعزيمة ...وبالتالي فالمصلحة للطرفين ونتيجتها رفعة الوطن الغالي إن شاءالله.
5. فمن هنا نقول على الجميع الحذر والانتباه لمن يريد تفرقة العراقيين أو النيل من تاريخهم وحضارتهم.
F_m1333@yahoo.com |