• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شيعة العراق يقتلون أنفسهم .
                          • الكاتب : د . حامد العطية .

شيعة العراق يقتلون أنفسهم

  هوية الإرهابيين الذين يقتلون شيعة العراق معروفة، وكذلك المناطق التي ينطلقون منها، والمتسترين عليهم في الداخل أيضاً، ولو سألت طفلاً لم يبلغ الحلم بعد لدلك على الدول المصدرة لهم،  ومن دون حاجة لخريطة، ومنها تخرج الفتاوى المشرعنة للإرهاب، ولو تتبعنا كل خيوط الإرهاب، من كافة مناطق العراق وعبر الدول المجاورة وتقصينا آثارها الدموية من رؤوس شيعية مقطوعة وأشلاء، عبر البحار والمحيطات لوصلنا إلى منبعها، أمريكا.
 
     المفجع أن شيعة العراق يقتلون أنفسهم، وإن عن غير قصد.
 
     يقتل المرء نفسه بطرق مختلفة، منها الانتحار، ورمي النفس إلى التهلكة، ورفقة السوء، وارتكاب الموبقات المهلكات، والانشغال عن الخطر الداهم  بتوافه الأمور مثل الاختلاف الفقهي البيزنطي حول عدد الملائكة الذين يتسع لوقوفهم رأس دبوس، وما ينطبق عليه القول كساع إلى الهيجاء بدون سلاح.
 
     شيعة العراق يقتلون أنفسهم لأنهم اختاروا أقل الناس مقدرة وكفاءة لقيادتهم، وفي كل يوم يمر يقتل ويصاب فيه المئات من الشيعة برهان بأن هؤلاء القادة والسياسيين فاشلون، وهم لا يكترثون لو هلك كل شيعة العراق، وليس فيهم من ذوي النفس اللوامة، وقد خلت قلوبهم من الرحمة والشفقة وكل المشاعر الإنسانية، ولو صحت في المنطقة الخضراء يا أصحاب الحمية والغيرة والشهامة لما سمعت سوى صدى صوتك، ضع جبين أحد منهم في العصارة الكهربائية فلن تحصل على قطرة حياء واحدة، فهل خرج أحدهم معلناً اعتذاره واستقالته؟ لأن شيعة العراق صوتوا لهؤلاء الحكام والساسة، وأعادوهم إلى مناصبهم، ولم يخرجوا مطالبين برحيلهم، لذلك يصح القول بأن شيعة العراق يقتلون أنفسهم.
 
   يقتل العراقي الشيعي نفسه عندما يشتري البضائع السعودية، لأن مكيفاتهم كما قال لي أحد سفهائهم جيدة الصنع، وهو يعلم علم اليقين أن بعض أثمان هذه البضائع سيصل بطريقة أو أخرى لإرهابيين، يشكل رواتب، أو تمويل صفقة سلاح، لتسهيل عملهم في قتل شيعة العراق، وقد يكون هذا الشيعي الذي اشترى بضاعة السعوديين أحد ضحايا الإرهاب الموجه والممول والمصدر من السعودية، وهو في نظري في عداد المنتحرين بالحماقة المفرطة.
 
   هل يشك أحد في أطماع تركيا الأردوغانية بالعراق؟ هم سرقوا المياه، ويتمنون زوال شيعته، لينهبوا نفطه، وربما ليقيموا دولة بديلة لأكراد تركيا على أرضه، وهم بالأمس أسكنوا مقاتلي حزب العمال الكردي الإرهابي في شمال العراق، بدون موافقة الحكومة العراقية بالطبع، وهل سمعتم بوقاحة عنصرية أكثر من تصريح حكومة أردوغان بأنها تمتلك تفويضاً برلمانياً بضرب شمال العراق؟ وكل شيعي عراقي يعرف جيداً أن تركيا لا تكتفي بإيواء الإرهابيين المطلوبين للعدالة العراقية، بل تكرمهم علناً نكاية بضحاياهم من شيعة العراق، لذلك فإن شيعة العراق يذلون ويقتلون أنفسهم عندما يقبلون بتصدير نفطهم عبر ميناء تركي، ويسمحون للشاحنات التركية باستعمال الطرق العراقية المستهلكة، ويجيزون لهم فتح القنصليات في الشمال والجنوب، والعراق على رأس قائمة المستوردين من تركيا، ولولا نقود العراقيين الشيعة لما ازدهرت تجارة الأتراك في العراق، وهو دليل آخر على أن شيعة العراق يقتلون أنفسهم.
 
    في سورية حرب بين نظام الحزب الواحد ومعارضة مسلحة أغلبها من الإرهابيين، لو قبلنا بأن الطرفين سيئان فلا شك بأن المعارضة الإرهابية هي الأسوء بدون جدال، ولو انتصر الإرهابيون في سورية فسيكون هدفهم التالي شيعة العراق، وهم صرحوا بذلك مراراً وتكراراً، ووحدوا صفوفهم تمهيداً لذلك، لكن شيعة العراق من ساسة ورعية يتصرفون وكأن سورية بلد في المريخ لا على حدودهم الغربية، وبأن ما يجري على أرضها لا يعنيهم، والمالكي حريص على تفتيش الطائرات الإيرانية المارة عبر الأجواء العراقية ليبرهن للإمريكيين وغيرهم من حماة الإرهابيين في سورية بأنه محايد، وحياد شيعة العراق في هذا الصراع هو في الواقع اصطفاف واضح مع الإرهابيين، الذين يتوعدون شيعة العراق بالإبادة الجماعية، لذلك شيعة العراق يهلكون أنفسهم بعقول منفتحة وعيون مبصرة.     
 
    أمريكا منبع الإرهاب، استقدمت الإرهابيين للعراق بعد الاحتلال، ووفرت الحماية لحواضنهم، وفرضت على العراقيين نظاماً سياسياً فاشلاً، وتركت العراق ضعيفاً ليكون لقمة سائغة للإرهابيين، لولا السعوديون وأموالهم وفتاواهم الوهابية لما كان هنالك إرهاب، حقيقة ناصعة يعرفها الجميع، ولولا أمريكا لزال حكم آل سعود وإرهابهم، وبالتالي فإن أمريكا هي الراعي الأكبر للإرهاب، وهي قادمة لضرب القوات السورية، لترجح كفة جبهة النصرة الإرهابية، ليتفرغوا من بعد ذلك لإبادة شيعة لبنان والعراق، ومن بعدهم إيران، لكن الكثير من شيعة العراق متعلقون بأذيال أمريكا، وكأنها أستار الكعبة، وقد وقع بعض قادتهم معها اتفاقياً استراتيجياً، فهل عميت عليهم حقيقة رعاية أمريكا للإرهاب الذي يقتلهم يومياً؟ في القرآن الكريم يبين الله لعباده بأن الشيطان عدو لهم ويأمرهم بإتخاذه عدواً، وشيعة العراق يعلمون علم اليقين بأن أمريكا حليفة لإعدائهم وبالتالي عدوة لهم لكنهم اتخذوها صديقة وحامية، فبئس الاختيار المهلك.
 
   عندما يأتي الإرهابيون بكامل قواهم ومن وراءهم أمريكا وعملاؤها السعوديون والأتراك والأردنيون والإمارتيون ليجهزوا على شيعة العراق، ويدمروا أضرحة أئمتهم، فلا يلوم شيعة العراق إلا أنفسهم.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36642
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19