• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح16 .
                          • الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) .

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح16

بسم الله الرحمن الرحيم
 
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث )
 
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول إسلام الحديث.. 
 
' الحلقة : السادسة عشرة '
 
______________________________________
 
قال النبي (صلى الله عليه وآله) إنما العلم ثلاثة : آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل .
 
وقد روى الفريقان هذا الحديث بألفاظ متقاربة، وقد شرح العلماء المحققون الحديث النبوي وملخصه ان العلم اركانه ثلاثة العقائد والاخلاق - الروحية والنفسانية واﻵدابية- وفقه الفروع في المسائل العملية. وسر تركيز النبي ص على معية هذه العلوم الثلاثة ولزومها معا ان التركيز على العقائد من دون الفقه يسبب شذوذا كما حصل لكثير بل يشط به عن الدين لان للعقائد انعكاس على الظاهر وهو مقرارات الشريعة وهو احد اسباب انحراف الصوفية وجملة من العرفاء .وكذلك التركيز على الفقه مع متاركة العقائد هو الآخر ايضا يسبب الشذوذ وهو قد يشط بالباحث عن الصراط كما لوحظ ذلك ايضا كما في المقصرة في معارف اهل البيت ع والمنكرين لمقاماتهم و لبعض فضائلهم .
 
وكذلك الحال التركيز على العقائد والفقه من دون الإلمام بالاخلاق تنظيرا وإرتضايا فإن يشط بالباحث عن الجادة فقد تستغفل النفس الانسان كما حدث للعبرتائي فانه كان عالما مليئا وحج اربعا و خمسين مرة عشرين منها على قدميه وقد وصف بالصوفي المتصنع . وقد خرج من الناحية المقدسة حرسها الله الى القاسم بن العلا احد الوكلاء للنواب الاربعة في شأنه : قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت لم يزل لا غفر الله له ذنبه ولا أقال عثرته يداخل في أمرنا بلا اذن منا ولا رضى يستبد برأيه فيتحامى من ديوننا لا يمضي من أمرنا الا بما يهواه ويريد أرداه الله بذلك في نار جهنم فصبرنا عليه حتى بتر الله بدعوتنا عمره وكنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في أيامه لا رحمه الله وأمرناهم بالقاء ذلك الى الخاص من موالينا ونحن نبرأ الى الله من ابن هلال لا رحمه وممن لايبرء منه).
 
وقد يمثل لضرورة معية هذه الثلاثة من العلوم بأجنحة الطائرة فانه كما لديها جناحان من الامام فلها جناح ذنبي من الخلف ولو فقدت احد هذه الثلاثة لما استقام طيرانها ولسقطت هالكة .
 
وقد قال صادق آل محمد صلوات الله عليه للمفضل : لاظاهر الا بباطن ولا باطن الا بظاهر . وهذه المعية يشير عليه السلام الى ضرورة معية العقائد مع الفقه فان العقائد باطن في القلب والفقه ظاهر في العمل و لابد من الجمع بينهما كما ان الاخلاق جهة منها باطنة في النفس وجهة منها في الظاهر وهي الآداب .
 
وهو عليه السلام يشير الى الانحراف الذي اصاب الفرق الباطنية والتي تولد منها التصوف والعرفان انها تشبثت بالباطن من المعارف وتركت الفقه من الشريعة الظاهرة .
 
ومن ثم أكد العلماء الاعلام على الموازنة بين العلوم الباحثة في المجالات الثلاثة وعدم الافراط و عدم التفريط، ومن ثم لم يكن تحسس الحوزات العلمية الشيعية من دراسة الفلسفة والعرفان ﻻجل كونهما لغة عقلية ولغة ذوقية كيف واهل البيت ع هم ائمة لغة العقل والقلب ومؤسسون لهما في تاريخ العلوم الاسلامية الفائقة على سطح المستوى البشري آنذاك والى العصر الحالي فان نهج البلاغة وهو من تراث نصف القرن الاول الهجري مشتمل على ادق وابهر واعظم البحوث العقلية في التوحيد والمعارف و.. و.. و.. التي يعجز عندي تفسيرها البشر كما اشار الى ذلك الحكيم الشيعي الملا صدرا وغيره وكذلك خطبة الصديقة وخطب المعصومين ع من اهل البيت في المعارف والعلوم والصحيفة السجادية التي قال عنها احد البابوات للفاتيكان انها دالة على اننا وان زعمنا ان رئيس العرفان نبينا عيسى ع الا ان امامكم زين العابدين ع يفوقه في العرفان .وكذلك ادعية بقية الائمة ع . ومن تلاميذهم الذين انحرفوا عن التوازن المتعادل نشأت الفرق الباطنية والتي نشأ منها فرق التصوف والتي نشأ منها مدارس العرفان . فهم عليهم السلام رواد لغة العقل والذوق الوجداني والقلبي .
 
كما لم يكن تحسس حوزة النحف الاشرف من هذين العلمين ذاتا كيف والعلامة الطباطبائي كل تحصيله في العلمين كان في حوزة النجف و العلامة كان اهم مؤسس وناشر للعلمين في حوزة قم. وانما تحسس مثل السيد ابوالحسن الاصفهاني والسيد البروجردي وامثالهم من الاكابر مع ان السيدين متضلعين جدا في كلا العلمين من دون تبجح ولا طنطنة انوية كبر .
 
التحسس هو في جعل كلام البشر من الفلاسفة والعرفاء والصوفية في مستوى الوحي الإلهي وجعل هالة قدسية لكلامهم فوق النقد وفوق النقاش والتعصب لكلامهم من دون محاكمة نقدية علمية مقارنة والصد عن الغوص في بطون معاني الوحي والعكوف والاعتكاف والتقوقع على نتاج البشر ومتاركة ابواب معارف الوحي القرآني والروائي فكم من باب من ابواب المعارف لازال متروكا مهجورا مع انه متضمن لدهاليز من العوالم المعرفية و..و..و..
 
نعم من الجدير كون بحوث ولغة العقل والذوق آليتين لقراءة الثقلين وتلميذين مؤهلين لتعلم علوم الوحي . لا انهما معلمان والوحي متلقي كيف والعقل والقلب البشري محدود المدى وقاصر عن الاحاطة بما يحيط به الوحي وهذا ليس شعارا بقدر ماهو برمجة منهاج يكون فيه الوحي معلما والفلسفة والعرفان تلميذين. وكثير من الباحثين حيث لا ينفتحون على مشارب متعددة بل عكفوا على مشرب احادي شط بهم البناء العلمي الى اعوجاج لايبصر الآفاق الاخرى ولم يشم رائحة تعدد المدارس العقلية والذوقية الاخرى الكثيرة المغايرة للفلسفة والعرفان في المعارف فلم يتأهل للقدرة على المقارنة بينها هذا فضلا آفة عن التفريط في الفقه .
ومن ذلك يتبين لنا من هذا البيان النبوي ضرورة معية الثقلين .
 
_______________________
 
والحمد لله رب العالمين



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36812
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29