• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المشكلة العراقية ومحنة الشيعة .
                          • الكاتب : د . حامد العطية .

المشكلة العراقية ومحنة الشيعة

     سألني أحد الأخوة عن ماهية المشكلة العراقية وكيفية حلها، وقد أخرجني سؤاله من دوامة تقصي المشكلة من أطرافها، ونبهني إلى ما تمليه الموضوعية والتجرد من صراحة، قد تكون مؤلمة، ولكن مهما بلغت مرارة الدواء فهي أقل وطأة من الداء الوبيل.

      جوهر المشكلة الرئيسية في العراق سياسي، ولها أبعاد ومظاهر اجتماعية وتاريخية وإثنية وطائفية، هي صراع على السلطة والمنافع والأرض، بين الشيعة والسنة والأكراد، وفض الصراع لا يأتي من إنكاره كما يفعل البعض بل من الاقرار بوجوده ومجابهته والعمل على انهاءه سلمياً.

     الكورد حققوا كل مطالبهم تقريباً ما عدا الاستقلال التام، واقليمهم عملياً مستقل ضمن عراق منقوص الاستقلال والسيادة، ولولا الظروف الإقليمية والدولية غير الملائمة لأعلنوا استقلالهم، وهم يواصلون ضغوطهم على الحكومة المركزية ورئيسها الشيعي لضمان ديمومة مكاسبهم والحصول على المزيد منها، ويهدد قادة الكورد علانية بالجنوح للعنف لو تجاوزت السلطة المركزية على مكتسباتهم، لذا يتخذ هذا الجانب من الصراع بعداً كردياً شيعياً.

    يرى السنة بأنهم مغبونون، ومن الواضح بأنهم خسروا الكثير بعد سقوط النظام البعثي، ويحاولون جاهدين استرجاع بعض ما فقدوه، وسقف أمانيهم العودة بالتاريخ إلى الوراء، عندما كان الحكم سنياً صرفاً مع مشاركة محدودة أو رمزية لبعض الشيعة والكورد الموالين، وقد جربوا كافة وسائل الصراع مع السلطة المركزية، بما في ذلك العنف أو التهديد باستعماله، ويسوق بعض المشاركين منهم في العملية السياسية "السلمية" الذرائع للعمليات الإرهابية، من خلال التذكير بما يحيق بالسنة من ظلم وتهميش، ومن الواضح بأن السنة يحملون الشيعة المسؤولية عن تردي أوضاعهم، فيما يعتبرون الكورد محايدين.

   ينصب اهتمام الشيعة على الحفاظ على الحقوق التي حصلوا عليها بعد سقوط النظام البعثي البائد، وهي حقوق أساسية، في اطار المحاصصة الطائفية المقيتة، ومن أبرزها رئاسة الوزراء وعدد من الوزارات والمناصب وحصة من الميزانية لمحافظاتهم، وفي الواقع فإن المنتفع الأكبر من تفعيل هذه الحقوق الأساسية هم قادة الأحزاب الشيعية واتباعهم وأقاربهم ومحاسيبهم، أما عامة الشيعة فلم يجنوا سوى الحق في إقامة شعائرهم المذهبية، وبالمقابل فقد دفع عامة الشيعة ثمناً باهضاً لمكاسب ساستهم، إذ قضى عشرات الألاف منهم بين قتيل وجريح نتيجة العمليات الإرهابية، فيما ينصب جهد قادة الشيعة على الحفاظ على مكاسبهم الحزبية والشخصية ومنع ظهور أي منافس جديد لهم داخل الصف الشيعي، وينكرون وجود صراع بين المكونات العراقية، وبأن طائفتهم بالذات مستهدفة، ويموهون طبيعة الصراع بدعوى أنه مجرد مؤامرة من تدبير أطراف خارجية بالكامل، طمساً لفشلهم الذريع في إدارة الصراع بما يكفل الحفاظ على الحقوق الأساسية لافراد طائفتهم، وأهمها العيش الآمن.

   في هذا الصراع السياسي هنالك طرفان مهاجمان وطرف يتعرض للهجوم ولا يدافع عن نفسه، أو دفاعه محدود وفاشل، أحياناً يشبه بعض الكتاب الغربيين الصراع داخل المجتمعات بمباراة رياضية، ولو كان ما يجري في العراق مباراة رياضية لكان الفوز الساحق حليف الكورد والسنة بالتأكيد، وعندما تختفي الروح الرياضية بين اللاعبين تحدث بعض الإصابات بينهم، وقد يهلك بعض المشجعين المتحمسين نتيجة شغب داخل الملعب، لكن مهما بلغت الأضرار البشرية والمادية لمباراة رياضية سيئة فهي لا تقارب الكارثة الكبرى التي وقع بها العراق نتيجة هذا الصراع المجنون، لذلك لا بد من تقصي جذوره الاجتماعية. 

      تكمن جذور المشكلة العراقية في الشخصية العراقية، وعلى وجه التحديد في ثنائية القيم وأسلوب الحياة، وتنعكس أو تتمثل هذه الثنائية الجدلية في نمطين مختلفين وغالباً متناقضين ومتصارعين للفكر والسلوك داخل الجماعة والمجتمع، الأول بدوي يعتمد القوة كأساس للعلاقات بين البشر، والثاني مدني يدعو لاعتماد التعاون والتفاهم والمعرفة في الفكر والسلوك. النمط البدوي قديم وتقليدي وراسخ في القيم والأعراف القبلية، أما النمط المدني فهو أحدث تاريخياً وينطلق من القيم الدينية والإنسانية.

    قلة هم الذين يمكن تصنيفهم ضمن البداءة الصرفة أو المدنية الخالصة، والغالبية هم خليط، أي أنهم بدو ومدنيون في نفس الوقت، لذلك كلنا نفكر ونتصرف وفقاً لما تمليه علينا هذه الثنائية، ولكن بدرجات متفاوتة، تختلف أحياناً بفعل المؤثرات الخارجية أو الحالة النفسية، لذلك يتصرف الواحد منا أحياناً بمنتهى البداوة من حيث القسوة والتسلط وحتى استعمال العنف، وفي مواقف أخرى نحرص على تطبيق قيم المدنية الحضارية من انفتاح عقلي وتعايش سلمي وتعاون. 

   لو استعملنا هذا التصور الفكري في وصف الفئات العراقية لتوصلنا إلى نتيجة هي أن الجانب المدني من الثنائية العراقية أقوى وأشد تأثيراً من الجانب البدوي لدى الشيعة والعكس صحيح في حالة السنة العرب والأكراد، ويجب الانتباه هنا إلى أن هذا تعميم وبالضرورة توجد استثناءات، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجانب البدوي في نفوس الشيعة معطل بل من الممكن جداً أن يظهر ويبرز على السطح، ويصبح له التأثير الأقوى على الفكر والسلوك، كما أن من غير المستبعد تعزز الجانب المدني لدى غير الشيعة وصيرورته المؤثر الأقوى على نفوسهم.

   لماذا الجانب المدني أقوى لدى الشيعة؟ في الظاهر هنالك عاملان وراء ذلك، الأول إيجابي والثاني سلبي، الإيجابي هو الوازع الديني المذهبي، إذ يفرض المذهب حرمة استخدام القوة الفجة في التعامل مع المخالفين، والثاني السلبي هو إرث الماضي الذي كانوا فيه محكومين مستضعفين، وخلف روحاً إنهزامية داخل نفوس الكثيرين منهم، والمثال على ذلك نجده في اعتقاد الكثيرين منهم اليوم بأنهم كانوا عاجزين تماماً عن رفع الظلم عنهم ولولا الاحتلال الأمريكي لمكثوا في الذل المهين إلى ما شاء الله. وعندما تجتمع الاستقامة مع القلق والروح الانهزامية يتبادر إلى الذهن الشك في حقيقة ومدى تأثير الوازع الديني، إذ من المحتمل إن يكون التذرع بالاستقامة والورع مجرد قناع تخفي الجماعة وراءه قلقها من الدخول في الاختبار واحتمال الفشل والهزيمة.

    بالمقابل يرى السنة بأنهم أقوياء وإن كانوا أقلية، واستطاعوا من كسر شوكة الشيعة والسيطرة عليهم على مدى التاريخ الإسلامي لذلك فالوضع الحالي استثناء على حتميات التاريخ، ومآله الزوال، أما الكورد فهم مقتنعون بأن نضالهم الذي اعتمد العنف كوسيلة وحيدة حقق لهم ما يصبون إليه، وما زالوا يعتمدون هذا المبدأ في تعاملهم مع بقية الفئات العراقية، لذلك يبدو ظاهرياً أن الوازع البدوي المتمثل باستعمال القوة والعنف أو التهديد بها هو الأكثر تأثيراً لدى السنة والكورد.

   بصراحة شيعة العراق يعيشون حالة من الذلة والمسكنة، وحتى لو كان الوازع الديني وراء امتناعهم عن الدخول في الصراع حقيقياً فهو لا يبرر خنوعهم واستسلامهم لما حاق بهم خلال العقد الماضي من قتل جماعي وتهجير مليوني وتسلط وحرمان وإهانات متواصلة لعقيدتهم، إذ ليس من المقبول أن يكون المؤمن ضعيفاً، وهذه ليست دعوة للشيعة لمعاملة خصومهم بالمثل، بل المطلوب استثمار عناصر القوة لديهم في درأ الأخطار والتهديدات وتحقيق مصالحهم المشروعة من دون التعدي على حقوق الآخرين.

    اخرجت الثورة الإسلامية شيعة إيران من حالة الذلة والمسكنة، وحانت فرصة مماثلة لشيعة لبنان، عندما احتل الكيان الصهيوني مناطقهم، وهم لم يتصدوا له في البدأ، ولكن بعد مغادرة المنظمات الفلسطينية المسلحة أخذوا زمام المبادرة في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وكان لنجاحهم الباهر في ذلك الأثر الكبير والبالغ في رفع روحهم المعنوية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وفرضوا على الآخرين احترامهم، أما شيعة العراق فقد اضاعوا بتقديري فرصة ذهبية مماثلة بعد اسقاط الاحتلال الأمريكي للنظام البعثي الظالم، وبدلاً من رفض الاحتلال كما فعل أجدادهم في ثورة العشرين وشيعة لبنان وإيران هادنوا المحتلين، وقبلوا بإملاءاتهم وشروطهم، وغضوا الطرف عن مكائدهم الخبيثة وسعيهم الحثيث لإضعاف شيعة العراق ومنعهم من ممارسة حقوقهم الديمقراطية كاملة من خلال فرض نظام سياسي عاجز وفاسد، يعتمد المحاصصة الطائفية والإثنية واللامركزية المفرطة، وهكذا فوت قادة الشيعة في العراق واتباعهم باستثناء التيار الصدري فرصة الوقوف بشجاعة وتصميم أمام المحتلين، ولو اكتفوا بالمقاومة السلمية لكان ذلك كافياً لفرض الانسحاب على المحتلين في ظل المعارضة الواسعة والنشطة للاحتلال داخل أمريكا وحلفائها الغربيين.

    كان تفجير مرقدي الإمامين العسكريين ضربة كبيرة لمعنويات شيعة العراق، ويعتقد الكثيرون منهم بأنه لولا التيار الصدري لخلت بغداد من الشيعة، ويتذكر البعض الدور الفعال للشيعي أبو درع وجماعته في التصدي للإرهابيين، وكان القضاء على مسلحي الشيعة على رأس قائمة أهداف القوات الأمريكية حينئذ، لتخوفهم من رجحان كفة الشيعة ونجاحهم في القضاء على الإرهابيين وطرد المحتلين، ووجد المحتلون أنصاراً لهم بين بعض الأحزاب الشيعية، الذين كما يبدو تخوفوا من تنامي قوة وشعبية الصدريين. ويتضح لنا من احداث تلك السنين بأن لجوء الشيعة للعنف كان مؤثراً وفعالاً، فقد اضطر الخوف من هذا العنف مئات الألاف من السنة لهجر أحيائهم وبيوتهم والنزوح إلى مناطق أخرى أو الهجرة إلى دول الجوار، ومن المحتمل أن يكون ذلك عاملاً مساعداً في قبول الألاف منهم الانضمام للصحوات، وهذا دليل على أن الشيعة، أو على الأقل البعض منهم، قادرون على تجاوز حالة الذلة والمسكنة واستخدام العنف مقابل العنف، لذا ينبغي على أعدائهم الحذر من مغبة إثارة الجانب البدوي في النفوس الشيعية.

  هل البداوة أو العنف هي السبيل الوحيد لمجابهة الحالة البدوية المتمثلة في استعمال منافسي الشيعة للعنف أو التهديد به؟ إن دعوة إنسان هائج يحمل ساطوراً للمناظرة إنتحار بالتأكيد، ولكن ليس بالقوة الفجة وحدها تتغلب على البداوة، ولنتذكر أن البريطانيين آبان أيام عزهم الإمبراطوري كانوا يحكمون القارات بعدد صغير من السفن والجنود وكثير من المكر والقوة الاقتصادية والمعنوية، واستطاع المهاتما غاندي طردهم من الهند من دون استخدام العنف، لكنه استخدم أشكالاً أخرى من القوة، فهل لدى الشيعة قوة يستطيعون استخدامها سلمياً لحل المشكلة العراقية سلمياً ومن دون عنف؟ فيما يلي استعراض لمكامن القوة والضعف لدى شيعة العراق:      

مكامن القوة

الديمغرافيا:أكثرية السكان

التجانس الإثني: الغالبية العظمى عرب

التوافق المذهبي

الموقع الجغرافي: السيطرة على المنفذ المائي الوحيد للعراق

التوزيع السكاني:  تجمع غالبيتهم العظمى في الوسط والجنوب

القوى البشرية: لديهم قوى بشرية مؤهلة ومدربة وإن كانت أعدادها غير كافية.

الثروات الطبيعية: النفط والزراعة والسياحة وحتى الماء يمكن تحليته من الخليج

الاستقواء بالجوار: إيران مقابل تركيا والأردن والسعودية

 

عناصر الضعف

معاداة الجوار: كلها معادية باستثناء إيران

هزال القيادة

الخضوع لأمريكا

التنافس الحزبي

القبلية

إرث الماضي

الروح الإنهزامية

 

    إن نظرة سريعة على هذه القائمة تؤكد بأن شيعة العراق أقوياء، اجتماعياً وبشرياً واقتصادياً وجغرافياً، ولكن قوتهم كامنة ومعطلة، ولم يحسن قادتهم استخدامها، وغالبية الشيعة محرومون من الاستفادة منها، فما بالك باستخدامها لغرض درأ أخطار أعدائهم ومنافسيهم، النجاح وحده مؤشر على القوة، هكذا يراه الآخرون، ولكن قادة شيعة العراق فشلوا في توفير الخدمات والإعمار لمناطقهم، مما يعطي الذريعة لمنافسيهم بالتشكيك في قدرتهم على تحقيق مصالح الجميع، وهو أيضاً دليل على ضعفهم الذي يغري بهم المتربصون.

   الحل في التنمية الشاملة العادلة المستديمة، التي تنفع الجميع من دون استثناء أو محاباة، وعلى أساس أن العيش المحترم هو أول الحقوق واكثرها أهمية، بل هو أهم من بعض الحريات أيضاً، لكن هذا الهدف قد يكون بعيد المنال، خاصة لو استمر هذا النوع من الحكام في السلطة، فهل يوجد طريق مختصر لدفع العراق من حالة الغليان أو شبه الغليان الحالية إلى السكينة والسلام؟

    يوجد الحل السعودي، وهو جدير بالاهتمام، لأن آل سعود نجحوا في الاحتفاظ بملكهم والمحافظة على السلم الاهلي لعقود طويلة، عندما سأل أحد الصحفيين الأجانب وزير التخطيط الأسبق هشام ناظر: ماذا تفعلون عندما تواجهكم مشكلة؟ أجابه باللغة الإنجليزية: (نرمي عليها نقود)، والنقود كما يدرك الجميع علاج ناجع للكثير من المشاكل، وإن لم يكن بلسماً، ولكنه قد يكون كافياً في الكثير من الحالات لمنع تفاقم المشكلات، لذلك سارعوا لزيادة الرواتب وتوفير القروض الميسرة بعد بدأ ثورات الربيع العربي مباشرة، وأتذكر هنا ما قاله لي أحد المعارضين السوريين الذي كان يهتف بسقوط نظام الأسد عندما شاهدني أحمل ملصقاً معادياً لحكام البحرين: لماذا تعارضون حكم آل خليفة وهم منحوا كل عائلة بحرينية ألف دينار؟

   يشتري آل سعود ولاء رؤوساء القبائل بالمخصصات المالية التي يوزعونها عليهم شهرياً، ولا يحصل أتباعهم منها إلا على النزر اليسير، وقد جرب المحتلون الأمريكيون والحكومة العراقية هذه الطريقة، لكنها غير  كافية، بسبب وجود مشكلة خطيرة جداً في المحافظات السنية، وهي ارتفاع نسبة البطالة فيها، إذ تبين الاحصاءات الرسمية بأن ربع القوى العاملة في هذه المحافظات من دون عمل، وهي نسبة أعلى من المعدل العام بحوالي عشر نقاط، وهذا وضع غير مقبول ولا يطاق، ووجود واستمرار هذه المشكلة أهم بتقديري من كل المطالب التي يرفعها المتظاهرون في هذه المحافظات، ولو توفرت فرص العمل المجدية لهؤلاء العاطلين لخلت ساحات الاعتصام ولضعفت جبهة الإرهابيين.

   يتطلب تفعيل الحل التنموي لمشاكل العراق تغييراً جذرياً في القيادة واساليبها، وبالتأكيد فإن القيادة الحالية للحكومة غير قادرة على إدارة التنمية، وقد ثبت فشلها على مدى عشرة سنين تقريباً، لذا فإن مقاربة الحل وتمكين الشيعة وتجنيب البلاد خطر الصراع الدموي بين كافة فئاته يبدأ من تغيير الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة من أصحاب المؤهلات والخبرات التخصصية والإدارية وتحويل الاهتمام من السياسة إلى الاقتصاد ووضع استراتيجية متكاملة للتنمية، وإلا فسيحتكم الجميع إلى البداوة في حسم الصرع.

17 أيلول 2013م

(للإسلام غايتان عظيمتان: هما الإحياء والاصلاح، ووسيلة رئيسية وهي التعلم)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36901
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29