• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ايماننا الكافر .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

ايماننا الكافر

هنا في الولايات المتحدة التي تاخذ حصتها يوميا من الدعوات المؤمنة بقطع الحرث والنسل ، لايملك رئيس الدولة الذي يقود اليوم - شئنا ام ابينا - زمام نصف العالم ، لايملك صلاحية قلع شجرة ، ناهيك عن تجريف او الغاء متنزه عام وحتى خاص مالم يوضح للسلطات اهمية الاجراء بالنسبة للامن القومي  او حركة التمنية الوطنية . وبفضل هذا التشديد الصارم  ، عندما تنظر الى اي بقعة من هذا البلد عبر نافذة الطائرة او اي مرتفع ستجدها عبارة عن شجرة من اشجار الله اصلها ثابت وفرعها في السماء وهي لوحة تتنافس الفصول الاربعة في اظهار سحرها وفتنتها ولا تملك الا ان تخر راكعا وتنيب لعظمة الخالق . هذا عن الحرث ، اما عن النسل فيكفي ان القذف - مجرد لفظ فحش - يكفي ان يجرجر رجليك الى المحاكم والتي هي عبارة عن مدن كاملة لاقامة العدل ، لو ترددت عليها باليوم اربعا وعشرين مرة لما عرفت اين يقع الباب الذي دخلت منه او الباركينك الذي اودعت سيارتك فيه . وفي الجانب المشرق من تاريخنا الاسلامي ما يشرف من شواهد هذا الاهتمام بالحرث والنسل . وحسبنا ان النبي محمدا "ص" كان لا يفتأ يوجه جنوده بعدم التعرض لهذين العاملين اللذين تعتمد عليهما ديمومة خلافة الله في الارض . (لا تعلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا امرأة ولا طفلا ولا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تعقروا بعيرا الا للأكل ..وستمرون على قوم ترهبوا فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا انفسهم له ) . وهذه الوصايا وحدها كافية لتشير لنا ان عقل محمد "ص" الماسي كان يعيش في الالفية الالف وليس الالفية الاولى . ترى ماذا صنعنا اليوم بهذا التراث الانساني الثر الذي اضفنا له بفضل حاستنا الابداعية الخلاقة ، انجازات اخرى كالذبح البشري الحلال تشبها بالسنة وتقربا لله زلفى !!! في بلداننا الاسلامية المتحدة الغيت من الوجود مساحات شاسعة من مساكن البشر ومشاغلهم ومصادر اقواتهم بحجة توسيع المساجد والمراقد الدينية من دون ان يكون لهؤلاء المغلوبين اي خيار . فاما ان تغادر وتعوض بمبلغ او ان تغادَر ولا تعويض "يعني سلمية جدا" . ومن منا يستطيع مواجهة الدولة اذا انتصبت امامه جرافة للتفليش و التفليس هي اكبر حجما من متجره القريب من مركز العبادة . في المدن الشيعية الامر محسوم تماما لان احدا لا يجرؤ على ان يكون سببا في عرقلة مشروع توسيع الحرم الرضوي في خراسان او الفاطمي في قم فهو يظن او ثمة من يكلف بتلقينه بانك لو رفضت الفكرة فانك ستدخل جهنم من اوسع ابوابها مذؤوما مدحورا لأنك ازعجت آل محمد "ص" . والنتيجة ،  يتبرع بمتجره صاغرا ويخطو خطوة ابعد فيتبرع باموال التعويض للانفاق على المشروع ويبدأ بعدها رحلة الشقاء للبحث عن بزنص جديد في تلفات "الدنيه" ليسد رمق الزعاطيط الذين يتكاثرون بالانشطار " الزعاطيط ماركة عراقية مسجلة". وفي المدن الاسلامية تتباهى البلديات بتشييد مساجد تنافس في جمالها  كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان وفيها وعليها يختلط حابل المال الحلال بنابل الحرام ما يغضب حجر البناء نفسه وليس رب العالمين فقط . وما ان تبتعد عن تلك الجوامع الضرارية المشمخرة حتى تشرئب امامك وبكل زهو بيوت الصخام والصفيح والصبايا العراة الحفاة . فهم يمارسون شقاءهم في مستنقع لكنهم يصلون في جامع مزود بحراسة الكترونية وفيه خدمة الواي فاي وابوابه تفتح عن طريق تطبيق الكتروني جديد ياتي مجانا مع الميني آي باد والصلاة فيه ترفع الى السماء بتقنية هاي سبيد . وهؤلاء المسحوقون راضون بذلك كل الرضا لان في احيائهم العشوائية بيوتا أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، فاي رحمة اوسع من هذه الرحمة كونك تجوع وتعرى لكن في جوارك ينتصب مسجد بمليار دولار . تصوروا لو ان ابا الحسن "ع" او اي من اولاده البررة او اصحابه الخيرة استيقظ اليوم ، وراى راسه الشريف مكسوا بعدوته اللدودة الصفراء وضريحه وهو ( مفزعنا الامتع الذي به كل نازلة تدفع ) مصنوعا من البغيضة البيضاء ، وان خلف هذه الصفرة المتلامعة والبيضاء الناصعة بيوتا حل بها كل غضب الانسان والطبيعة . ترى ما الذي سيفعله ابو الحسنين ؟ هل سوى ان يعود الى رقدته التي بداها قبل اربعة عشر قرنا وهو يردد صرخته المدوية : "اللهم ابدلني بخير منهم ". ذات رمضان طلبنا الى احد زملائنا في بغداد ان يشتري باموال "فطرة العيد" احذية ويوزعها على المحتاجين فاتصل بي بعد انجاز المهمة وقال لي بالنص انه عثر على اسرة تعيش تحت جسر بغدادي صيفا وشتاء وعندما اقترب اليها محملا بقنادر الفطرة شاهد الاخت تتشاجر مع اخيها على قطعة من اوراق الكارتون السميك كونه سلبها عنوة غطاء النوم في تلك الليلة الرومانسية تحت الجسر . للمزيد من المعلومات ، ارجو الاتصال بالصديق فلاح الذهبي مدير مكتب قناة الحرة الفضائية في بغداد . غاية ما اتمناه الا يخرج علينا احد الشاذين بعد اليوم ليخبرنا بان صادرات النفط العراقي سترتفع الى ثلاثة ملايين برميل يوميا ... هل هذا طلب تعجيزي ؟ افتونا ماجورين ولو بضغطة "لايك" مقيتة فذلك اضعف الادمان .
 
iraqzahra@yahoo.com 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36967
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29