• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إنه ينتقص منك سيدتي .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

إنه ينتقص منك سيدتي

 في الغالب يتحدث الناس عن أهمية القانون والدفاع عنه والإلتزام به ،لكنهم في الغالب أيضا ينتهكونه ويضربونه بالأحذية ويتعاملون معه مثل يتيم أ،و متسول في الشارع . يتنقل من مكان لآخر دون أن يعي مايفعل ،ولا يعرف مايريد بالضبط ،ولاأحد يسمع له قولا، أو يحترم له مكانة ومنزلة، فهو إن حضر لايعد ،وإن غاب لايفتقد ،يفعلون كل شئ ليحقق لهم القانون مايريدون .فإذا كان لهم الحق فهو معهم وهم معه .لكنهم سوف يقفون بالضد منه ويعترضون عليه في حال كان مع غيرهم لأنهم لايحتملون أن يكون الحق لسواهم ،وإذا كانوا في المسؤولية فغنهم يطبقون تعاليمه وأسانيده وأباطيله على الناس ويتغاضون عن سواهم .

بالأمس، وكنت أمر من تقاطع مقابل لوزارة التعليم العالي في بغداد قبل إرتقاء الجسر المؤدي الى ملعب الشعب الدولي ،ولم ألحظ الإشارة،وكان رجل المرور يقف قريبا مني ،وحين تنبهت له توقفت بسرعة ،وأراد أن يحرر مخالفة ضدي ،لكني قلت له ، أعتذر لم ألحظ الإشارة لأنها منطفئة ، وطلب إلي أن أقود سيارتي الى الخلف، وكدت أصدم سيارة كنت تقف خلفي وفي الأثناء تجاوزت سيدة تقود بسرعة الإشارة الضوئية وأوقفها على الفور ،ونظر في وجهها ،وقال لها،ها حجية وين ؟ وكنت أنظر إليه وأنتظر أن يوجه لها إهانة وينتقص منها ،وفي ظنه وظنها إنه يحترمها ،ويرى فيها كائنا عظيما ،وبالفعل سمح لها بالمرور، بينما بقيت متحيرا ،ولفرط حزني بقيت متوقفا ، بينما مرت السيارات عن يميني وشمالي ثم طلب الصديق الجالس جواري ان أمضي دون الإلتفات إليه ،وقال شاب ثالث معنا كان يتحدث بفطنة ،إنه أهانها لأنه تجاوز القانون ولم يطبق تعاليمه بالسوية بين الرجل والمرأة وإستضعفها، وكان يفترض به أن يحترم عمله وكان عليها أن تشعر بالخجل لأنه ظنها مستضعفة وسمح لها بالمرور وكذلك فقد صورني قويا فاعلا مؤثرا ولابد من تطبيق القانون برأسي .
ننظر بطريقة غير سوية للمرأة ولا نعاملها كما يجب فهي في الإنتخابات لاتشارك إلا بنظام الكوتا ولايحق لها الترشيح لتكون عضوا في مجلس محلي ،أو برلمان ولانقدر لها أن تكون وزيرة ،أو رئيسة لأنها في الخط الثاني من بعدنا ،وحتى في المجتمعات الغربية التي تسمح للمرأة بالتعري وإجازة إرتداء الثياب القصيرة والشورتات في الشوارع ،مايزال الجميع ومنهم المشرعون لايجيزون لها أن تتقدم خطوات الى الأمام لتكون فاعلة ومؤثرة وصانعة للقرار وليست مغيبة أو مهملة ،وفي الشرق والغرب معا تهان المرأة ولاتصان ،هنا يراد لها أن تكون مخفية، وهناك مشاعة ،وفي الحالين لاتستطيع أن تنتج فعلا مختلفا إلا في ظل ظروف يضع ويقدر طبيعتها الرجل صاحب القدرات والإنجازات والإمكانات الخارقة في مجتمع لايؤمن إلا بالأقوياء .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37054
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19