• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المسلسلات الدينية تحت الضوء..الحلقة الثانية مسلسل الإمام علي (عليه السلام) الجزء الثاني .
                          • الكاتب : السيد حسين المولى .

المسلسلات الدينية تحت الضوء..الحلقة الثانية مسلسل الإمام علي (عليه السلام) الجزء الثاني

لقد ذكرت في الحلقة السابقة بعض الكلمات التي دارت بين عقيل ومعاوية والتي من خلالها نسعى إلى بيان الحقيقة وإثباتها ودحض الشبهات التي تحوم حول رجل عاش حقيقة الولاء لأخيه الوفي سيد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليه السلام)..
ذكرت في الحلقة السابقة أن عقيل قال لمعاوية أما والله يا ابن هند ما تزال منك سوالف يمرها منك قول وفعل فكأني بك وقد أحاط بك ما الذي منه تحاذر!!! وهذا ما لم نشاهده في المسلسل أن عقيلاً يخاطب معاوية ويقول يا ابن هند وإن دل على شيءٍ فإنما يدل على شجاعة عقيل...
فأطرق معاوية ثم قال : ما الذي يعذرني من بني هاشم، وأنشأ :
أزيدهم الإكرام كي يشعبوا العصا              فيأبــوا لدى الإكرام أن يتكرموا
وذا عطفتنــــي رقتــان عليهـــــم        نأوا حســدا عني فكانوا هُم هــمُ
وأعطيتهم صفو الإخــا فكأننـــي         معـا وعطاياي المباحــة علقـــم
أما والله يا ابن أبي طالب لولا أن يقال عجل معاوية لخرق ونكل عن جوابك لتركت هامتك أخف على أيدي الرجال من حويّ الحنظل... فأجابه عقيل:
غديرك منهـم من يلـوم عليهم        ومن هـو منهـم في المقالة أظلم
لعمرك ما أعطيتهم منـك رأفـة       ولكـن لأسبـاب وحولك علقـم
أبى لهم أن ينزل الـذل عنـوة        إذا ما طغـا الجبار كانوا هُم همُ
فدونك ما أسديت فاشدد يدا بـه     وخيركم المبسوط والشر فالزموا
ثم رمى عقيل عليه بالمائة ألف درهم وقام من مجلسه فكتب اليه معاوية: أما بعد يا بني عبد المطلب أنتم والله فرع قصي ولباب عبد مناف وصفوة هاشم، ولكم الصفح الجميل فإن أحلامكم لراسخة، وعقولكم لكاسية، وحفظكم الأوامر، وحبكم العشائر، ولكم الصفح الجميل والعفو الجزيل مقرونان بشرف النبوة وعز الرسالة وقد والله ساءني ما كان جرى ولن أعود لمثله إلى أن اغيّب الثرى، وهذا أيضاً ما وجدناه في المسلسل ولم يذكر لا بالإشارة ولا بالكناية.. وهو يبين جانب العزة والنأي بالنفس عن الركون إلى الظالمين من جانب عقيل..
 فكتب إليه عقيل:
صدقت وقلت حقا غــير أنـي            أرى أن لا أراك ولا تـرانــي
ولست أقول سوء في صديقي            ولكنــي أصــــــد إذا جفـانـي
 فكتب اليه معاوية يستعطفه ويناشده الصفح وألح عليه في ذلك فرجع اليه. فقال معاوية: لِمَ جفوتنا يا أبا يزيد؟ فأنشأ يقول:
وإني امرؤ مني التكرم شيمة       إذا صاحبي يوما على الهون أضمرا
ثم قال: يا معاوية لئن كانت الدنيا أفرشتك مهادها، وأظلتك بسرادقاتها، مدت عليك أطناب سلطانها ما ذاك بالذي يزيدك مني رغبة وتخشعا لرهبته. 
فقال معاوية : لقد نعتها أبو يزيد نعتا هش له قلبي، ثم قال له: لقد أصبحت يا أبا يزيد علينا كريما وإلينا حبيبا وما أصبحت أضمر لك إساءة.
 يقول العلامة المحقق السيد عبد الرزاق المقرم بعد إيراد حادثة دخول عقيل على معاوية: (هذا حال عقيل مع معاوية وحينئذ فأي نقص يلمّ به والحالة هذه وعلى الوصف الذي أتينا به تعرف أنه لا صحة لما رواه المتساهلون في النقل من كونه مع معاوية بصفين فإنه مما لم يتأكد اسناده ولا عرف متنه ويضاده جميع ما ذكرناه).. كما يبعده كتابه من مكة إلى أمير المؤمنين حين أغار الضحاك على الحيرة وما والاها وذلك بعد حادثة صفين... وهذا ما سنذكره في الحلقة المقبلة إن شاء الله تعالى



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37263
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28