1.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } محمد7
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } البقرة159
وفي حديث للرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه :
(( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالرَّحِيمِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَاعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْتَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ))
منتدى ملة إبراهيم صراطاً مستقيماً وديناً قيماً يدعوا جميع الأخوة المسلمين إلى نبذ التكفير المتبادل بينهم
وعدم الطعن في المقدسات والرموز والمرجعيات ,
فجميع صحابة رسول الله وأزواجه النساء والسلف الصالح من معتنقي جميع المذاهب الإسلامية لهم تقديرهم واحترامهم وندعو لهم برضا الله عليهم
ونتمسك بقوله تعالى :
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } البقرة134 – 141
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } المدثر38
{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } الإسراء15
منتدى ملة إبراهيم صراطاً مستقيماً وديناً قيماً بكل مودة واحترام من جميع الأخوة على النت وفي كل مكان الذي يضم في إدارته مشرفين ينتمون إلى جميع الشرائع السماوية والمذاهب المتفرعة عنها.
يدعو مرجعيات جميع المذاهب ومثقفيهم للإنضمام إليه والمشاركة في حواراته .
هذا المنتدى لا ينطلق من أي أرضيه مذهبية وإنما يسعى جاهداً وبجد واجتهاد الجميع في الدعوة إلى الحق الذي يريده الله عز وجل في محكم تنزيله والدعوة للرجوع للتمسك بالدين الذي كان يدين به الرسول العظيم المصطفى على العالمين محمد صلى الله عليه و آله وسلم .
رافع راية الحق و الإسلام دين الله القيم إلى عباده , وخاتم النبيين الذي جاء بأكمل وأتم وآخر كتب الله الذي لم يُفرط سبحانه وتعالى فيه من شيء وأنزله تبياناً لكل شيء
لقوله تعالى :
{... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ...} المائدة3
وقال سبحانه وتعالى :
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يوسف111
عندما يقول الله عز وجل : وقوله الحق والصدق والكمال والبيان :
{ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ } { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
هذا يعني أن أي شيء ومهما كان هذا الشيء كبيراً أو صغيراً أو مهملاً أو أي شيء خطر أو ممكن أن يخطر على قلب بشرفي الماضي والحاضر و المستقبل هو مفصل في كتاب الله عز وجل وهو هدى ورحمة لقوم يؤمنون ..؟؟
ولكن السؤال هنا بماذا يؤمنون حتى يكون هذا الكتاب هدى لهم .
إن كان جوابنا هو الإيمان بالله عز وجل .
فإننا نقول إن جميع خلق الله تؤمن بالله سبحانه وتعالى شئنا أم أبينا .
لقوله تعالى :
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } الإسراء44
فجميع معتنقي الشرائع السماوية تؤمن بالله عز وجل ولا تنكر أو تتنكر لوجوده حتى من يعبد الأصنام لا تكفر بالله عز وجل والله سبحانه وتعالى يشهد لهم بإيمانهم بقوله :
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } لقمان25
والله عز وجل يوثق في قرآنه الكريم إلى يوم الحساب أن أكثرية من يؤمنون بالله هم في جوهر إيمانهم مشركين به
مصدقاً قوله تعالى :
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } يوسف106
{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } يوسف103
ومنتدى ملة إبراهيم صراطاً مستقيماً وديناً قيماً يدعو العقلاء من جميع المذاهب والشرائع الدينية للتعاون معاً بعيداً عن لهجة التكفير والإساءة للآخرين لمجرد مخالفتهم ما نؤمن به بعيداً عن الدليل والحجة والبرهان .
والله سبحانه وتعالى يقول :
{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ }الأنبياء24
و هذا المنتدى منتدى جميع المسلمين يطرح آية واحدة فقط لا غير للتوافق على فهم واحد لها كما أراد الله عز وجل أن نفهمها ونتمسك بجوهرها لأن اتفاقنا على فهم واحد يجعلنا أخوانا إن شاء الله .
قال الله تعالى :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103
لنجزأ الآية الكريمة موضوع البحث ونتفكر بها معاً :
السؤال الأول :
قال الله تعالى :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
هنا أمر إلهي للاعتصام بحبل الله عز وجل جميعنا على مر العصور وتعاقب الأجيال وعدم التفرق عن هذا الحبل الإلهي وهذا الاعتصام هو الذي يقينا من الضلال والفرقة لتمسكنا بالحق الإلهي .
فقبل أن نكفر بعضنا البعض ونسيء لمقدسات ورموز بعضنا البعض دعونا بداية فقط نتفق على فهم واحد لقوله تعالى :
{ بِحَبْلِ اللّهِ }
وتبيان الأسس التي يجب التمسك بها كي لا نتفرق عن هذا الحبل الإلهي .
السؤال الثاني :
هل هذا الحبل الإلهي العاصم من الضلالة بدايته فقط من عند رسول الله محمد صلى الله عليه و آله وسلم .
أم هو حبل إلهي موجود منذ بداية الخلق ومع جميع الرسل والرسالات السماوية إلى عباده .
وإلا حدث تبدل في القول وظلم لعباد الله عز وجل ( والعياذ بالله ) أم أن حبل الله عز وجل منذ الأزل والى الأبد
لقوله تعالى :
{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } ق29
السؤال الثالث :
{ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً }
فما هو فهمكم لقوله تعالى : { نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ }
علينا جميعاً التوصل إلى فهم مشترك لهذه النعمة الإلهية التي أنعمها سبحانه علينا لأنه بها نصبح أخوة مؤمنين متمسكين بالحبل الإلهي .
مع الأخذ بعين الإعتبار أيضاً التوصل إلى فهم مشترك لقوله تعالى { فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً }
أين الأخوة تمت وتحققت بهذه النعمة الإلهية وبدونها وبعدم التمسك بها فمن أعداء لبعضنا البعض { إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء }
فكما نعلم أن العلم الحديث يستطيع فرز الأخوة عن الغرباء مهما كانت الأعداد عن طريق الشيفرة الوراثية ومعلومات DNA التي نكتسبها من الأبوين وبها يتم تحديد الأخوة وهي أخوة مادية .
فكيف نصبح إخوة إيمان يؤلف الله عز وجل بين قلوب المؤمنين بهذه النعمة الإلهية { فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } .
أي أن شيفرة الإيمان ومعلومات الهدي الإلهي والحق المبين هي بذات الجوهر والنقاء والصفاء يرتشفها الجميع من ذات المصدر كحكم لله عز وجل لعباده وليس حكم عباد الله على عباد الله مهما بلغوا من العلم والمعرضين لاتباع الظنون والأهواء مهما توخوا الحيطة والحذر لعدم الوقوع فيه .
قال الله تعالى :
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } الحج62 – لقمان 30
{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } يونس36
{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28
{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً }{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ }{ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ }
نستنتج أن هذه النعمة الإلهية هي الحق وهي العاصمة من الضلال والوقوع في حفرة النار وكأنها تأخذ دور الأبوة والأمومة في تربية أنفس المؤمنين الروحية و في وحدانية هذه التربية التي تُنشأ الأخوة التي أرد لها الله عز وجل .
{ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً }
و الله سبحانه تعالى يأمرنا أمراً يجب على المؤمن الالتزام به وهو التحدث بهذه النعمة الإلهية وليس بتكفير بعضنا البعض و السب والشتم والقذف لمقدسات و رموز بعضنا البعض الدينية .
لقوله تعالى :
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } الضحى11
السؤال الرابع :
قال الله تعالى :
{ وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا }
إذاً الإنقاذ من حفرة النار هو التمسك بهذا الحبل الإلهي العاصم من الضلالة .
فجميعنا على شفا حفرة من النار .
فأما أن نقع بها أو ننجى منها باعتصامنا بهذا الحبل الإلهي الموجود بين أيدينا للتمسك به كما كان متوفر وموجود مع جميع خلق الله منذ الأزل وإلى يومنا هذا وإلى الأبد
وإلا لفقد الأمر الإلهي محتواه ( والعياذ بالله )
عندما يأمرنا سبحانه وتعالى بقوله :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
السؤال الخامس :
قال الله تعالى :
{ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
هنا واضح أن الهداية إلى الحق والنجاة من حفرة النار هي التمسك ببيان الله عز وجل لآياته .
وسؤالنا هو أين هو بيان الله عز وجل لآياته
فالذي متوفر بين أيدنا هو بيان عبيد الله من جميع المذاهب لآيات الله عز وجل .
فمن من هؤلاء يقول : أن تفسيري للقرآن الكريم هو بيان الله عز وجل لآياته العاصمة لكم من الضلال .
و تفسري هذا يشكل حبل لله المأمورين الاعتصام به .
والله عز وجل يخاطب رسوله المصطفى محمد صل الله عليه وآله وسلم في سورة القيامة بقوله :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }
يا علماء المسلمين اتفقوا على بيان الله عز وجل لآياته
{{{{{{{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }}}}}}}
{{{{{{{ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }}}}}}}
منتدى ملة إبراهيم لا ينطلق من أرضية مذهبية معينة وإنما يعتمد على تشاركيه ومد يد التعاون بين جميع الأخوة معتنقي كافة الشرائع السماوية وما تفرع عنها من مذاهب مختلفة .
أن تتفضلوا وتشاركونا الإدارة وقيادة المنتدى باتجاه التوصل إلى فهم مشترك لا نختلف عليه حول حقيقة وهوية وبيان قوله تعالى :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
لأن الاعتصام بهذا الحبل الإلهي هو الاعتصام بالإسلام وبدين الله القيم و بالدين الذي كان يدين به رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم الذي هو الفرقة الناجية بتنفيذه للأمر الإلهي بإتباعه لملة أبيه إبراهيم عليه السلام :
لقوله تعالى :
{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } النحل123
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161
ألخص هذا النداء والرجاء وأختم بقولي :
هل هذا الحبل الإلهي المأمورين الاعتصام به {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً }والمأمورين أيضاً بعدم التفرق عنه { وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
هو حبل مادي ملموس يخضع للقياس والزيادة والنقصان تراه العيون المادية المركبة على الجسم المادي الفاني .
أم هو حبل معنوي ثابت لا يتغير بتغير الزمان والمكان منذ الأزل إلى يومنا هذا وهكذا إلى الأبد , خاص بالنفس الإنسانية الباقية الخالدة الراجعة إلى ربها راضية مرضية , وتدركه العقول النير والبصائر الباحثة عن الحق بصدق مع الله عز وجل وصدق مع النفس , و تعيه قلوب المؤمنين حصرياً وفقط لا غير التي شاءت الهداية وهداها الله عز وجل إلى نوره وصراطه المستقيم وأمسكها بحبله المتين .
فهو نعمة الله العظيمة وبه فقط لا غير يكون عباد الله المؤمنين أخوة { فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} وبالبعد عنه نكون في خطر مهلك وعرضة للوقوع في حفرة النار { وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ } .
وهذا الحبل الإلهي هو الحق العاصم من الضالة المنقذ من الهلاك { فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا }.
|