• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح27 .
                          • الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) .

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح27

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

 

الحلقة : السابعة والعشرون

 

الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام الحديث منسلخاً عن المصحف 

بقلم : سماحة آية الله الشيخ محمد السند "دام ظله الشريف"

 

-------------------

 

العنوان :

تصحيح وتنقيح تراث الحديث ادعاء

قصوري زيفي قبال منهج دراية فقه وفهم متن الحديث.. 

 

وهذه الدعوى المتخذة المتلبسة بشعار تنقيح وتصحيح التراث تتخذ مسارين لذلك

 

اولهما : دراسة السند والطريق للحديث .

 

والثاني : دعوى دراسة المتن وتحري حكم العقل بامكان مضمونه وصحة مفاد معناه.

 

الا ان الطريق الاول وهو تحري درجة اعتبار طريق وسند الحديث لا يعني حذف الحديث عن التراث واعدامه من الكتب الحديثية وذلك لانه :

 

1- كما مر بنا في الحلقات السابقة ان هذا التقييم ليس اتفاقيا بين مباني ومسالك العلماء كي تكون النتيجة تسالمية بين اعلام المذهب في كل طبقات اجيال القرون . 

 

2-مضافا الى ان غاية التقييم في الحكم بالضعف هو عدم الاعتماد على طريق صدور الحديث بمفرده واما اذا استبدل بقرائن اخرى معاضدة جابرة ونحوها يستعاض عن حصرية انطلاق اعتبار الحديث من الطريق .

 

3- ثم ان كل ذلك في النظر والملاحظة الانفرادية الاحادية للحديث الواحد واما النظرة المجموعية والانضمامية له مع غيره التقييم له يأخذ طابعا آخر مجموعي كما في استفاضة الحديث وتواتره بالانضمام الى غيره.

 

4- لو قدر غض النظر عن كل ماسبق وعدم الوقوف على ثمرة اعتبار بنحو وآخر للحديث فان ذلك لايسوغ حذف وتحذيف الحديث من التراث فانه من المسلم لدى كل علماء الطائفة نصا وفتوى حرمة رد الحديث وان لم تستم مواصفاته طريقه لشرائط الاعتبار . 

 

وحرمة الرد وان لم تعني الاعتبار والاعتماد لكنها تعني العناية التحليلة لمعنى ومضمون مفاد الحديث ولو بالدرجة الاحتمالية .اي وضع الاحتمال الذي يبديه مفاده في الحسبان العلمي اثناء عملية الاستنباط.

 

فعلم من ذلك ان دراسة وتنقيح طريق الحديث لا تعني بحال من الاحوال حذف وتحذيف الحديث من التراث كما يبتغيه دعاة شعار التنقيح والتصحيح. 

 

واما دراسة المتن المدعاة من دعاة شعار التصحيح والتنقيح فهي لابدية توصل العقل البشري الى تصور معنى الحديث باللغة العلمية الراهنة المعاصرة وحكمه بمعقولية مفاده ومضمونه .

 

وتوقف دراسة المتن على الدراسة الاولى لطريق الحديث وسنده . والا فلا تصل النوبة الى الدراسة الثانية اي الى دراسة المتن .

 

وهذا المنهج لدراسة متن ومضمون الحديث مبني على خلل وإخلال منهجي كبير وذلك : 

1- لان التشابه في الحديث مضمونا ومفادا مقرر في الحديث كما هو الحال في المصحف وتنزيل الكتاب . الا ان ذلك لايستلزم حذف المتشابه واعدامه.

 

كما هو الحال في متشابه القرآن فان علاجه بعرضه على المحكم لا حذفه وتحذيفه واعدامه . وذلك بحسب القدرة المحدودة البشرية استعانة بتعليم وبيانات الراسخين في العلم الذي يعلم تأويل المتشابه فان الحديث عدل القرآن ووجه آخر لحقيقة القرآن .ومن ثم ورد ان لحديثهم بطن ولبطنه بطن الى سبعين بطن كالقرآن. 

 

ومن المعلوم عدم احاطة العلماء والفقهاء والمفسرين والمتكلمين وغيرهم بكامل تأويل الثقلين بل ولا باغلبه ولا باكثره بل لايحيطون الا بأقله ونزر منه كما هو الحال في القرآن وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم وتأويل الله يتنزل على الراسخين في العلم فاذا كان طبقات تأويل القرآن لاتتناهى فمن ذا الذي يدعي الاحاطة الكاملة بمتشابه الثقلين .

 

الا من ملتبس على عقله المحدود . فالتشابه في الحديث يرد علمه الى اهل البيت ع العالمين بتأويله لا انه يحكم عليه بالانكار والبطلان 

ومن ثم القرآن وصف الراسخون في العلم بوصف ثان وهو قولهم أمنا به كل من عند ربنا اي يؤمنون ان المحكم من الله كما يؤمنون بأن المتشابه منه تعالى كل منهما من عندالله .

 

2- ان الاحاطة بتأويل متشابه الحديث متوقفه على احاطة الباحث بالعلم الذي يتحدث عن مضمونه ومفاده الحديث ولايكفي الإلمام السطحي بذلك العلم ولا يكفي درجة سطح العلم الواصل اليه المسار البشري الراهن في ذلك العلم الذي يتناوله موضوع الحديث 

اذ كم من حديث تناول موضوع ما استهزء بمضمونه العقول المحدودة للكتاب المثقفين او الباحثين ثم طالعنا ذلك العلم البشري نتيجة تطورات واكتشافات وطفرات علمية في ذلك العلم بصدق مضمون الحديث واعجازه العلمي.

وامثلته كثيرة وليس المقام لسردها . بل الطفرة في اكتشافات العلوم بالساعة في سنيننا هذه بينما ترى بعض الكتاب مضافا الى عدم تخصصه او تخصصه مع تدني مستواه فيما هومتخصص فيه او تدني مواكبته لتطورات تخصصه يوم بيوم وساعة بساعة او عدم غوره في مصطلحات العلوم فيخلط مابين الفرضية العلمية والنظرية العلمية بل يحسبها حقيقة علمية بل قد يعد الخيال العلمي نظرية او حقيقة علمية . كما قد يثق بكل مايعلنه الغرب والشرق من ادعاء توصل علمي على صعيد النتائج و الانجازات ولايفرق بين الحرب النفسية باسم العلم وبين الانجازات الحقيقية .

 

والخلاصة : 

ان قراءة متن الحديث وطبقات معانيه باللغة العلمية المختصة بالموضوع الذي يتناوله مفاده ليس بالامر السهل فضلا عن استمرار تطور نتاج كل علم واكتشافاته المستمرة التي قبل عقود فضلا عن قرون كان يعدها مستحيلة العقل البشري المحدود.

 

وقد ورد ان حديثهم صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان .

 

بل ورد ان بعض حديثهم لايحتمله هؤلاء الثلاثة ايضا لا يحتمله الا اهل البيت ع انفسهم فقط . 

 

اوليس قال جبرئيل ع في المعراج للنبي ص عندما وقف ولم يتصاعد عروجا مع النبي ص وسأله عن تخلفه عنه قال: لو اقتربت انملة لاحترقت . 

 

فكيف تريد اطلاع جبرئيل الامين ع بالمدى الذي يطلع عليه سيد الانبياء ومن ثم متشابه حديثهم لا يقدر على تأويل بعضه الانبياء اولي العزم فضلا عن العلماء والفقهاء والفلاسفة والعرفاء والمتكلمين ووو

 

كيف لا وحديثهم هو الوجه الآخر للقرآن المهيمن على كتب وعلم جميع الانبياء فضلا عن العلماء . 

فانى للقائل المتشدق بالتصحيح والتنقيح لتراث الحديث ادعاء القدرة على وزن تمام تراث الحديث .

 

نعم هناك قدر متيسر لعرض المتشابه على محكم الكتاب ومحكم السنة للمعصومين ومحكم بديهيات العقل ومحكم فطريات الوجدانيات للقلب بقدر محدود بالوسع البشري لا المحيط بمحيطات بحار بحور الوحي.. أَنّى ذلك ثم انّى .

 

والحمد لله رب العالمين...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37344
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28