• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ليس كل (مدعبل جوز) .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

ليس كل (مدعبل جوز)

 

قالوا ان العلماء هم تلك الطبقة من الناس ,التي نَفَرَت من هذه الأمة لتتفقه في دين الله ,ولترجع لقومها لكي يرجع قومها لها,في امور دينهم ودنياهم ,باعتبارهم ائمة للهدى ,ومصداق قوله تعالى ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لَّما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) ,اذن هم من اهل اليقين!,واذا عرفنا ان الاسلام عشر درجات اعلاها اول درجات الايمان والايمان عشر درجات اعلاها اول درجات التقوى والتقوى عشر درجات اعلاها اول درجات اليقين واليقين عشر درجات، والناس قد تمسكوا بأقل درجات الاسلام,فكانوا العلماء يقينا من اهل اليقين – فتفكر-!, واذا عرفنا ان الناس جميعاً هالكون الا العالمون والعلماء جميعاً هالكون الا العاملون والعاملون كلهم هالكون الا المخلصون، والمخلصون في خطر ,فيكون هذا العالم مصداق قوله تعالى 
) إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ),فتكون الحصيلة ان العالم من اهل اليقين ,ان العالم ليس في دائرة الخطر, وليس فقط من العاملين بل اكثر,وليس من المخلصين بل اكثر, فيكون مصداق القول المروي عن امير المؤمنيين عليه السلام ( العلماء باقون ما بقي الدهر , أعيانهم مفقودهم , وآثارهم في القلوب موجودة) !!!,ومما لاشك فيه ان مصداق العالم الهادي العامل والمخلص ومن أهل الخشية واليقين ,هم علمائنا الكرام ( واتقوا الله ويعلمكم الله).
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ
وبعد ان عرفنا ان العلماء هم امناء الرسل ,وبعد ان عرفنا ان هؤلاء العلماء التي يرجع اليهم العباد ,هم ذو خصائص معينة وليس كل (مدعبل جوز) كما يقو المثل,وما اكثر (المدعبل) في هذه الايام , وما أقل المُمييزيين والناعقين بلا هدى وعلم
ولكن ما يؤلم ويحزن ما تفضل به سماحة السيد كمال الحيدري ( دام ظله ) من اباطيل حول مرجعية السيد السيستاني حفظه الله 
يقول السيد كمال الحيدري دام ظله 
المدار في الأعلمية هو الفقه والأصول، يعني أن المدار في الأعلمية كتاب الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس!!!!!
أي امتياز لباب الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس حتى يكون ميزان الأعلمية في الدين؟ بئساً لمثل هذا الفكر المتخلف.
الفكر الصحيح (ليتفقهوا في الدين) (ليتفقهوا في الدين) أعزائي، هذا هو الفكر الذي أتبناه وأدافع عنه، وهنا واقعاً أقدم تحدياً علمياً لكل من يقول خلاف هذا فليأتِ إلى هنا، الآن ننصب له مولانا هنا فليأتِ إلى هنا ويقدِّم كل أدلته...) 
أقول ...
ما هو عمدة الأعلمية عند السيد محمد باقر الصدر قدس سره
قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر في (الفتاوى الواضحة ص107) تحت عنوان (التقليد) :
إذا تعدد المجتهدون الذين تتوفر فيهم الشروط السابقة، وكانوا متّفقين في آرائهم وفتاواهم، فبإمكان المقلِّد أن يرجع إلى أي واحد منهم ولكن هذا مجرد افتراض نظري وليس واقعاً في الحياة العملية عادة، لأن الاجتهاد مثار للاختلاف بين المجتهدين غالباً. فإذا اختلفوا وعلم المقلِّد بأنهم مختلفون في آرائهم فلمن يرجع؟ ومن يقلّد؟
والجواب: أنه يرجع إلى
الأعلم في الشريعة، والأعرف والأقدر على تطبيق أحكامها في مواردها، مع فهم للحياة وشؤونها بالقدر الذي تتطلبه معرفة أحكامها من تلك الأدلة\".
وقال في (ص115) تحت عنوان (الاجتهاد) :
\"22- والاجتهاد على قسمين:
أحدهما كامل، 
ويسمى ذو الاجتهاد الكامل بالمجتهد المطلق، وهو القدير على استخراج الحكم الشرعي من دليله المقرر في مختلف 
أبواب الفقه.
والآخر ناقص، ويسمى ذو الاجتهاد الناقص بالمتجزئ، وهو الذي اجتهد في بعض المسائل الشرعية دون بعض فكان قديراً على استخراج الحكم الشرعي في نطاق محدود من المسائل فقط\".
أقول : السيد محمد باقر الصدر يذهب إلى الرأي الذي وصفتموه بالفكر البائس المتخلف، فهو يقول بوضوح وصراحة أن المجتهد المطلق هو القدير على استخراج الحكم الشرعي في جميع أبواب الفقه، وليس القدير على استنباط المعارف العقائدية، وأن الأعلم هو الأعلم في الشريعة لا الأعلم في العقائد وغيرها من الأمور الخارجة عن الفقه، فكيف تتركون تعريفه الواضح والصريح للمجتهد المطلق وللأعلم
نأتي الأن الى ما يقوله سماحة السيد السيستاني حفظه الله
عمده الأعلمية عند الأمام السيستاني
قال السيد السيستاني في تعليقه على العروة الوثقى (ج1 ص13 مسألة 17) :
\"عمدة ما يلاحظ فيه الأعلمية أمور ثلاثة: 
\"الأوّل\"
العلم بطرق إثبات صدور الرواية، والدخيل فيه علم الرجال وعلم الحديث بما له من الشؤون كمعرفة الكتب ومعرفة الرواية المدسوسة بالاطلاع على دواعي الوضع... ومعرفة النسخ المختلفة وتمييز الأصح عن غيره والخلط الواقع بين متن الحديث وكلام المصنفين ونحو ذلك... 
\"الثاني\" 
فهم المراد من النص بتشخيص القوانين العامة للمحاورة وخصوص طريقة الأئمة عليهم السلام في بيان الأحكام ولعلم الأصول والعلوم الأدبية والاطلاع على أقوال من عاصرهم من فقهاء العامة دخالة تامة في ذلك. 
\"الثالث\" 
استقامة النظر في مرحلة تفريع الفروع على الأصول\".
فإذا تحققت هذه الأمور في المجتهد كان هو الأعلم الذي يجب الرجوع إليه، لكونه الأقرب لاصابة الواقع المطلوب أكثر من غيره من المجتهدين الآخرين ، وهذاشيء ليس بالعسير اكتشافه من قبل الذين لهم الخبرة في التشخيص الدقيق للإستدلالالفقهي ، ومن يقل بعدم القدرة على ذلك فهو واهم ، على أنه - كما يقول السيد البهشتيرحمه الله - ليس من الأعلمية في شيء ما يُدعى من كثرة التأليف و كثرة التفريعللمسائل ، إذ ذلك بمجرده غير كافٍ في الحكم بالأعلمية ، لا سيما و إن أكثر أو أغلبتلك التفريعات مأخوذة من رسائل من سبق من العلماء ، كما ورد التصريح بذلك في بعض الرسائل العملية .
أقول: هل مثل هذا التفصيل في الأعلمية يُطلق عليه بأنه فكر بائس متخلف، فكم فرق بين هذا البيان والتفصيل الذي يرى أن علم الحديث وعلم الرجال ومعرفة الكتب ومعرفة النسخ المختلفة وتمييز الأصح منها عن غيره وعلم الأصول والعلوم الأدبية والاطلاع على أقوال فقهاء العامة الذين عاصروا الأئمة كلها لها دخالة في الأعلمية وبين قول الشهيد الصدر قدس سره بأنَّ الأعلم هو من كان أعلم في علم أصول الفقه، بل لو بحثتُم في جميع كتب السيد الشهيد محمد باقر الصدر فلن تجدوا هذه الشمولية في بيان ما يجب توفره في الأعلم كما طرحه السيد السيستاني.
فحسب موازين سماحة السيد الحيدري دام ظله أي الفكرين هو الأولى بأن يوصف بأنه فكر بائس متخلف؟
اكرر واقول ان من المؤسف ان تكون خاتمة اعمال السيد بهذه الصورة ليتضح ان جهده لم يكن خالصا لله في تلك المطارحات وغيرها وانه قد داخله ماداخل بعض صغار العلماء من حسد وحب للجاه والسمعة حتى انه فطن الى ان الوهابية مطايا لعدة جهات فاذا به بدوره يستخدمهم مطية للوصول الى سدة المرجعية وهو الذي يقر بانها امر رباني تحظى بتسديد غيبي. ولاادري الايعلم السيد ان مامن احد سلك هذا السبيل الا وعاد عليه بالخسران؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37557
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3