• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : جـئتُــكَ عَــارِفَــاً مُـعْـتَــرِفَــا .
                          • الكاتب : اعتدال ذكر الله .

جـئتُــكَ عَــارِفَــاً مُـعْـتَــرِفَــا

 من بين أسوار الحقيقة والخيال ومن خلف أسياج النفس وحصون الحياة تتقافزُ روحي التائقة على جمر الهوى وتتأرجحُ ذاتي بينها كي تصلَ إليكَ إلى ساحِكَ وحيثُ مسعاك إليكَ تتوق ولـِوصَالِكَ تحنُّ وللقياكَ ترنو. تتعدى مسافاتِ الضَّياع وتعبر ُ حدود الماوراء الغيب وما بعد التَّيْه وتخرقُ حُجُبَ الشَّتَـات لتلملمَ بقايا النَّفس وتجمع شذراتِ العمرِ وتنثرها وعدا ً وعهدا ً في سَاحِكَ وعند المسعى وما بين المقام تتوقدُ وهَجَا ً تتألَّقُ أملا ً تتعلَّقُ بأستارِ عفْوِك وتخطّ صلاة العهد بدمع القَهْر وسيب الدُّعاء. تتمحورُ في أفْـقِ ذِكـْرِكَ وتنطوي على رُسُل ِ ذاتِها لتناجيكَ حُبــَّـا ً وتمتاحُ أملا ً وتغتسلُ طُهْراً بماء وردِ وَجْــدِهَا ومن سِدرِ شَجَرِ آمالها عـلَّها صفت من رِجْـسِ حالها ودَنَـسِ ساعاتها وعارِ هجرِها فتنعم بطيبِ الوِصَـال وتتعطَّر بعبَـق اللحظة والجمال فتتطايرُ ألقاً يفتضُّ صمتَ الليلِ ويجتاحُ دُجْـنَ الحَدَقات تُـردِّدُ آيَ الوصلِ من سُوَر الذِّكـر وتعقِّـبها صلوات وتسابيحَ الوِرْد تتمتمها همساً في وِتْــرِ سُهْدِها وفي شَفَعَـات بُــؤْسِها وسَجَدَاتِ سَهْوِها من غير شَكٍّ ومن دون ارتياب هناك يا سيدَّ الحِسِّ وصانعه آتيكَ شائقا ً مَشُـوقا لأتفَيّء ظلَّك وأقصدُ حِمَـاك أينها شمسُك شمسُ العارفين أينهُ ضَؤكَ ضَوءُ السَّالكينَ إليك والعابرينَ دروبَ العمر مقتفينَ رِضَاك قاصدينَ سَناك يبيعونَ نفائسهم بُغـْـيَـة َوَصلك ومن أجلِ لقاك أينكَ يا عاجنَ الروح وخالقها ويامن إليك ومنك هي وليس لها سواك أينكَ تمُدُّ العَونَ لها لتأخذها حيث سَماك هناك تتقاطرُ الأدمعُ وتنسابُ الأصوات لتجوبَ فضاءاتِ الزَّمن وتخترقُ المسافات حيث عروجُ القلبِ والروح والنفس وجوارح الفكر وكل ما فيها ومنها واليها وما حوته الفلوات هناك تقفُ صحراءُ المُدُنِ وتتكوَّمُ جبال الأرض جبلا واحدا في قاع عرفات هناك يتقوقعُ الشجرُ الأخضرُ باهتاً زاهياً منحنياً لقطراتِ الدَّمع وطُهْر الخطوات هناكَ وليس غير هناك يتبدَّلُ الزَّمنُ ساعاتٍ قَـدَّها اللَّـهُ من عرشِ ذاته ومن قُـدْسِ قابَ قوسين أو أدنى ومن زهوِ السَّماوات هناكَ جئتُـكَ سيًّدي وصفوفُ ندامتي تصطَفُّ سربا ً باكياً قد قيَّدها الخوفُ وزانها الرجاءُ، جئتكَ عارفا ً معترفاً تصطكُّنـِي الحيرةُ تارةً وتارةً يأخذني الدعاء أدعوكَ وكلُّ جوارحي تتحسسُ تُعْسي وتستشعرُ بُـؤسِي وتنثالُ فيَّ خيوطُ الأملِ ناسجة ً سربال النجاة علَّني أقفُوكَ سيًّدي وأتتبعُ نداءاتِ فَوْجكَ المكسوًّ بياضاً والمنثالِ عطراً فتتبعني الذَّكوات ذُكاءُ الرًّضا تُضيؤني وتشرقُ ذاتي أشعتها المستمدة من شموس عرفات. هنا في عرفاتك جئتك معترفا عارفا فاقبلني عندك واسبغها البركات..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37896
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19