بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعرف الإنسان ككائن مستقل إلا بوجود أفراد آخرين أما عشيرة أو قبيلة أو مجتمع قروي ومن ثم ظهرت الدولة لضرورتها وذلك لوجود أنماط متعددة من الحياة تتطلب حقوق متعددة كالتملك والحياة والعمل وظهر واضحاً أن هذه الحقوق لا تمنح طواعية فالطبيعة مبدأها القوة والغلبة وأصبح واضحاً أن الأقوياء ينالون حقوقهم في حين يبقى الضعفاء ينتظرون المنح من الأقوياء وبرز العنف عندما حاول القوي كسب الحقوق وتهميش الآخرين والمرأة الكائن الضعف تعرضت إلى العنف ولكن المرأة يعتبر العنف ضدها حقاً مشروعاً في حين العنف ضد الرجل يكتسب الشرعية ويستنكر من كل الجهات ولذا ظهرت الحاجة إلى بيان العنف ضد المرأة والحاجة إلى القضاء عليه وهذا يتناول الأمور التالية
أولاً :- نظرة حول العنف ضد المرأة تاريخياً
في الأزمنة القديمة كانت السلطة للمرأة في البيت حيث كان الرجل يذهب للرعي والصيد وبظهور الزراعة جعلت الرجل يرتبط بالأرض ويستلم المردود الاقتصادي وظهر المحراث الذي يتطلب قوة عضلية وأصبحت الأسرة أبوية وأخذ يطالبها بالإخلاص لأن ثروته يورثها أبناءه وأصبحت تورث مع أملاك الرجل وتدفن معه حية لتقوم على خدمته وفي حياته تضرب بالسوط الذي يضربها به أبوها وتشتري الزوجة ولا يسمح لها بدخول المعابد واعتبرت نجسة في فترة الطمث لا يجوز التقرب منها وأصبح الرجل يتحكم بالمرأة إلى حد بعيد فهي تباع وتعمل ومن حقه أن يخونها أما خيانتها محرمة لأنها قد تجلب وريث ووصل الأمر إلى حد دفنها وهي حية للتخلص منها فهي عبئ في حالة الحرب لأنها تحتاج إلى النقل والطعام والحماية دون أن تكون لديها القدرة للدفاع
ثانياً :- العنف الجسدي
العنف الجسدي يشمل الضرب والاحتجاز
1- الضرب تتعرض المرأة للضرب خارج الأسرة أو داخلها فكثير من الرجال يجدون في ضرب المرأة أظهار لقوتهم وتبرير للفشل الذي يلحق بهم في الحياة خارج المنزل وقد يؤدي الضرب أحياناً إلى فقد المرأة أحد حواسها أو كسر احد أطرافها وتتعرض إلى الموت بسبب وجود سلاح داخل المنزل وعلى الرغم من أننا لا نملك أحصائيات عن القتل بالسلاح في العراق إلا أن في الولايات المتحدة وجود سلاح بشكل خطر بنسبة 2/3 أما في فرنسا وجنوب أفريقيا فواحد من أصل ثلاث وهنا يتوضح خطورة السلاح المنزلي وتتعرض المرأة إلى الضرب قبل الاغتصاب ويعتبر ضرب المرأة من الأمور الطبيعية في بعض المناطق وهي تضرب إذا اعترضت على مشيئة الرجل سواء كانت على حق أم لا وهي تتعرض للضرب خارج الأسرة من جهة الأجهزة القمعية لذلك البلد والآية 34 من سورة النساء وردت كلمة أضربوهن وهي تأتي بعد واهجروهن في المضاجع وتفسر على الأمر التالي
1- كلمة الضرب تأتي في القرآن الكريم بعدة معاني
2- أن الضرب قد يكون في المضاجع وهذا يتطلب التكلم وعدم معرفة الآخرين به أي أنه من قبيل اللمس
3- لم يرد في سورة النبي الكريم والأئمة الأطهار والصحابة ما يذكر عن ضرب المرأة ومن هنا لا يمكن الإسلام أن يسمح بذلك وإنما الأعراف والتقاليد هي التي أجازت ذلك .
في الدين الإسلامي يحرم طلب الزوج من الزوجة القيام بأي عمل فالعقد الذي بينهما عقد نكاح لا غير ولا يمكن أن تخل المرأة به لأنه تم التعاقد على ذلك الأمر.
أما أجبار المرأة وإكراهها على العمل فهذا جاء في المجتمعات الأولية التي تعتبر المرأة تشكل مورد اقتصادي .
2- الاحتجاز :- تتعرض المرأة إلى الاحتجاز أما داخل البيت حيث يرفض الرجل خروجها دون سبب مبرر وإنما لبيان قدرته في الهيمنة عليها وتتعرض الخادمات الأسيويات للاحتجاز والعمل لمدة 18-20 ساعة ويضربن بلا رحمة كما أن الاحتجاز هو المقدمة لاغتصاب المرأة ومن ثم بيعها أو الاتجار بها حيث تهدد بالقتل هي ومن يساعدها على الهرب .
ثالثاً :- العنف الأدبي
أستمر العقل العالمي مع اختلاف الزمان والمكان في النظر إلى المرأة على أنها لا تملك من الحقوق فعلياً سوى حق الجمال الذي يحولها إلى مادة قابلة للبيع والشراء والحمل وهذا الحق افقدها الكثير من الحقوق وهو حق التصرف بجسدها وتركز العقل الجمعي في مجال التاريخ والأدب على أن جمال المرأة هو المحرك للأحداث دون النظر إلى ذكائها وقدراتها وقوة صبرها فجمال هلين هو سبب الحرب الطراودية وليس تدهور تجارة الآخيين في البحر المتوسط بسبب قوة طراودة وجاءت القوانين الرومانية والأثنية لتؤكد وجهة النظر إلى المرأة ككائن متدني .
لقد عكست الأحداث التاريخية فكرة الرجل عن المرأة فتم تفسير ذهاب السيدة هاجر مع ابنها إسماعيل إلى مكة سببه غيرة السيدة سارة منها وليس الحفاظ على عقيدة التوحيد من التلاشي بين الأقوام الأمورية والكنعانية ونقلها إلى أماكن لا تصلها هذه الأقوام الوثنية ومن الصعب على السيدة سارة تحمل هذه المهمة والعيش في مكان لا ماء ولا نبات لكبر سنها فحكم عليها بالغيرة والحقد في حين أنها تضحية كبير من السيدتين لا تقدر بثمن وعلى هذا الأساس جاءت أسطورة سندريلا وقطر الندى.
كما نظر إلى جمال كليو باترا كمحرك للأحداث في مصر وان رغبتها الجامحة دفعتها للزواج من يوليوس قيصر وليس أنجاب وريث لعرش البطالسة وضمان ديمومة هذه الدولة ومن ثم وقعت في غرام أنطونيو لتسبب مصرعه وفشلها في أغراء أغسطس سبب انتحارها وليس حرصها على عرش البطالسة من الضياع والخوف من أطماع روما في القمع المصري .
وتجاهل التاريخ موقف السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد برفضها للأخذ بثأر أبنها الأمين عندما طالبها القواد العرب وذلك حرصاً على الدولة الإسلامية وتذكرنا بأم دارا التي أحبت الأسكندر رغم أسقاطه للمملكة الآخية لأنها عرفت بنظرها الثاقب أن أبنها لا يستحق ذلك .
لقد دعم الأدب العالمي في الشعر والرواية الاتجاه التاريخي فالشاعر ينظر إلى أن المرأة جزء مكمل للخمر وهنالك شاعر ينفرد في أعطاء المرأة حقها هو المتنبي عندما يقول
وما التذكير لأسم الشمس عيب
ومــا التأنيــث فخـر للهلال
ولـو تكـن الـنساء كمن ذكرنــا
لفضلت النساء على الرجال
لقد قدم تفسير لا عقلاني لسلوك شهرزاد في ألف ليلة وليلة وبيان دورها للحد من سطوة الرجل ونزعته الانتقامية وفشله في معالجة الأزمة ولم يكن لديه سوى العنف بأقسى أشكاله وهو القتل ولكن شهرزاد استطاعت أن تخرجه من غريزة التوحش والقتل والدم بالرجوع إلى العقلانية وذلك بالأدب والشعر والمنطق ولم ينظر إلى إلف ليلة وليلة إلا ليالي الجواري والغيد الحسان والغلمان.
وفي رواية البرترمورافيا (امرأتان) لم يكن الأمر يتطلب جمال المرأة لأضفاءه على الجريمة فالجريمة التي حدثت في الكنيسة تحدث سواء كانت المرأة جميلة أم لا أنها الحرب التي تسحق كل شيء وفي الأدب العربي يطالعنا جمال المرأة في رواية القاهرة الجديدة لنجيب محفوظ وقد أبرز نجيب محفوظ أن المرأة ليست جميلة وحسب بل أنها مسلوبة الأرادة عندما يقدمها زوجها من أجل الحصول على منصب . وسارت على هذا النهج آمال كاشف الغطاء(كاتبة المقال) في روايتها (الرغبات تتحطم على الخط السريع) فحكمت على فاطمة الجميلة التي تمارس الحب دون أن تحب أنها ثقافة العقل الجمعي الذي يحكم على المرأة أنها غير قادرة على المسك بالأحداث فتتوسل بالحب لتصل إلى غايتها وحل مشكلاتها . وفي (الأشلاء المقطعة) تطالعنا فتنة الجميلة والمنحرفة أخلاقياً لأنها غير قادرة على رسم حياتها وليس لديها الإدراك الكافي بالسبل التي تنال بها مودة الآخرين وإعجابهم .أنها ثقافة العقل الجمعي في التاريخ والأدب ويحكم الأدب على المرأة أنها جميلة ولكنها لا تعرف معنى الحرية أو بالأحرى أنها مستعدة للتنازل عن حريتها مقابل منحها الأحساس بجمالها ففي رواية دستوفسكي يختطف الغجري كاثرين الجميلة بعد ان قتل عائلتها ويقول عنها أنها لا تعرف الحرية الحرية مصدر قلق لها ويكاد يأخذ نفس هذا الاتجاه غابريل ماركيز في رواية (الحب في زمن الكوليرا) ففرمينا دازا التي تشبعت بالثقافة تقع تحت سطوة حب جارف لفلورنتينا أريزا الذي يسحبها من عالمها لتحتجز معه في باخرة تحت علم الكوليرا لا يستطيع الوصول أليها أحد . لقد حكم غابريل ماركيز بأن المرأة لا تعرف الحرية .
رابعاً :- العنف النفسي
تتعرض المرأة إلى العنف النفسي عند طفولتها فإذا كانت لا تتمتع بالجمال فهي تذكر دائماً أنها في منزله أقل من الفتيات الجميلات وأن عليها أن لا تتوقع فرص كثيرة في الحياة هذا الأمر الأول أما الأمر الثاني أن عليها أن تقوم بخدمات نحو الذكور من عائلتها وإلى أخيها سواء كان أكبر أو أصغر منها ومن حقه ضربها وفرض سيطرته عليها الأمر الثالث تعرضها إلى التحرش الجنسي وذلك بسماع كلمات تجرح مشاعرها وتشكل ضغطاً متزايداً عليها وعندما يعرف الآخرين بذلك تقل مكانتها لديهم باعتبارها تتقبل هذا النوع من التعامل وفي حالة الرد الصارم تتعرض إلى تشويه السمعة وتقتل ويشكل صعوبة إذا تم التحرش الجنسي في نطاق العمل حيث تهدد في مصدر رزقها وكثير من النساء تتعرض إلى المساومة للحصول على عمل .
وتتعرض المرأة إلى سماع كلمات تحملها مسؤولية كونها امرأة وأن الولادة والإنجاب يشكلان نقصاً في تكوينها في الوقت الذي لا يوصف الرجل بالقبح نرى المرأة تتحمل الكثير من الكلمات كونها دميمة عزباء ومطلقة وتأخرها في الزواج يضعها في موقف لا تحسد عليه حيث أنها عانس وإنسانة غير مرغوب فيها في بعض المجتمعات هنالك شعور بأن الرجل الذي لا يتجاوز الحدود الاخلاقيه مع المرأة بأنه غبي وجبان .
خامساً :- العنف الاجتماعي
يشكل المجتمع حاجزاً منيعاً وقاسياً أمام المرأة عند ارتكابها الخطيئة فهي التي تتحمل وزرها دون النظر إلى ظروف القضية ويحكم عليها بالجرم وتتحمل الوزر بمفردها والفتيات في الريف يعانين من العمل في المزرعة ورعي الحيوانات وعند تعرضها للانتهاك تقتل دون رحمة خوفاً من المجتمع المحيط بها ولا تستطيع أن تبلغ عما يحصل لها من إيذاء جسدي خوفاً من نبذ المجتمع لها. كما أن المجتمع ينظر بصورة خاصة نحو المطلقة والأرملة نظرة شك وريبة.
أن تعدد الزوجات لا يستند على مصدر شرعي فقد أكد الله في كتابه العزيز على وجوب العدالة وهذا يعني أن عدم حصول العدالة يجعل الزواج باطل كما أن الطلاق التعسفي الذي لا ينصف حق المرأة ويؤمن مصيرها إجحاف بحقها فلا يجوز أن ترمي بعد أن قضت زهرة شبابها وعملت دون مقابل لتخدم عائلتها يجب أن توضع حدود لهذا الطلاق.
أن السماح للرجل بالخيانة واعتبارها حق مشروع ليس إلا خروج عن دائرة الدين فأقبال الرجل على الخيانة سببه مشروعية المجتمع والعرف والتقاليد ولو أتخذ المجتمع موقف حازم من هذا الأمر وجرم خيانة الرجل للمرأة لتغير الموقف .أن مجتمعاتنا تطلب من المرأة أن تعبر عن مشاعرها بالبكاء والعويل ويفرض عليها أن تتشح بالسواد لفترة طويلة تعبيراً عن حزنها وقد يتطلب أن تقوم بضرب جسدها لتعبر عن عدم رغبتها بالحياة عند فقد عزيز.
أن الاهتمام بالولد أكثر من البنت وإعطاء دور أكبر في الأسرة ينتج عن هذا التعامل ظهور المرأة وكأنها في أهاب رجل فبدلاً من أن تكون امرأة حنونه محبه تأخذ بتقمص شخصية الرجل وسلوكه في العنف والقوة.
سادساً :- العنف الجسدي : تتعرض المرأة للعنف في الحالات التالية
1- في حالة الحرب
2- في حالة السلم
3- بيعها وإجبارها على ممارسة الدعارة
1- في حالة الحرب
تتعرض المرأة إلى الاغتصاب كعمل عدائي وبرهان على أن العدو غير قادر على الدفاع عن نفسه ولخلق تذمر لدى الناس من الحرب ففي دارفور وصل عدد النساء اللاتي تتعرض إلى الاغتصاب 16 امرأة يومياً من قبل أعضاء في الجنجويد وذلك لآن الرجال لا يستطيعون الخروج وتذهب النساء لأحضار الماء . أن المشكلة تكمن في أن العسكريين يعتبرون أنفسهم مجسدين للقوة وأن الضعف الذي يبدو من أحدهم يدل على أنوثيته ويشجع المجندين على أظهار الروح العدائية . أن الاغتصاب لدى الجنود يجسد مشاعر الازدراء والأهانة للعدو لأنه يهينه في عقر داره ويوضح للمرأة أنها في حرب خاسرة ولا جدوى من الحرب طالما اغتصبت ويهدد الرجل من قبل المحققين من الأعداء باغتصاب زوجته أو أمه أو أخته أمامه وقد ورد في أحد الدول أن نمط التعذيب أجبار الرجل على الزنا بمحارمه ويستخدم الاغتصاب في الحرب لتخويف النساء وانتزاع المعلومات ويتم الاتجار بهن للدعارة القسرية وذكر عن جنود حفظ السلام للأمم المتحدة في بونيا التابعة لجمهورية الكونغو الديمقراطية قد مارسوا الجنس مع النساء .. تحتل المرأة الجزء الأكبر من العنف في زمن الحرب فقد تفقد بيتها وذويها وهويتها وتشرد بعيداً عنهم لتجد نفسها تحت رحمة القوات المسلحة ومسؤولة عن أطفالها لغياب الرجل كما أنها قد تخسر ملكيتها للأرض خلال التشرد والبنت تتعرض للاغتصاب وعندما يحدث الحمل تجبر على أن تخسر جنينها لصعوبة التعامل مع الحمل أن عدم توفر الوقود وتحمل المرأة لمسؤولية أعداد الطعام يجعلها تلجأ لأساليب بدائية تؤثر عليها صحياً .وتتعرض للضائقة المادية عندما تحرم من الوصول إلى مصادر كسب العيش وتعاني من حرمانها من مسكنها عندما يتعرض للقنابل والمتفجرات أو إجبارها على ترك المنزل ولا تجد سوى دقائق لجمع حاجياتها الضرورية قبل أن يتحول البيت إلى حطام وترك المنزل يجعلها بمواجهة جنود العدو وجهاً لوجه وأحياناً قد يتم أخلاء المنزل وقسم من أفراد الأسرة خارج المنزل مما يسبب فراق العائلة .
في النزاع المسلح تصبح العناية الطبية عسيرة المنال فقد تحتاج إلى ما يساعدها في حالة الطمث أن تتلافى تلوث ملابسها وألحصول على الماء الكافي للشرب والاستعمال وكذلك المرافق الصحية وقد تضطر المرأة إلى حمل الماء من مكان إلى آخر .
أن رعاية المرأة في مجال الصحة تشمل الحمل والولادة والحماية من العنف الجنسي والوقاية من الأمراض التي تنقل عدوى الاتصال الجنسي مثل فايروس نقص المناعة المكتسبة وقد تحدث للمرأة مضاعفات إذا تم التغاضي عن هذه الأمراض فيحصل التهاب الرحم وسرطان عنق الرحم وأمراض تؤدي إلى العقم نتيجة الاتصال بين الجنود والنساء .
أن النساء الحوامل في النزاعات المسلحة تعاني من الأنيميا وتصل إلى نسبة عالية في البلدان النامية خاصة عندما تضطر إلى أرضاع طفلها. وحرص المرأة على رعاية أسرتها يجعلها تضطر إلى معاناة النقص في التغذية.
أن كثير من النساء يفقدن وثائقهن الشخصية وهوياتهن وسندات التملك في حالة الحرب أما بسبب الطلب بأخلاء البيوت أو ضربة بالقنابل أو أن المستندات مع زوجها وهو بعيد عنها وتتعرض الأرامل وعائلات المفقودين إلى مخاطر جسيمة لعدم وجود هذه المستندات فقد تخسر المساعدات وصعوبة تنقلها عبر نقاط التفتيش والحدود وتخسر حقوقها في الميراث ويصعب الحصول على أوراق بديلة لعدم وجود ما يثبت ذلك أن احتجاز النساء خلال الحرب يجعلها تفتقد حماية ذويها وتصبح تحت حماية الجنود والقوات المعادية وتتعرض للوقوف ليوم بأكمله دون الذهاب إلى المرافق أو منعها من الاغتسال بعد العادة الشهرية وجعلها مثيرة للاشمئزاز بسبب رائحتها وتتهم بأنها ناقصة الأخلاق منحطة .
من الصعب أن تتخلص من مساومة العاملين فقد تجبر على أقامه علاقة خاصة مقابل توفير ظروف أفضل وتعاني النساء الحوامل من سوء المعاملة فتتعرض للإجهاض وقد تهدد المرأة بأطفالها لغرض الاستجواب أو تعريضها لصدمات كهربائية أو الاغتصاب للشعور بالخزي والعار.
أن المعتقدات الثقافية والاجتماعية والدينية تجعل المرأة لا تستطيع البوح بما حصل لها عند زيارة ممثلين من الصليب الأحمر أو بعد نهاية الحرب وتخشى المرأة التي تعرضت للعنف الجنسي أن تنبذ من مجتمعها إذا كشفت عما حدث لها.
2- في زمن السلم
تتعرض المرأة في المجتمع والأسرة إلى الاغتصاب والانتهاكات الجسدية على يدي أقاربهن وأحياناً مع المحارم وعلى الرغم من ذلك يترك الرجل وتقتل المرأة والضحية تسلم للجاني حيث يهددها بالقتل إذا أفشت السر وزنا المحارم لا يمكن تفسيره هل هو جهل بالشريعة أم أن المرأة خلقت لمتعة الرجل.
وأفادت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة بأن النساء يمثلن 85% من ضحايا العنف في محيط الأسرة في الولايات المتحدة في عام 1999 قتلت 14 ألف فتاة في روسيا على أيدي رفاقهن أو أقاربهن. وفي 1998 حسب تقديرات الحكومة الروسية ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب 70% من ضحايا جرائم القتل من الأناث قتلن على أيدي رفاقهن الذكور وكثيراً ما تتعرض الفتيات الصغيرات إلى الاعتداء لأنهن نساء وحسب بل لأنهن صغيرات وضعيفات في مواجهة الأمر أو أنهن لا يفقهن شيئا. وقد يمارس الاغتصاب مع المرأة بطريقة شاذة كما حدث مع فتاة في أحد البلدان العربية كانت ذاهبة إلى المدرسة وأدى إلى وفاتها
عندما تتخطى الفتاة حدود السلوك الجنسي ويتقدم الجاني للزواج منها يرفض شيخ العشيرة ويصر على قتل الفتاة لأنها تخطت الأعراف السائدة بخصوص السلوك الجنسي ولتكون عبرة لغيرها. في العراق يفلت مرتكبوا هذه الجرائم من العقاب حيث لا توجد محاكم قضائية ولا تبلغ العائلة خوفاً على سمعتها.
3- الاتجار بالمرأة
هنالك عصابات منظمة تعمل على أغراء النساء بالزواج والسفر إلى خارج القطر وعندما يتم أكمال إجراءات السفر إلى البلدان الثرية تقع المرأة تحت طائلة البغاء ولا تستطيع الأفلات حيث أنها تحتجز تحت قيود صارمة وفي حالة هربها تقتل وتكثر هذه أيام الحروب والحصار الاقتصادي. أن بعض العوائل تقع تحت طائلة المغريات المادية فتقدم أبنتها دون أن تدرك عواقب الأمور وأحيانا تخطف الفتاة ليتم الاتجار بها وتتعرض لكل أنواع العنف من الضرب والاغتصاب وحرمانها من المال وتتعرض للإجهاض المتكرر والعقم .
العنف الاقتصادي
أن حرمان المرأة من حقها في الميراث ومن الراتب الشهري يعود إلى عدم قدرتها على أدارة شؤونها المالية نتيجة ابتعادها عن الحياة العامة وحرمانها من التعليم والخوف على تسرب الأموال من العائلة إلى عائلة أخرى بالزواج كما أن عدم تنظيم العلاقات المادية بين الرجل والمرأة وعدم وضع ميزانية واضحة بسبب الاضطهاد للمرأة فالرجل ينفق أموالها في وجه المتعة واللذة أن من الشائع حرمان المرأة من الميراث في مجتمعاتنا وحتى حرمانها من حق السكن لتحويلها بعد وفاة زوجها إلى متشردة وذلك بضغط الأبناء بعد وفاة الأب لتتخلى عن حقها في السكن أن الرجل يجب أن يكون أهل للقوامه على المرأة فالدين يهدف للإصلاح وليس إعطاء من ليس أهل بأن يتولى المسؤولية .
في المجتمعات البدوية تقوم المرأة بالرعي بحثاً عن الكلأ والماء والعائد يعود للرجل وفي الطبقات الدنيا عندما يموت الرجل لا يترك شيئاً لزوجته فتضطر إلى العمل لتؤمن معيشة الأسرة وذلك بالقيام بالأعمال الطفيلية كالسمسرة وبيع السكائر وتفترش الأرض لبيع الخضر أو تدفع أولادها القاصرين إلى السوق ليساهموا في نفقات الأسرة أن افتقادها إلى المهارة والتعليم يدفع بها إلى أعمال متدنية كخدم المنازل وفي هذه الحالة يمكن الاستغناء عنها دون تعويض .
أسباب العنف ضد المرأة :
تتخلص أسباب العنف ضد المرأة بالنقاط التالية :-
1- الفقر
2- الأعراف والتقاليد
3- جهل المرأة بحقها
4- الحروب والنزاعات المسلحة
5- عدم وجود قضاء عادل ومؤسسات تتبع حالات العنف
6- انحراف الرجل نتيجة شرب الخمر والمخدرات
1- الفقر :
عامل مهم يدفع المرأة إلى البغاء والاستجداء مما يجعلها عرضه للعنف بكل أشكاله وأعترف البنك الدولي بتقريره 2000/2001 مقارنة بتقرير الصادرين في 1970 و1980 بأن النمو الاقتصادي لا يعني بالضرورة إلى تحسين أوضاع الفقراء وقد تدخل فئات جديدة تعاني من الهشاشة والمخاطر في مصيدة الفقر وفي دراسة للبنك الدولي أن للفقر عوامل تاريخية واجتماعية واقتصادية وسياسية وجغرافية تتفاعل مع الفقر وتعيد أنتاجه وأن الفقر لا يرتبط بفقر الدخل ونقص التعليم وفقر الصحة وإنما يرتبط بأن الفقر فاقدوا القوة ولذا ليس لديهم تأثير في العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تحدد شروط وجودهم الاجتماعي فظاهرة العنف الطائفي في العراق أدت الي فقد الكثير لدورهم وممتلكاتهم .
أن خروج المرأة من الفقر يتعذر بسبب عوامل تاريخية ترتبط بوضعها الاجتماعي وأن الأعمال المتاحة لها اقل من الرجل ويمكن تحديد أنماط النساء العربيات الفقيرات بما يلي
1- المرأة الفقيرة المعيلة لأسرتها :
ينتج فقرها من الخلل في توزيع الثروة في المجتمع وإتاحة الفرصة للذكور دون الأناث وهذه تعاني من
1- تعاني من فرص الأعداد والتمكين
2- مطالبة بمهام أضافية كإدارة الأسرة ورعايتها
3- التخلي عن مطالبها الإنسانية والعاطفية
4- الخوف من الحاضر
وهذا يشمل الأرامل والمطلقات وزوجات المهاجرين الباحثين عن عمل وزوجات الرجال الذين يعانون من أمراض مزمنة
وقد زادت الحروب والحصار في عدد المعيلات لأسرهن
2- المرأة الريفية الفقيرة :
أن التغيرات الاقتصادية والإصلاح الزراعي أدى إلى هجرة العوائل الريفية إلى المدينة مما زاد في نسبة الفقر حيث لا عمل لهم ويعملون في أعمال متدنية ولا يتوفر لهم السكن والتعليم وعلى المرأة يقع عبء المعيشة وليس لها حق من الأجر الذي تتقاضاه وإذا توفر التعليم فهي تحرم منه لأن العائلة تحرم مما تتقاضاه من أجر .
3- المرأة الفقيرة في الخدمات الشخصية :
وهذه المرأة التي تقوم بالخدمات المنزلية والمحلات والأماكن العامة كمنظفة وهي تحمل الطعام لأبنائها وتقضى ساعات عمل مضاعفة بين مخدومها و عائلتها والفتيات الصغيرات طالما يتعرض للتحرش الجنسي والاغتصاب وهي معرضة للطرد وعليها أن تفكر للعمل لدى أسرة أخرى .
2- الأعراف والتقاليد
تلعب الأعراف والتقاليد دوراً في العنف فالمرأة تقتل حفظاً للشرف حتى لو أراد الجاني الزواج منها كما لا يحق لها التدخل في حل النزاع بين القبائل في مفاوضات الصلح وفي بعض البلدان تتعرض إلى بتر بعض الأعضاء منها وتحرم من التعليم وتقوم بأعمال مرهقة في البيت إضافة إلى العمل في الحقل وتمنع من الذهاب إلى المستشفى للولادة وتعتبر مرحلة متدنية عن الرجل .
3- جهل المرأة لحقوقها
أن عدم تعلم المرأة وعدم مواكبتها للتطور والتقدم جعلها لا تستطيع أن تدرك التغير الحاصل في حقوقها أضافة إلى أنها تفضل أن تعيش متجردة من المسؤولية لتلقي بعبئها على الرجل لتعتاد على الخضوع والأذهان .
4- الحروب والنزاعات المسلحة مر ذكرها
5- عدم وجود قضاء يفرض سلطته في كل مكان وزمان وعدم توفر مراكز تناصر المرأة عند تعرضها للضرب والاعتداء . أن الوضع الاجتماعي يميل إلى التستر على حوادث الانتهاكات التي تحصل للمرأة والطفل حيث ينظر باستنكار إلى المرأة ولا يقف المجتمع معها ولا توجد مؤسسات تستطيع المرأة أن تشرح ما يحصل لها من ضرب واعتداء لتقدم لها يد المساعدة كما أن القضاء يميل إلى جانب الرجل في دعاوى الشرف ..
6- انحراف الرجل
تتعرض المرأة إلى الضرب المبرح والحرمان من المصروف والسب والشتم وإذا كان الرجل فاقد الوعي بتأثير المسكرات ويلجأ الرجل إلى بيع بنته أو أخته للحصول على المال .
الامم المتحدة والمرأه
أن هنالك اتفاقيات ساعدت على تحجيم العنف ضد المرأة منها اتفاقية العنف ضد المرأة التي اعتمدت الأمم المتحدة عام 1979 ودخلت حيز التنفيذ عام 1981 وتتضمن:-
1- الحقوق الاقتصادية
2- المرأة والنزاع المسلح
3- الحقوق الأنجابية والجنسية
4- الوضع القانوني
5- المرأة والثقافة
6- المرأة والسياسة
7- الحماية القانونية والدستور
وتشمل الاتفاقية تعريف التميز ضد المرأة وصدرت ملاحق عدة لهذه الاتفاقية تؤكد على تحقيق أهداف المساواة والتنمية والسلم لكل النساء في العالم والقضاء على كل أشكال العنف ضد المرأة وناقش كل القضايا التي تناولتها اتفاقية القضاء على العنف ضد المرأة.
وكذلك قرار مجلس الأمن 1325 الداعي إلى أشراك النساء في التفاوض على اتفاقيات السلام والتخطيط لمجتمعات اللاجئين وعمليات حفظ السلام وإعادة بناء المجتمعات التي مزقتها الحرب .