وإليكم الجواب من إيزابيل.
قلنا في الحلقة الأولى أن وصية يسوع كانت : آمنوا بالكتاب وبالكلام الذي قلته .
الكلام الذي قاله دوّنه تلاميذه في هذه الكتب الأربعة متى ، يوحنا ، لوقا ، مرقس . اضافة إلى اكثر من سبعين إنجيلا بمثابة سنة يسوع تم ابعادها هذاحسب شهادتهم بأن هذه سنته أو حديثه .
ولكن أين الكتاب ؟
يا سماحة القس !نحن نعلم علم اليقين انطلاقا من عقيدتنا في ارسال الرب للأنبياء بأن كل نبي إذا أنبأ امته بأن نبيا سوف يأتي بعده . فهذا يعني ان ديانته سوف يُصيبها الخلل وأن النبي القادم سوف يُصلح ويُرمم ما تهاوى على يد المحرفين لكلام الرب . فيتخذ هذا النبي اجراءات بأمر ربه لكي يحفظ بقية المؤمنين ويحفظ اصل الكتاب إما بأن يأخذه معه او يُسلمه لخليفة او نائب يأتي بعده يتم تعيينه من قبل الرب . وكذلك علمنا من العهد القديم (التوراة) بأن موسى ورث كل الكتب التي اتت قبله على يد رسل محليين او عالميين ابتداء من آدم وصحفه وحتى زمنه ، ثم بشّر موسى بنبي يأتي بعده فأشار إلى ذلك في سفر ميخا 5: 2 ((أما أنت يا بيت لحم أفراته فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل)) .
ثم وضع المواريث في صندوق العهد وأغلقه بإحكام ثم اودعه في الهيكل الكبير ولكن عندما فُتح اليهود التابوت وجدو أن كتاب الشريعة غير موجود ولم يتبق سوى الألواح التي جاء بها موسى من حوريب. وإلى ذلك أشارت التوراة في سفر الملوك الأول الاصحاح 8 : 9 وسفر اخبار الايام الثاني الاصحاح 5 : 10((لم يكن في التابوت إلا لوحا الحجر اللذان وضعهما موسى هناك في حوريب حين عاهد الرب)) .
ثم جاء من بعد موسى ، عيسى وانزل الرب معه كتابا اسماه الإنجيل أي البشارة للناس كما قال في يوحنا 2 : 22 ((آمنوا بالكتاب وبالكلام الذي قاله يسوع )) أي الكتاب والسنة فأضاعوا الكتاب وبقيت السنة التي دونها تلاميذه من بعده وهي الكتب الأربعة. ثم بشّر يسوع بقرب الخلاص وانتهاء آخر الأزمنة على يد نبي يكون قدومه قريب يأتي بعده مع شخص عاضد له اسمه إيليا فقال في : ((إن لم تكن أنت يسوع ولا النبي ولا إيليا فمن أنت)) فبشّر هنا بمجيئ اثنين من بعده وهما النبي وإيليا .
فورث عيسى كل الكتب التي أتى بها لأنباء قبله ولذلك أشار في إنجيل متى 5: 17 ((لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء.ما جئت لأنقض بل لأكمل)) فأنبأنا يسوع بأنه اتى ليُكمل ما جاء به الانبياء من قبله .
هنا نحن أتباع يسوع نتوقف ولا نقول بأن نبيا سوف يأتي بعد عيسى مخالفين بذلك كل النصوص الواضحة المبشرة بقدوم نبي بعد عيسى مع كثرة الاشارات والبشارات في كتب الحديث والسنة الأربعة الموجودة حاليا بين أيدينا.
من كل ذلك نعلم أن كل الكتب ابتداء من صحف آدم وانتهاء بالإنجيل تم استلامها من قبل النبي المبشر به من قبل هؤلاء كلهم والدليل على ذلك أن كل نبي يأتي يُبشّر بنبي بعده . إلا النبي الأخير الذي أعلنها بصدق وقال : ((لا نبي بعدي)) وهذا القول يعضده قولٌ مقدس في القرآن في سورة الأحزاب آية 40 : (( ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين))
إذن يا سيادة القس أن الإنجيل الذي تسأل عنه والذي اسماه يسوع ((الكتاب)) موجود عند هؤلاء المسلمين وذلك حسب عقيدتك أيها القس التي تقول بأن عيسى سوف يرجع مرة أخرى للعالم لكي يسود السلام على يديه وعلى يد شخص آخر يحكم لأهل التوراة بتوراتهم واهل الزبور بزبورهم واهل الانجيل بإنجيلهم وأهل القرآن بقرآنهم وعندها سوف يوقن الجميع ان هذا الشخص ليس عاديا فيؤمنون على يديه أليس ذلك مذكور في الكتب الحالية كما في إشعياء النبي 11 : 10 (( ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسي و القائم راية للشعوب إياهُ تطلب الأمم ويكون محله مجدا)) أو كما في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15: 12 يقول : ((سيكون أصل يسي والقائم ليسودا على الأمم عليه سيكون رجاء الامم )).
والآن يا سماحة القس اقول لك الخلاصة التي وصلت لها أنا لربما وحدي وسأضعها بين يديك جاهزة كاملة وعليك انت فقط أن تتأمل فيها ،ولكن في الأول أضع لك نصا يعضد النصوص اعلاه ولكنه اكثر وضوحا حول شخصية من يأتي ويحمل الكتب كلها معه ومن ضمنها كتاب يسوع المقدس الإنجيل : جاء في سفر إشعياء 11 : 1 (( ويخرُج قضيب من جذع يسّي ، ويُنبت غصن من أصوله ..فلا يقضي بحسب عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه،بل يقضي بالعدل للمساكين،ويحكم بالانصاف لبائسي الأرض ويُميت المنافق بنفخة شفتيه.فيسكن ــ في عهده ــ الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل .ويلعب الرضيع على سرب الصل، ويمُد الفطيم يدهُ على جحر الافعوان لايسوؤن ولا يُفسدون لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب ..ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسّي والقائم راية للشعوب، إياه تطلب الأمم)) .
ولي في هذا النص سؤالين :
الأول : هل تحققت هذه النبوءة في الأرض بعد المسيحية يا سماحة القس؟ وهل عم السلام والامان عليها كما أنبأ الكتاب المقدس؟ هل حدث ذلك يوما أو لم يتحقق . إذا لم يتحقق يوم العدل والسلام العالمي فأعلم انه آت على يد شخصيتين فقط لا ثالث لهما: ((يسي وغصن من أصوله اسمه القائم)) !؟
الثاني : من هما ((يسي وغصنه القائم الذي سوف ينبُت من أصوله)) ؟
سماحة القس أن اصل الكلمة ليس ((يسّي)) . لا بل ((يسين ، أو ياسين)) وانتم تقرؤون ذلك ونحن نقرأ ذلك وهو موجود في الأصل القديم ولكن في الترجمات قلتم انه يسّي وازلتم حرف (و) لكي يصبح النص غير مفهوم فقلتم (( سيكون أصل يسي القائم)) ، ولكن بولس أرجع حرف (و) إلى مكانه نظرا لفهمه للتوراة التي ذكرته هكذا فكتب بولس : (( سيكون أصل يسي والقائم ))
والآن هل عرفت أيها القس عند من يكون الكتاب المقدس حاليا ؟
استلمه ياسين ، وسلّمه إلى غصنه القائم بحسب الكتاب المقدس الذي تؤمن به . وهذا التفسير لا تسمعه من غيري يا سماحة القس .