• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوردوغان وإغتيال الأشجار.. .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

أوردوغان وإغتيال الأشجار..

 يقول تعالى في كتابه المجيد في وصف حادثة الشجرة التي أدت الى مغادرة أبينا آدم وجدتنا حواء الجنة ، ونزولهما الى جحيم الأرض ، ودخولهما دائرة الصراع والشك والمصائب والحزن والبكاء والمغادرة بلا عودة ، الأرض التي تنتج الطعام وتحتضن الرفات وتهتف فينا كل لحظة إنكم عائدون الى كنفي لتدفنوا في الثرى حتى يأذن الله ، في تلك الآية (وقلنا ياآدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) ، وفي سياق مختلف ولكنه يتناول وصفا للشجرة يقول تعالى (وماجعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ) ،كما يتحدث الكتاب المجيد عن شجر من نوع آخر في قوله تعالى ( لآكلون من شجر من زقوم ) وفي آية أخرى يقول تعالى ( فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم).
في الأولى يجري الحديث عن مخالفة لأوامر صريحة من الله العزيز بعد الإقتراب من شجرة بعينها ،وحين إقترب المنهي لتلك الشجرة إستحق العقوبة القاسية بمغادرة الجنة والنزول الى الأرض ثم الدخول في صراع يستمر لعشرات آلاف السنين من أجل العودة ثانية إليها وبصورة غير مؤكدة ، بل تتطلب جهدا مضنيا وعناءا لاينقطع حتى إنقطاع النفس ،ولكثرة الخلق تجد إن منهم من يدخل الجنة ،ومنهم من لايتمكن ويفشل في الإختبار ويكون من نصيبه دخول النار ،وفي الثانية جاء وصف الشجرة بالملعونة وهو توصيف واضح لحال صنف من الناس لعنوا لأنهم تجاوزوا الحد في المعصية ولم يكن من سبيل للتوبة والإنقطاع عن العصيان  ،ومنهم من يرى فيها وصفا لشجرة في الجنة ولكن الصحيح إنها وصف لأناس عتاة في المخالفة .بينما جاءت الآية الثالثة لتصف الشجرة بأنها للعذاب وليس لسواه ،فإذا طلب المعذب طعاما وهو في النار جئ له بشجر من زقوم .ثم يأتي معنى الشجر ليصف حال المتخاصمين الذين يتداخلون فيما بينهم بالصراخ والعراك والمخالفة التي تصل بهم الى القضاء وطلب العون والحكم ، أو حين التنازع والتشابك والتداخل كما تتداخل أغصان الشجر ، ولعل هذا هو سبب وصف النزاعات والعراك والصراخ المتبادل وتسميته بالمشاجرة .
يحتفل الناس نهاية كل شتاء بعيد كبير توقد فيه النيران أعالي الجبال وتغرس ملايين النبتات في الحقول والساحات العامة وفي المشاتل والغابات والصحارى حتى دعما للبيئة والطبيعة ، ويسمون ذلك في بعض البلدان بعيد الشجرة ، وجاء في الثناء على شجرة النخيل قول المصطفى الأكرم ( أكرموا عمتكم النخلة ) بل وتثور شعوب بسبب الأشجار وهو ماحصل في تركيا المستقرة والمتقدمة في مجالات شتى حيث لم يجد الشعب التركي طريقة لمحاكاة الثورات العربية والإقليمية إلا حين همت شركة إعمار بإقتلاع أشجار ميدان جيزي وسط إستنبول لتتحول شوارع المدن التركية الى ساحات للشجار بين الشرطة وعناصر الأمن من جهة ومجموعات من المثقفين وطلاب الجامعات وأعضاء احزاب المعارضة وفنانين ورياضيين وفئات مجتمعية عدة ، ثم ثار طلاب إحدى الجامعات التركية لمجرد قيام البلدية بإقتلاع أشجار من حدائق جامعتهم ..
تستطيع حكومة أوردوغان إستصدار قرار بإجتياح سوريا من البرلمان ولكنها لن تستطيع التحرك ضد شجرة ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38448
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28