تنفس الغيمةَ البيضاء .. وانت تُبحرُ في الفضاء

لاتنظر إلى سوادها 

ربما لن يُمطِرَ

واذا أمطرت .. ربما تذوي كطلع حزيران 

تقبَّلِ الريحَ .. وانتَ تمخر العُباب

ربما تأتيك بما تشتهي السفنُ

او العكس

واغرف من الرقراق طاسةَ ماء وان كانَ البحرُ رهوا

وانت تهلُّ ..تذكر انَّ  قمرنا  كم ارادتْ  ان تأكله ( الحوتة)

فنذر محاقاتِ عمره صوما 

ولما يزل 

اركب الوحول ستوصلك إلى برِّنا

سرْ مع القمر  سيدلك على كوخنا

تذكر مَن يستقبلكَ لامَن ودعك

فالماضي ورقةٌ صفراء 

والآتي افقٌ لا تعرف كنهه

انتظرني عند ظلِ نخلةٍ ، سروةٍ ، او صفصافه

سآتيك 

ليس على جواد الغيم او الماء

سآتيك بقلبِ الوطن الذي كانَ ومازالَ دليلي

ودربي وضالتي  التي ظللتُ بها احلامي 

احلامي التي كبرت مثل ابنائي 

انتظرني 

غبشاً مع عندل او عامل بناء

انتظرني ليلا مع رحيل شمس السد في بواباتها السبعين 

انتظرني 

فالنهرُ لازالت قواربه تؤوب إلى الضفاف

وانت تؤوب إلى الشغاف 

آهٍ قلبي ..

كم آلمتك الشغاف 

آهٍ ايتها الشغاف 

كم آلمك البعد