ســـــأل الصغــــير والدته وقد أصـــابه الأرق :" أمّــــي ...هرب عنّي النـــوم ، إنّــي أسمع أصواتا تنــخر أذنيّ." أجــابته :" لا عليك يا صغيري...هذه أوهام؛ ارجــع لفراشك واطمئن" ، سكت هنيهة ..ورفع رأسه باتجـــاهها وأردف :"لكنها تقوى كـلّــما وضعت رأسي فوق الوســادة ، تعالي معي وهدهديني حتى أنام"؛ نظرت اليه المـــرأة الشابة بشفقة الأم الحنون ولبّــت دعوته. ولمّا اضطجعت معه في الســرير لاحظت أنّ وسادته ليست في مكانها ؛ فــهمّــت بدحــرجتها قليلا ..ورفعتها..ليصل بصــرها الــثاقب ـ والغرفة تتألم بضوء المصباح الخافت ـ إلى قصـــاصة جريدة ممزقة الأطراف ، تحمل صورة الرئيس الهارب من الشعب ، كان يضعها الصغير تحت وسادته ليقتص من أطرافها كل يوم قطعة حتّى يُـــمــزق تماما وجه (الرئيس ) ؛فينتقم لوالده الذي ذبحه ظلمًــا أمام عينيه.
دولة الجزائر |