• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مايكتبه الطغاة .
                          • الكاتب : جواد كاظم غلوم .

مايكتبه الطغاة

 لا أدري ماالذي دفعني إلى كتابة هذه المقالة ...أهي السخرية من هؤلاء الطغاة الذين زجوا أنفسهم في عالم الكتابــة0 قبل فترة وجيزة قرأت أن رواية صدام حسين "زبيبة والملك"* تلقفتها هوليوود لتجعل منها فيلما ورصدت لها مبالغ طائلة . أقول لا طائل من ورائهــا سوى الإثارة وهناك مآرب أخرى تدخل فيهـــا الاعتبارات السياسيــة والماليـــة. وكلنا نعلم بأن صدام أبعـــد ما يكون عــن الرواية أو أي شكل من أشكال الكتابة الأدبية فليس له فيهـــا باع طويــل. أذاً كيف يغامر مخرج كبير مثل"لاري تشارلس" ومنتجون من شركة"بارامونت" في عمل سينمائي ضخم لروايـة غاية في التفاهة... حقا أنها غاية في نفس يعقوب. هل خلت رفوف الأدب العالمي وحتى الأدب العربي لتبقى رواية "زبيبة والملك" في الصدارة ؟ 

هذه هي مفارقات الحياة الأدبية عندنا 0 وقبل سنوات شاءت الصدف أن أعمل في ليبيا قرابة عشر سنوات وألقي محاضرات على الطلبة في اللغــة والأدب وكان ضمــن المنهج دراسات في روايات العقيــد معمر القذافي عن"انتحار رائــد فضــاء" والأرض الأرض علـى ماأتذكر. كان لابدّ لي أن أرغَم على قراءتها بإمعان وبصيرة نقدية كي ألقي محاضراتي على أتمّ وجــه..وياليتني لم أقرأهما...ما هذه السفا سف  أقلّ مايقال عنهما أنهما روايتان هزيلتان بالمرّة 0 عبارات وجمـل غير مترابطة وأحداث تصدم أحداثا ولا أدري كيف تبدأ وكيف تنتهي لتخرج من هاتيــن الروايتيـــن في دوامة من الصداع .تماما كما في كتابه الأخضر البائس في أجزائه الثلاثة الصغيرة.
نعم كان علينا أن نصغي له ، كل فترة يطلــع علينا بتقليعة جديدة ؛فمرة يغير شهور السنــة بأسمــاء ما أنزل الله بهـــا من سلطان فيربك الطلبة والأساتذة معا ومرة أخرى يطلع علينا بتقويم جديد غير التقويم الميلادي والهجري المتعارف عليــه....وهكذا دواليك وتشعر أن كــل ما حولك مصاب بصداع دائــم لايدري الأستاذ أين يضع قدميه وعلى أيّ نهج يسير إضافة إلــى ضياع الطلبة في متاهات لامخرج لها .كــل ذلك بسبب المفكر العقيـــد الذي يخرج علينــا بتوليفــة غريبة يفرضها على الأساتذة والطلبة على السواء الهدف منها أرباك العملية التعليمية .
كلنا نعرف لماذا يصــدر هؤلاء الطغــاة كتابات وروايات بأسمائهـم .ولكننا لانعرف من هؤلاء الأشباح الذين يكتبون للطغاة. أكاد أجزم بان مثل هؤلاء "الأدباء الأشباح"قليلو الموهبة  ولهذا السبب نرى أن كتاباتهم تشوبها الركاكة0 هؤلاء (الأدباء) الذيــن يتراصّون مع هكذا طغــاة لاهدف لهــم سوى نيل المال والجــاه00أو على أقلّ تقديــر اتقــاء شرورهم 0 فليـس صحيحا أن معظــم الكتاب العرب عديمو الضمير وطالبــو الغنائم ؛فهناك قلــة قليلة من أنصــاف الكتّاب ترتضي أن تتمسح بأردية طغاتهم0 ولابدّ لي أن أذكر بان هناك مجموعــة من الكتّاب والصحفيين "الكبار اللامعين" قد أصدروا مطــبوعاتهم الزاهيـــة الأنيقة بتمــويل هائل من هؤلاء الطغاة وبالأخــص الصادرة من خارج الوطن العربي "باريس؛لندن؛قبرص00 الخ إذ كان هؤلاء الكبار يعيشون ببذخ واضــح في العـواصم الأوربية وأقلامهم تستأجر من هذا الديكتاتور أوذاك لشرعنــة وجوده وتسويق أفكاره الرثّة0 بقي أن نقول أن معظم أدبائنا الأبرار لا"الكبار" الذيـــن أشرنا أليهم ارتضوا القليل القليل واعتاشوا على المعــونات غير السخية لكنّ أقلامهم بقيت نزيهة نقية وهؤلاء هم الأكثرية0
*****      ******
*)لصدام روايتان أخريان هما"القلعة الحصينة"و"رجال ومدينة" أما زبيبة والملك فقد ترجمت إلى الفرنسية سنة/2000
ونشرت من قبل جيل مونيه /أمين عام جمعية الصداقة الفرنسية العراقية0
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3872
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19