• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل بدأ العد التنازلي لنهاية النظام السعودي ؟ .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

هل بدأ العد التنازلي لنهاية النظام السعودي ؟

تصريحات ( هيل ) سفير امريكا السابق في العراق ، حول الدور السلبي الذي تقوم به السعودية في العراق ، مؤشرات بداية النهاية لنظام الحكم الوراثي السعودي ، ومعه منظومة الحكومات الوراثية الاخرى في الخليج والمنطقة ، أرى أن أصحاب المصلحة والقرارالذين يتحكمون بخيوط اللعبة عن بعد ، قد أتخذوا قرار تقسيم دول المنطقة الى دويلات صغيرة ضعيفة متناحرة تحت عناوين مختلفة ، مثل الفيدرالية أو الكونفدرالية ، او على أساس قومي أو طائفي أو أي عنوان آخر ، وهذه خارطة الشرق الاوسط الجديد التي بشر بها كيسنجر منذ سنين مضت ، وقد طبقت في السودان والصومال ، ويراد تطبيقها اليوم في العراق وسوريا ، والبلدان التي تعيش أيام ( الربيع العربي ) ، والأصح أن نسميه ( الخريف العربي ) الذي يجرد كل أخضر يضفي رونقا وبهجة على المنطقة ، فهو ربيع للسلفيين التكفيريين ، وخريف جارد كل جميل بالنسبة للشعوب صاحبة المصلحة الحقيقية في هذا الحراك ،  أما السعودية وبقية الدول الخليجية التي تدعم هذا الحراك اليوم ، فأنها قد خطت الخطوة الأولى التي وضعت نفسها فيها ضمن التسلسل الزمني للتغيير والتقسيم الذي صممت خارطته الحركة اليهودية العالمية ، والحركة الماسونية التي تخدم  أسرائيل ويهود العالم في جميع الدول حسب ظروف كل دولة .

( الربيع العربي ) هو ربيع السلفيين لأنه دفع بهم لاستلام السلطة ، وربيع أسرائيل  لأن نتائجه تصب في مصلحتها ، وقد شوه هذا ( الربيع ) صورة الاسلام الناصعة من خلال أعمال العنف والقتل والتدمير التي صاحبت أحداث ( الربيع ) ، أذ برز الاسلاميون السلفيون التكفيرون الذين كفروا جميع المسلمين عدا من يتوافق معهم في الافكار والاهداف ، وأفتوا بوجوب قتل المسلمين الاخرين المختلفين معهم ، وجوزوا استباحة أعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم ، وأطلوا علينا بفتوى( نكاح الجهاد) في سوريا حتى للمتزوجة من دون علم زوجها ، ويعاشر المرأة في هذا النكاح عدد غير محدد من الرجال ( المجاهدين ) في الليلة الواحدة ، أما الشعوب المسكينة فقد غُرِر بها ، فنزلت الى الشوارع ظنا منها أن الرياح تجري لصالحها ، فقدمت تضحيات كبيرة من أجل التحرير والتخلص من الحاكم الظالم ، لكن حراكها سُرق لصالح الحركات الجهادية السلفية بتخطيط امريكي اسرائيلي ، بالتعاون مع حكومات الدول العربية الخليجية ذات الحكم الوراثي .

النظام السعودي نظام ديني يعتمد الفكر التكفيري ، وهذا النظام الديني المتخلف هو المعترف به كممثل وناطق باسم الاسلام من قبل امريكا والحركة الماسونية ، لأنه هو الوحيد الذي يخدمهم من جهتين، الاولى أنه يحقق مصالحهم واهدافهم في المنطقة ، والثانية والاهم  أنه عامل تشويه للاسلام لدى الشعوب الاخرى غير الاسلامية ، لأعطاء الشعوب غير المسلمة أنطباعا عن الاسلام أنه دموي ، ويشجع على العنف ،  ويحتقر المرأة ، ولا يعترف بالاخر المختلف ، ويحنط العقول ، ويحارب أي فكر جديد ، حكام السعودية يعبثون شتى أنواع العبث في مصير الشعب العربي في نجد والحجاز ، ويتدخلون في شؤون الدول الاخرى منذ تأسيس النظام ولغاية اليوم ، من غير أن يعترض عليهم أحد من أسيادهم وداعميهم ، لكن بدأت الانتقادات توجه لهم بشكل علني في الفترة الاخيرة ، وهذا مؤشر الى أن قرار التغيير للنظام السعودي قد بدأ ، وعلينا أن نعرف أن التغيير في السعودية سيقود الى التغيير في منظومة الحكم الوراثي الاخرى ، خاصة تلك التي تتوكأ على الدين في بقائها وشرعيتها ، فالمسألة مسألة وقت فحسب وفي تقديري ليس شرطا أن يجري التغيير على غرار ما جرى في البلدان الاخرى من خلال أحداث ( الربيع  العربي ) ، بل قد نرى طريقة جديدة مبتكرة في تغيير منظومة الحكومات الوراثية في المنطقة ، وتحديد طريقة التغيير تتخذه الدوائر العلنية والسرية المتحكمة بخيوط اللعبة في المنطقة ، هكذا يبدو  الموقف من خارج  السعودية ، لكن ما هو الموقف من داخل السعودية تجاه أحتمالات التغيير ؟

السعودية بحكم وجود الحرم المكي الشريف على أراضيها ، أستغلت هذا الامتياز لصالح نظام الحكم ، ووظفته لخدمة النظام ومتبنياته الفكرية الدينية التكفيرية ، يعتبر النظام السعودي الاسلام السلفي الوهابي هو الاسلام الذي يريده الله تعالى ، ومن يعتنق غير هذا المنهج الديني فهو كافر جائز قتله ، وأن قتال المسلم الكافر في عرفهم  أكثر وجوبية من قتال الكتابي ، وهذه فكرة راقية ورائعة بالنسبة لليهود ، أستقبلها الصهاينة بسرور وشجعوا عليها ، بل أخذوا يدعمون ( المجاهيدن ) لأنزالها الى أرض الواقع لغرض التنفيذ ، هذا أذا قدرنا أنها غير مزروعة في فكر ( المجاهدين ) المتخلفين من قبل اليهود أنفسهم .

منذ تأسيس الدولة السعودية ولغاية أحداث الربيع العربي يعتبر النظام السعودي نفسه الممثل الرسمي للاسلام السياسي في المنطقة ، وقد أرتضت امريكا واسرائيل بالدور السعودي هذا ، لكن بعد أحداث ( الربيع العربي ) تغيرت هذه المعادلة ، وظهرت قوى أسلامية سياسية منافسة تسلمت الحكم في بعض البلدان التي شهدت أحداث ما يسمى ( الربيع العربي ) ، وأخذت تتكلم باسم الاسلام وتتحرك حسب توجيهات وفتاوى مرجعياتها الدينية ، مثل ( الاخوان المسلمون ) في مصر، وبعض الحركات السلفية في بلدان أخرى ، كذلك هناك دول في المنطقة مثل قطر وتركيا تدعم هذه القوى الاسلامية السياسية الجديدة ، الواقع الجديد هذا ولّد الضيق والضجر عند السعوديين ، وأخذت السعودية تشعر أن دورها القيادي للاسلام السياسي أخذ يتزعزع ، مما دفع بالسعوديين الى القيام بردات فعل أتجاه الاخوان في مصر،  واتجاه الدول التي تدعم القوى السياسية الجديدة مثل امريكا او قطر او تركيا ، فكان الموقف السعودي الجديد من امريكا ، سيما وان امريكا لم تعد تحترم الرأي السعودي في أتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبل المنطقة ، وظهر هذا الموقف واضحا من خلال الموقف من الضربة العسكرية التي دفعت السعودية بقوة باتجاه تنفيذها ، لكن امريكا تراجعت عنها رغم المغريات المادية السعودية لها ، وفي رأيي أن تغيير الموقف جاء لاسباب موضوعية تتعلق بالمصالح الامريكية أكثر مما تتعلق بمصلحة أي دولة أخرى من حلفائها ، الموقف الامريكي هذا يؤشر الى أن النظام في السعودية قد بدأ رحلة النهاية . 

السعودية بمؤسساتها السياسية والدينية أنتجت الحركات الجهادية المسلحة ودعمتها بالمال والسلاح والفكر المتطرف ، وجود عدد كبير من هذه المنظمات المتطرفة ، خاصة بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في افغانستان ، دفع دول المحور الامريكي الى أن تتبنى كل دولة منها هذه الحركة أو تلك بعيدا عن الارادة السعودية ، ويتحقق التبني بناء على مصلحة الحاكم في هذه الدول من ناحية ، ومصلحة امريكا واسرائيل وتوجيهاتهما في هذا الخصوص من ناحية أخرى .

لو تتبعنا تأريخ الاسلام السياسي في بلدان العالم الاسلامي لوجدناه لونا واحدا ، عدا  العراق ولبنان ، وأعني باللون الواحد هو الذي طرحته السعودية في الساحة ، وهذا اللون من الاسلام هو الذي رحبت به امريكا واحتضنته واعترفت به ، ومعها طبعا اسرائيل وبقية الدول المتحالفة مع امريكا ، لذا لم نسمع يوما أن امريكا أو الدول المتحالفة معها قد أنتقدت الحكومة السعودية ، رغم خروقاتها الكبيرة لحقوق الانسان  واضطهادها للشعب العربي في نجد والحجاز ، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لكثير من الدول ، والسبب أن رشوة السكوت عن تجاوزات الحكومة السعودية مدفوعة مقدما ، لكن بعد أحداث ( الربيع العربي ) ظهرت قوى سلفية مستقلة عن السعودية في أتخاذ قراراتها ، ومن هذه القوى حركة (الاخوان المسلمون) في مصر ، وقد دعمت قطر حكومة الاخوان في مصر، ومعها الحكومة التركية بقيادة السلفي اردوغان ، كذلك دعم الشيخ القرضاوي حكومة الاخوان في مصر وذلك  باصدار الفتاوى حسب طلب الحكومة القطرية ، كونه يعيش الان في قطر ، ويتزعم جماعة وعاظ السلاطين فيها .

 الدول التي تدعم الحركات السلفية سواء السعودية أو قطر أو تركيا أو الامارات أو أي دولة أخرى ، جميعها تهدف خدمة المصالح الامريكية الصهيونية ، والصراع بينها هو صراع نفوذ فحسب وتسابق في أداء الخدمة ، لكن الفرق أن السعودية تريد أن تبقى هي المرجع الوحيد لهذه الحركات السلفية ، وتريدهم أن يسيروا بتوجيهاتها ، وليس بتوجيهات دولة أخرى ، كذلك تريد السعودية أن تبقى الوحيدة الممثلة للاسلام السلفي المتخاذل أمام أسرائيل ، ولا تسمح لقطر أو تركيا أو أي دولة أخرى أن يأخذ منها هذا الدور ، من هنا حصل التقاطع بين رغبات وطموحات الحكومة السعودية ، وبين طموحات القوى الاخرى التي ظهرت كقوى فاعلة على الساحة السياسية ، والتي تتحدث باسم الاسلام السياسي .

امريكا هي سيدة لجميع هذه الاطراف وحاميتهم من غضب شعوبهم ، أخذت تقترب من هذا الطرف أو ذاك بناء على الاقرب في تحقيق مصالحها ، من هنا حصل التقاطع الامريكي السعودي بعد أن أتجهت امريكا الى جهات جديدة ظهرت في الساحة ترى فيها هي الاقرب في تحقيق المصالح الامريكية الصهيونية ، وحصل أيضا التقاطع الامريكي السعودي بسبب تدخلات السعودية المفضوحة في العراق ، ودعمها للارهاب المنظم فيه ، من خلال أدواتها من السياسيين داخل العملية السياسية  الذين يريدون قلب المعادلة السياسية في العراق لصالح التيار السلفي المؤيد للسعودية  ولصالح التيار البعثي الصدامي المتحالف معهم ، في حين تريد امريكا تطبيق الديمقراطية في العراق ، مع أحترام أرادة الاغلبية السياسية التي تفرزها صناديق الاقتراع ، وهذه الاغلبية ستكون حسب المعايير الواقعية الموضوعية من حصة شيعة العراق ، وهذا ما لا تريده السعودية ، وفي نفس الوقت تريد امريكا أن تسير العملية السياسية الجديدة في العراق بعيدا عن تأثيرات النفوذ الايراني .

السعودية لم تتوقف من التدخل في شؤون العراق الداخلية ، رغم النصائح الامريكية بعدم التدخل والتوقف عن دعم الارهاب ، لكن السعودية متخوفة من أستتباب الديمقراطية في العراق ، لأن نجاح الديمقراطية فيه سيترك آثاره في المنطقة خاصة على الشعب العربي في السعودية المتطلع للخلاص من حكم وراثي ديكتاتوري ديني متطرف ، كذلك موقف السعودية في البحرين وتدخلها العسكري الواسع ، وموقفها من التغيير في مصر ، كذلك موقفها من سوريا وتشجيعها الضربة العسكرية وتذمرها من عدم تنفيذ الضربة ، وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول الأخرى  أضافة الى التخوف السعودي من أن تخسر دورها في المنطقة الذي أعتادت عليه منذ تأسيس الحكم السعودي ولغاية اليوم ، مما دفع بها أن تتصرف بجنون ومن غير حكمة تجاه الكثير من قضايا المنطقة ، كل هذه المواقف تركت آثارها على العلاقة الامريكية السعودية . 

أرى أن الموقف الامريكي من السعودية سيكون لصالح التغييرعلى مدى السنوات القليلة القادمة ، بناء على المعطيات التي ذكرناها ، ونزولا لأرادة اللوبي اليهودي الدولي الذي يريد تغيير الخارطة السياسية لدول الشرق الاوسط ، بأتجاه تمزيق هذه الدول الى دويلات ضعيفة متناحرة لصالح أسرائيل ، ومن الطبيعي سيقود التغيير في السعودية الى التغييرفي الدول الخليجية الاخرى ، وربما يشمل التغيير ايضا الاردن والمغرب ، ولكن على مدى أبعد ، وبحصول هذه المتغيرات سينتهي عصر الامارة والملكية في الشرق الاوسط  التي تسير بآلية التوريث العائلي في الحكم ، أوعلى التوريث والقداسة الدينية كما في الاردن والمغرب ، واذا بوشر بهذه التغييرات أنما تجري بناء على الرغبة اليهودية العالمية التي تخطط لعالم جديد يخدم اليهود عالميا ، ويخدم أسرائيل أقليميا .

أما نحن أبناء الشعوب المظلومة فنتطلع الى التغيير نحو الأفضل لصالح شعوبنا  وليس لصالح اليهود والصهيونية أو امريكا ، وأملنا بالله قوي أن ينصر الشعوب على أعدائها من أمريكان وصهاينة ويخذلهم في خططهم التي يريدون بها تمزيق الاوطان والله تعالى يفعل ما فيه صلاح المظلومين و(( أنّ الله يفعل ما يريد )) 14 ، الحج .


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي جابر الفتلاوي ، في 2013/11/29 .

السلام عليكم استاذ عباس الوائلي المحترم
نشكر مروركم وانا اتفق معك في الفكرة ، فهم يسيرون الان في خط النهاية .

• (2) - كتب : عباس حميد الوائلي ، في 2013/11/26 .

بدأ ولكن لم يحن لحد الان لان دورهم لم يكتمل فهو في نهاياته ولكن لم يتم اكمالها



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38757
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19