تعتبر اللغة الشيء الاساس والمهم في وجود واثبات الامم العريقة حيث إنَّ وجود أُمة قائمة ذات شخصيَّة متميزة وكِيان مستقل، وذات تقاليد وأعْرَاف وطبائع نفسيَّة وسلوكيَّة، مرتبط تمام الارتباط ببقاء لُغة هذه الأُمة بل مُرتهن بحياة هذه اللغة، وعندما تفقد لغتها الاصلية يعتبر ولادة لأمة جديدة وتختلف اختلافا كبيرا وبكل معتقداتها عن الامة الاصل ، ان اللغة هي تركة الماضي وزهو الحاضر وميراث المستقبل فاذا ضاعت او اندثرت اللغة بمن يشار الى تاريخ وحضارة الامم؟ لذلك نرى جميع امم العالم تهتم اهتماما كبيرا بلغاتها وتعتني بالمحافظة عليها وجعلتْها من دعائم نَهضتها التي تسعى إليها وتَحرص عليها فاللغة في رأيي ورأي الكثيرين تعتبر الموطن والمسكن .
ولأجل هذه الاهمية على الجميع ومن المسؤوليات الاساسية المحافظة على لغتنا العربية الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم . نلاحظ في الاونة الاخيرة ان الاهتمام بلغتنا اصبح مفقودا او ضعيفا جدا من خلال مانلمسه في مجتمعاتنا والتشجيع على استخدام اللغة الانكليزية والتهافت على تعلمها نعم نحن لانعارض تعلم لغات اخرى لكن ليس على حساب اللغة العربية اللغة التي شرفنا الله تعالى بها وكرمنا .
اننا نعتقد ان لغتنا في خطر جسيم ونحن اصبحنا الخطر الذي يهددها باستخداماتنا لالفاظ غير عربية من باقي اللغات الاخرى في حياتنا اليومية البسيطة واهمال اللغة الفصحى، وفي وسائل الاعلام في كثير من الاحيان يكون التحدث والمقابلات باللهجة العامية ، وهذه ابسط الاشياء اما في المدارس فحدث ولا حرج لما تعانيه اللغة العربية من اهمال وفي كل مجالات الحياة وعلى جميع الاصعدة فلينتبه الجميع ومن اعلى المستويات في الدولة عدم التهاون ويجب اعطاء الموضوع اهمية قسوى ويجب ان تصبح اللغة العربية فقط هي اللغة الرسمية في العراق ، لان لغة القرآن تتعرض لهجمة ومجموعة من التحديات من قبل أعدائها،سواء كانوا عرباً أو من غير العرب فإن هذه التحديات تتزايد ويستفحل خطرها،ومن هنا لابد من وقفة نراجع خلالها معاً بعضاً من هذه التحديات، محاولين الوصول إلى بعض ما نراه من إجراءات لمواجهتها، غير متناسين أن هذه القضية تهم العرب جميعاً، لأنها تمس جوهر كيانهم وتتناول صميم وجودهم، لغتهم الأم التي اختارها الله تعالى لهم دون غيرها من اللغات، لغتهم التي بها نزل القرآن الكريم آخر الكتب السماوية الذي تكفل الله تعالى بحفظه من كل تحريف وتبديل وتزوير، كما حدث لغيره من الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء السابقين، نعم إنها لغة أهل الجنة،والحفاظ على هذه اللغة من كل ما يشوبها في هذا العصر من شوائب واجب على الجميع.
إن أعداء العربية يأخذون عليها بعدها عن مواكبة هذا العصر في تطوره، ومجاراته في اكتشافاته المذهلة،وعدم استيعابها لمفردات العلوم ومصطلحاته، وأنها لا تصلح للتعبير عن الجانب العلمي من حضارة العالم المعاصرة بسبب قصورها، ويؤيد هؤلاء في آرائهم،من يعبر عن مصطلحات العلوم المعاصرة بلغتها الأجنبية دون الأخذ بما يقابلها من اللفظ العربي الذي اعتمدته مجامع اللغة في الأقطار العربية.
إن هذا الادعاء بعيد عن الواقع العملي ان لغتنا متكاملة والشاهد على ذلك انها لغة القرآن
من اجل هذا ان يبدأ العلاج اللغوي ويجب أن يبدأ من المدرسة، ومع المراحل الأولى من حياة الطفل، حيث يتم تلقينه اللغة القومية سليمة من الشوائب، ومن هنا يمكن أن ندرك الدور الكبير الذي يجب على وزارة التربية أن تقوم به في سبيل معالجة هذه الآفة التي تنهش جسد اللغة العربية ووضع المناهج التربوية التي تنسجم مع هذا الهدف، والعمل على تبسيط قواعد اللغة التي يشكو الكثير من طلابنا ضعفاً عاماً فيها، وأن توجه اهتماماً خاصاً إلى تبسيط دراسة النحو والصرف في مدارسنا،
وعلى الحكومة ان تشكل لجان خاصة دورها المحافظة والاهتمام باللغة العربية الفصحى من خلال اعداد برامج لهذا الموضوع وعمل دراسات وبحوث لمعالجة محاولة طمس اللغة العربية .
يجب ان يبرز دور المؤسسات الاكاديمية ايضا لمعالجة هذه المشكلة لما لهم من تأثير كبير على شرائح المجتمع والدعوة لفرض التكلم بالعربية الفصحى اثناء القاء المحاضرات على طلبة الكليات والمعاهد من قبل التدريسيين .
اما المتخصصون في مجال اللغة العربية يجب عليهم ان يكونوا من الدعاة الاوائل لحمايتها والمحافظة عليها .
ففي لغتنا نثبت هوية امتنا العربية وتاريخنا العريق. |