• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : اليراعات خيول تصهل .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

اليراعات خيول تصهل

اليراعات خيول تصهل... 

بعدما تؤرق الأهداب لتورق شاهداً يغور معالم الطف وتقتحم التواريخ جريئة. 

أغنياء عن التعريف، يملكون أمجاد الفرع الباسق من الدوحة الهاشمية والأم سليلة مجد مشرعة أبوابه... أرومة خير ومكارم.

عز ومنعة ينزف حلماً عمره سبع وعشرون عاماً. 

الدم فجر يضفي إلى مديات ذاكرة تبوح بالحسرات... أفق مزدان بالجراح، إذ كان عمره في الطف سبعاً وعشرين عاما، وسمي بالأكبر لكونه أكبر من زين العابدين. 

يروي المؤرخون: أن فجر الأكبر الذي سطع يفوح بقرائن مثقلة بالوهج، تقدم يوم الطف على من معه من أصحابه وأهل بيته عدا عمه العباس. 

سبيل آخر يفتن الصبر... لما اجتمع الحسين ليلة عاشوراء بابن سعد، لم يحضر أحد إلا أخوه العباس وابنه علي الأكبر. 

وسبيل آخر لوضوء صلاة... لما خطب الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء وسمع بكاء عياله، قال لأخيه لعباس وابنه علي الأكبر: سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن. 

كل الذواتِ التي أزهرت بالمعنى تحمل الكنى بيارق عز... الأكبر... أبا الحسن... 

والتقيناه فضاءات مقدسة: 

ربيب بن طاهر، نصيب أرومة، مكارم أخلاق، حلم.. علم.. شجاعة.. كرم.. تواضع.. بلاغة.. ومهما ماد بساط الثناء فمازال فيه سعة للجود. 

ترعرع علي الأكبر في بيت النبوة ويكفيه ذلك فخرا. 

والتقيناه سمات شبه: 

قال الإمام الحسين (عليه السلام) في الواقعة: اللهم كن أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم غلام أشبه الخلق برسولك (صلى الله عليه وآله وسلم). ويكمل ابن طاووس في اللهوف: برز إليهم أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقا برسولك، وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه.

ندخل مرتقى الصهوة لنستقي شهادات عناوين مشرقة باليقين:

معاوية بن أبي سفيان يسأل: من أحق الناس بهذا الأمر؟ قال المنافقون: أنت!! 

فقال: لا.. أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي، جده رسول الله وفيه شجاعة بني هاشم {ولم يشأ معاوية إلا أن يضيف بهتانه} وسخاء بني أمية وزهو ثقيف !

ومرتقى الصبر جهاد لا يلين: 

يا أبتي: ألسنا على الحق؟ فأجابه الحسين: بلى والذي إليه مرجع العباد. 

فقال: إذن لا نبالي أن نموت محقين.

فقال له الحسين: جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده. 

على صبر قيظ أيقظه الظمأ في حشاشة أهل الجود:

خرج مع ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً يحملون القرب الظامئة، جاهدوا فامتلكوا المشرعة وملئوا أسقيتهم وعادوا إلى المخيم بالماء ساعين، ليرووا الأطفال والعيال والأصحاب لكن سرعان ما نفذ الماء وعاد الظمأ.

وعلى حين غرة تستفحل قوافل الأنين وميض حلم ومديات رؤى احتشدت عند فيض المكرمات.

استأذن الأكبر أباه الحسين... كل المديات تقبع انتظاراً تحت خطواته 

وينصهر نشيد الحزن دعاء: اللهم امنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا. 

الله أكبر.. العنفوان القويم يرتقي سلم الروح نحو السماء ترقى العينان بالدموع ينادي: يابن سعد... مابك..؟ قطع الله رحمك كما قطعت رحمي... 

سلط الله عليك من يذبحك على فراشك.

الله أكبر.. 

أنا علي بن الحسين بن علي نحـــن ورب الـبيت أولى بالنبـي 

تالله لا يحكم فينا ابن الدعـي أضربكم بالسيف أحامي عن أبي

الله أكبر.. 

فارس بدر وحنين يصول بساعد الأكبر تحشد في وجه الطواغيت وفي نفسه استنفر جيشاً... ويأتي النداء جريحاً: 

يا أبه العطش العطش فيأتي الجواب: اصبر حتى يسقيك جدك شربة لا تظمأ بعدها أبدا 

الله أكبر.. 

فرس يكتنف الفارس يدور بين معسكر الأعداء لتتوارى الطعنات 

الله أكبر.. 

توسد شوق الفرات أنيناً: 

عليك مني السلام يا أبه هذا جدي رسول الله سقاني بكأسه الأوفى 

الله أكبر.. 

ويأتي صوت سيد الشهداء جرأة وغيرة يطبعها قبلات على جبين ولده الشهيد:

قتل الله قوماً قتلوك يا بني 

الله أكبر.. 

وهذه المآتم.. المواكب.. الملايين من الناس.. خرجت إلى صرحك سيدي الأكبر وهي تنادي السلام عليك يا ايها الشهيد وابن الشهيد. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38914
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28