• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الطريق الى جورجيا .
                          • الكاتب : حسين باجي الغزي .

الطريق الى جورجيا

ودعني على استحياء وهو يسبل لحيته ويطقطق مسبحته. قائلا بنبرة إيمانية  تفوح منها عبارات التقى و الاستغفار :( أبرئني  ألذمه) ياصديقي غدا سأسافر الى جورجيا .!!!
 اندهشت وقهقهت  من وجهة سفر صديقي ؟لكنة وضع يديه على فمي حيث بدت أحجار محابسه الاربعه  هامسا : العمر قصير والرب غفور .
 
 بكل تأكيد أصبحت جورجيا وجهة مفضلة للعراقيين بشكل لافت للانتباه، وراحت أفواج المسافرين تنطلق باتجاه هذه الدولة التي فتحت أبوابها لهم من دون الحصول على تأشيرات الدخول. فأصبحت كل الطرق العراقية تؤدي إلى جورجيا ، وزادت إعداد العراقيين هناك على عدد مواطني دول العالم الأخرى
 
: ويؤسفني إن أقول  إن تداعيات الوضع الإقليمي الذي أملى على العراقي الإقامة في نقطة اللا استقرار، و اختيار ملاذات  أمنة جديدة، لم يجد أصحاب الأموال صعوبة في الانتقال  إليها مع أرصدتهم ،و لان جل اهتمامات العراقيين في جورجيا  هو ألمتعه والتنزه وملاحقة النساء الجميلات ومحاولة استدراجهن وقضاء مواعيد عاطفية معهن، وهو حرمان يجعل العربي  والعراقي مستعدًا لقطع آلاف الكيلومترات للظفر بامرأة.إذ لا يختلف اثنان على أن العراقي الذي شبع قهرًا ووجعًا عندما يجد فرصة للسفر إلى الخارج فإنه لن يذهب إلى كل ما له علاقة بالثقافة، أي لا يزور المتاحف ولا يشاهد المسرحيات، ونادرًا ما يدخل داراً للعرض السينمائي، بل يجهد نفسه في النظر إلى الوجوه والأجساد الجميلة، عسى أن يجد ضالته، وإنا لا ألومه لأنه محروم ومنقطع عن العالم منذ سنوات طويلة. “والمؤسف إن هذه الرغبة تصطدم دائما بالصدود والاستهزاء او الاستهجان ولاسيما ان العراقيين يستصعبون التفاهم مع البالغات فيلجئون  إلى “الصبايا” اللائي ينفرن من طرقهم في التعامل فيقفزن إمام مرأى السابلة وكأنهن أصبن بصعقة  .ويفرضن أسعار  كمهر (بوران  ابنة الحسن بن سهل البر مكي )أو أكثر من ذلك .
وتشير بعض الإحصائيات إن ماينفقة العراقيين في تبليسي العاصمة  يساوي إضعاف ما تخصصة حكومتنا الرشيدة لإنعاش قطاع السياحة وبناء مرتكزات  جذب سياحي  محلي و دولي .وبكل تأكيد لو إننا خففنا القيود التي تكبل حرية الناس وأشعنا أجواء من الأمن والطمأنينة ووفرنا أرضيه خصبة   يتحرر فيها  المستثمرون  من محددات  ألمتعه واللهو البرئ . لغير الراحلون إلى  صقيع جورجيا وجهتم  الى  ربوع بلدهم وما ينعم به  من جنات على الأرض .
والاهم من كل ذلك إن نحافظ عل شبابنا  وشيبنا من الانزلاق في مهاوي  الرذيلة وإمراضها السريرية والإنفاق والتبذير  وتحلل القيم والعلاقات المجتمعية والأسرية.كما حصل لصديقي وانأ أشاهد صورة  له على صفحتة على الفيس بوك   من العاصمة تبليسي يحتضن تلبيسية شقراء وقد( قشط ) اللحية وارتدى جينز قصيرا وقميصا بلا أكمام  كتب على صدره (الطريق الى جورجيا   ).



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39036
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19