• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يا لثارات الحسين القسم الثالث .
                          • الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد .

يا لثارات الحسين القسم الثالث

 بسم الله الرحمن الرحيم

ثم قال: (يا بن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (صلى الله عليه وآله)، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا).
إن الجاهلية الماضية كانت تحرم امرين في شهر محرم الحرام، كانت تحرم القتال ولو بحق، وتحرم الظلم فيه ايضا، ولكن الجاهلية التي حدثت من بعد وفاة النبي الاعظم صلى الله عليه واله تخلفت عن تلك الجاهلية واصبحت اسوء من الجاهلية الجهلاء، فاستباحت الظلم والقتل.
ولم تستبح حرمات الشهر فقط بل لم ترع حرمة لرسول الله صلى الله عليه واله، فقتلوا ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فجاروا على سيدهم والجاهلية اذا ارادت ان تظلم فلا تظلم سيدها، لكن هذه الامة جارت على سيدها ومولاها ومن انقذهم من ظلمات الجهل الى نور العلم والمعرفة.
قالت الزهراء عليها السلام في خطبتها المشهورة: (كنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب ونهزة
الطامع وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله).
ثم يدعوا الامام عليه السلام عليهم بأن لا يغفر لهم ابدا، في مقام اللعن والطرد من رحمة الله تعالى، وإنما عدل عن لفظ اللعن إلى معناه كي لا يُفهم أن اللعن هنا مجرّد إظهار التبري منهم، بل اراد الدعاء عليهم. ودعاء المعصوم مستجاب، فلا يتوهم متوهم أن البعض قد ندم وتاب فقد يغفر الله له ذلك الذنب العظيم، لأنا نقول إن دعاء الامام عليهم يقتضي عدم المغفرة لهم ابداً، وان تحققت التوبة المزعومة.
والدعاء هنا ليس مقصورا على القاتل بل كل من شرك في ظلمهم عليهم السلام في واقعة الطف وما استتبعها من سلب وسبي، فلا تصح دعوى بعض النواصب المنتسبين الى المذهب ظلماً وزراً بأن القاتل للحسين عليه السلام ليس شمرا حتى تتناولوه باللعن، مدافعا عن شمر اللعن، واي سوء اعظم من هذا، وهؤلاء اقبح حالا من عامة المخالفين، لأن مثل الوهابية من المخالفين امتدحوا يزيدا وبرأوه من قتل الحسين عليه السلام ولعنوا قاتليه ومن سبى اهل بيته.
كما ان في دعاء الامام الرضا عليه السلام على ظالمي اهل البيت بيان لمن تشبث بمقولة منسوبة إلى الامام الحسين عليه السلام وهي: أبكي لهؤلاء القوم الذين يدخلون النار بسببي.
وهذا يجاب عنه بأمور:
الاول: لم يثبت لهذا القول سند، والعجب ممن تشبث بهذه المقولة وهو ممن يضعف بلا هواده، ولم يصحح الصحيح ويتشبث بمثل هذا.
الثاني: نحن نقبل هذا الكلام باعتبار أنه صدر قبل اقدامهم على قتله وسبي نسائه فهو يريد لهم الخير والهداية كما كان جده المصطفى صلى الله عليه واله بعث من اجل هداية الناس. وبعد فعلتهم استحقوا اللعن الابدي.
الثالث: هذا القائل لماذا ترك قول الحسين عليه السلام: (اللهم أمسك عنهم قطر السماء وامنعهم بركات الأرض اللهم فإن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض عنهم الولاة أبدا فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا).
فانتقى ما يناسب فهمه السقيم، وقلبه المريض وترك ما هو حجة عليه.
الرابع: الله سبحانه وتعالى وصف حبيبه في كتابه العزيز بالرؤوف الرحيم، ولم يُطلق القول بل قيده بالمؤمنين فقال: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) - التوبة - الآية – 128.
فلا يكون الحسين عليه السلام رؤوفاً رحيماً الا بالمؤمنين دون غيرهم.
الخامس: قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). - المجادلة - الآية – 22.
فإذا نهانا الله تعالى عن مودّة من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءنا فكيف نتصور في المعصوم مودتهم. 
ونكتفي بهذه الاشارات فإن الادلّة بالمئات من الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة.
وللحديث تتمة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39446
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3