قال لي صاحبي:سوف يحاسبك التاريخ!!، وصادف ان التاريخ كان جالسا في المقهى ليلة امس وهرب أمام الناس كأي متسكع من دون ان يحاسب صاحب المقهى!، فقلت لصاحبي: كم أصبح حسابه لأدفعه الى صاحب المقهى!!.

أتيقن أن التاريخ فقد شرعيته وبكارته!! فلماذا نتطوع كثيرا لدفع حساب الأنذال ؟ سواء كان حسابهم كبيرأ ام حقيرا ...وكأننا لانعرف ان نقود التاريخ ملغاة .فكيف يحاسبُ بها؟.

وجدت ان حساب التاريخ لايقارن بحساب الحرامية الذين لبسوا العمامة، حين يسرق افندي أي شي يظهر على ملابسه، لكن المعمم حين يسرق خزنة البنك المركزي فمن السهولة ان يخفيها تحت عباءته السوداء التي سرقها من إسلام محمد الغريب ص واله، لهذا نحمد الله إنه جعلنا من الأفندية مع الاخذ بنظر الاعتبار حسب هذه القاعدة فان جزيرة العراة هي البقعة الوحيدة الخالية من الفساد المالي لا من الفساد الاخلاقي! الذي ربما يقول الشيوخ حينها: ياليتنا كنا معهم.... 

اعلم ان التاريخ اراد ان يكون ثوريا فاصبح ثورا لايحسن سوى النطح فلم التفت اليه لاني اؤمن ان حلب ثور افضل من محاورة تاريخ أصعد معاوية ويزيد وخلق مشجعين لهم من البهائم، في نفس الوقت الذي ترك عليا ع مخضبا بدمه على محراب الكوفة والحسين ع جثة بلا رأس على رمال كربلاء.