• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التكتيك والتخطيط والأبعاد في النهضة الحسينية .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

التكتيك والتخطيط والأبعاد في النهضة الحسينية

كل مشروع في العالم لا بد ان توضع له الخطط المسبقة ، سواء كان هذا المشروع سياسي او اقتصادي ، او اجتماعي ، حتى التيارات مثل الرأسمالية والماركسية والأحزاب تضع الخطط والبرامج في عملها انظر الى الحزب الشيوعي كيف يخطط لنشر ثقافة الإلحاد ، وإنكار عالم الغيب والآخرة بل بث الأفكار التي مفادها عدم الانجرار وراء فكرة الدين ، وان فكرة الله خرافة ، والخالق هو الطبيعة ، وقد قال احد القيادات الشيوعية سابقا في العراق : ( نحن نعمل على طوال السنة لنشر أفكارنا ومعتقداتنا ، ولكن تأتي اول عشرة من محرم فتنسف جميع مابنيناه ) .

ماهو تخطيط الأمام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة ؟ ، ماهو مشروع سيد الشهداء عليه السلام في رحلته الى كربلاء الحماسة والعرفان ، والتضحية والفداء ؟ 

هناك مشروع كان لسيد الشهداء ع مع أنصاره أرد إنجاحه في هذه الدنيا وهي عملية تبيض وجوه الانبياء والحفاظ على تراثهم وفكرهم وجهودهم وكذلك يزيد كان مشروعه بالعكس ، وقد أشار يزيد الى مشروعه بقوله ( فلا خبر جاء ولا وحي نزل ) مشروع طمس جهود الانبياء من ادم الى الخاتم صلى الله عليه واله ، بينما الامام الحسين عليه السلام مشروعه مختلف تماماً فقد خطط للحفاظ على جهود الانبياء ، ومهمته تبيض وجوه الانبياء ، وقد انتصر الامام الحسين في مشروعه هذا ، وقدم أسمى التضحيات في ذلك ، وبذل الغالي والنفيس ، ولهذا الانبياء يقصدون سيد الشهداء قبل شهادته وبعدها فقد مرورا بأرض كربلاء قبل شهادته ، وبعده مصرعه يطلبون الأذن من الله تعالى للهبوط لزيارته ، بل من يوفق لزيارة سيد الشهداء عليه السلام فانه يصافح 142 الف نبي كما في النصف من شعبان .

ماهو التخطيط والتكتيك الحسيني في إيصال نداء الاسلام الى العالم ؟ 

التكتيك الاول : خروج من المدينة نحو مكة والإقامة في الحرم المكي في أشهر شعبان ورمضان وسؤال وذو القعدة وذي الحجة ، والتي تقع فيها ايام العمرة الامام لم يذهب الى مكة من اجل الحصول على الأمان في ظل الحرم المكي ( ومن دخله كان آمنا ) هو كان يعلم ان دمه سوف يسفك لو بقي في مكة ، ولكنه لديه اعمال تبليغية وتكتيك وأهداف من خلال هذه الأهداف اراد ان يهز النفوس مما يشكل له فرصة لإيصال نداء الاسلام لان مكة كانت تشكل مجالا واسعا للاتصال واللقاء بأكبر عدد من الأفراد والجماعات من نواحي البلاد الاسلامية والعربية المختلفة .

التكتيك الثاني : خرج الامام من مكة في يوم التروية اي الثامن من ذي الحجة ، وهو اليوم الذي ينطلق فيه الحاج نحو منى وعرفات هذا الخروج له اثر تبليغي هام جدا وفيه دلالة واضحة ان الحج الذي هو من فروع الدين وكل احكام الشريعة لابد ان تكون من نافذة ال محمد ( صلى الله عليه واله وسلم لا من ال ابي سفيان .

التكتيك الثالث : مفارقة الامام ع للكعبة التي سيطر عليها الفكر الأموي ، وأصبح تحت تصرف الأجهزة اليزيدية فهو حج ظاهري ولكنه في الباطن هو جاهلي ، ومن خلال هذا التبليغ الرائع بين الامام عليه السلام بان الاسلام الحقيقي هو ليس هذا الاسلام اسلام الجمود والخضوع والذل والهوان والاعتكاف ، وبين ان الاسلام النبوي اصبح في خطر ولابد من القيام لأجله .

التكتيك الرابع : حمل العيال والأهل والأحبة والأولاد في رحلته الى عاشوراء ، ومذبحة كربلاء ، وهذه دعاية للإسلام الحسيني ضد الكفر والاعتقاد اليزيدي وهذا من اهم العناصر التبليغية في نهضة سيد الشهداء عليه السلام ولهذا قال شاء الله ان يراني قتيلا وان يراهن سبايا فكان معه الشيخ والشاب والأطفال الرضع والنساء والحر والعبد . 

التكتيك الخامس : كان يتعامل بكل مروءة مع الجيش المعادي وكل إنسانية كان يسقي جيش العدو بل حتى خيولهم كان يراعي حقوق الحيوان حتى في المعركة . 

التكتيك السادس : أوجد الامام عليه السلام مشاهد مساعدة على التأثير لإيصال رسالته التبليغية للعالم باللون الدامي القاني وهذا يتمثل برميه دم الرضيع نحو السماء عند الله احتسبه ، وهكذا ألقى الله وانا مخضب بدمي . 

كل الأقلام العلمية والأكاديمية التي كتبت عن كربلاء فهي أقلام مقدسة وانامل موفقة لكن أقلام أولئك الذين كتبوا لنا بواسطة دمائهم الخطوط البارزة للإسلام كتبوا بجباههم وابدانهم ورؤوسهم ، وجباهم المتكسرة واجسادهم المرضوضة واسنانهم المتناثرة وخياهم المحترقة والمتحولة الى رماد نعم كتبوا لنا تعاليم العزة والإباء والكرامة والحرية .

كما انه يوجد ابعاد في كربلاء منها : 

البعد التوحيدي والعرفاني : رضا بقضائك وتسليما لامرك لامعبود سواك ، وكذلك الإشراق المنير في وجه سيد الشهداء ، وكذلك وجود الأحبة خارج محيط قلب الحسين عليه السلام قلبه ممتلأ بحب الله .

البعد الحماسي : لا ارى الموت الا سعادة .... الا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة . 

البعد الأخلاقي : المروءة انظر الى تقديم الماء الى الجنود ، وكذلك الإيثار والوفاء كما في العباس عليه السلام والشباب يصدون السهام عن الامام ع ويقولون اوفينا يابن رسول الله .

والحمد لله اولا وآخرا 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39755
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28