• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بصائر عاشورية 7 ( قطب محاور المسؤولية ) .
                          • الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) .

بصائر عاشورية 7 ( قطب محاور المسؤولية )

 <<< بصائر عاشورية >>>

 
الحلقة : السابعة
 
بعنوان : ( قطب محاور المسؤولية )
 
تقدم نصوص نموذج من عدة من الآيات ان العبادات والمقدسات من المسجد الحرام والكعبة من دون الولاية تكون خواء قشور من دون اللب ومن دون الروح. قال تعالى: (اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لايهدي القوم الظالمين)، وقال تعالى: (الذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون).
فلا تستوي سقاية الحاج صدقة وخدمة للبيت ولا تستوي عمارة المسجد الحرام بالعبادات لا تستوي مع الولاية لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وللحسين (عليه السلام) فالولاية لله وللرسول ولعلي ولولده المطهرين (عليهم السلام) أعظم درجة عند الله تعالى.
 
فمراعاة الدرجات والمراتب يؤكد عليه القرآن وينفي التسوية ويحكم عليها بأنها ضلال وظلم
فلماذا تكون التسوية ضلال وظلم؟! أليس كله من الدين الحنيف!
ولماذا لا تكون التسوية بين الرسل في الفضيلة؟! ولماذا لا تكون التسوية بين النبيين في الفضيلة؟!
ولماذا لازم علينا التفضيل في الدرجات.. وأن لا نساوي في التعظيم بينها؟!
الجواب ان كل الأفضل والاعظم عند الله مهيمن على الأدنى في الفضل والتعظيم، وان الأفضل والاعظم محكم من المحكمات، والادنى بالقياس إليه متشابه، فكما لا نساوي بين المحكمات والمتشابهات لأن الأولى أم الكتاب أصله الذي نشأ منه، والمتشابهات فرع من فروعه. فكذلك الأفضل والاعظم عند الله مهيمن على الأقل درجة.
ومن ثم فإن أركان الدين ومقدساته وان كانت كلها ذات فضل ومعظمة إلا انها ليست في تساوي مع بعضها البعض بل متفاوتة في الفضل والتعظيم. ولا يسوغ تسويتها في التفضيل والتعظيم لأن ذلك ضلال وظلم وزيغ وفتنة وافتتان.
فالرشاد والرشد والهدى بالتفاوت في التفضيل وبالتفاوت في التعظيم. فكما لا يقال ان التوحيد فداء للصلاة وللزكاة وللصوم وللحج، بل هذه الأركان هي في الأساس لأجل تعبيد الطريق للتوحيد.
وإن كان الحفاظ عليها لازماً لابد منه، إلا ان ذلك لا يعني تفضيلها على التوحيد بل العبادات من دون لون التوحيد خواء و قشور وميتة بلاروح.
 
فكذلك لا يقال ان الولاية فداء للصلاة وللصوم وللحج وللزكاة بل هذه الأركان ممهدة للولاية لله تعالى وللرسول ولاهل البيت (عليهم السلام).
فلابد ان ترتسم نظام منظومة الدين لنا بنحو بيّن كي لا نترك المحكمات إلى المتشابهات.
إذ كما مر ان كل أفضل واعظم محكم بالنسبة إلى مادونه، فالاخذ بما دونه من دون تحكيم هيمنة المحكم فوقه سيؤدي إلى ضلال وظلم وزيغ وفتنة كما مر.
 
انظر وراجع ما يقوله الامام الهادي عليه السلام في الزيارة الغديرية لجده أمير المؤمنين عليه السلام عن واقعة صفين وفتنة تحكيم المصحف والتمسك به وترك القرآن الناطق أمير المؤمنين عليه السلام وتشبيهه هذا التمسك بماذا كالذي حصل لقوم بني اسرائيل إذ تمسكوا وتركوا هارون.
فلاحظ ان التمسك بالادنى فضيلة وعظمة، ومتاركة الأفضل والاعظم كعبادة العجل ومتاركة هارون، كما بيّن القرآن ان التمسك بالمتشابه مما أنزل من الكتاب وإن كان وحياً ملكوتياً نازلاً من السماء وهو من الكتاب المبين وان كان كذلك.. ومتاركة المحكم مما أنزل هذا التمسك بالمتشابه ومتاركة المحكم زيغ وفتنة كما حصل لبني اسرائيل.
 
وهذا النظام لمنظومة الدين لابد من إبصاره ومعرفته والايمان به ومراعاته والتقيد به ورعاية درجاته ومراتبه ورتبه وإلا لاختل بنيان الدين كله رأس على عقب ولما اهتدي إلى العدل والقسط و إلى الصراط المستقيم بل لوقع الزيغ والضلال والظلم والفتنة..
 
ولنذكر امثلة على ذلك :
1- ما ذكره القرآن :{ ما كانت صلاتهم عند البيت -من دون ولاية محمد النبي صلى الله عليه وآله (الشهادة الثانية)- إلا مكاءً (صفيرا) وتصدية (تصفيقا) <ضوضاء> } فالصلاة خواء بدون الولاية لا لب ولا لباب لها قشر بالي.
 
2- الحج والطواف والسعي والقرابين والوقوف بالموقفين والاحرام.. كل هذه الأعمال لايقترب بها الحاج إلى بيت الله الحرام بدون ولاية النبي (ص) وآله (ع){ ربنا إني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم … فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم ) لا إليه.. بأن يكون هو المقصد والمقصود النهائي بل هو لأجل تعبيد الطريق إليهم.
 
3- الاعتقاد بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ومشروعه لا تتم حقيقة له بدون الإعتقاد بالحسين عليه السلام ومشروعه.
ولو فرض تخوية العقيدة المهدوية عن العقيدة الحسينية لما قامت لها قائمة.
 
فلاحظ إن شعار المهدي (عجل الله فرجه) الذي ينادي به أول ظهوره كمحور يدعو به شيعته وشيعة آبائه هو “يالثارات الحسين” بل إن التعبئة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام قائمة بمدرسة ومشروع الحسين عليه السلام.
 
ألا ترى كيف تحشد الشعائر الحسينية المؤمنين وتعبئهم لنصرة المهدي (عجل الله فرجه) فمعسكر الجد يجند الموالين للولد البقية من آل البيت (عليهم السلام).
ومن ثم نلاحظ الفِرق المنحرفة لأدعياء السفارة وأدعياء المهدوية والبابية منسلخين عن الشعائر الحسينية، وذلك لأن المعاني للنهضة الحسينية تفضح دجلهم فلا يتمكنون من تبنيها.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39812
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29