لم أكن شاعرا يوما ما

ولم امتهن كتابة الزور والبهتان

ولم اكتب قصيدة يتغنى بها المداحون

أو معلقة تكتسي بها الجدران

أو ترنيمة يتغزل بها القمر في حضن النجوم

او بكائية  تنعى الاطلال

أو ملحمة مكتوبة بدم الابطال

الظل يمشي فوق جسدي

ولا أتلهف على سراب الظمئان

ولاأتسلق خيوط الرذاذ لأمطر قوس قزح

أنا فقط كاتب الخواطر الصامتة    

ومهذب العبارات

ومرصص المفردات

رغم أني لست شاعرا

لم أختلط بالابناء العاقين

ولا بالشعراء الذين يتبعهم الغاوون

ولم يضبطني احدهم

متلبسا بكتابة الشعر

فقد بعت كل نزواتي لقديسة مصلوبة

في محراب العشق

 لم اسطد السمك الفاسد

في البحار الميتة

ولم أكن يوما ما

من قراصنة الفراهيدي

فالشعر عندي شراع راكد

وصيد كاسد

وغنيمة أتلفها الماء العاكر

أنام على قلق

من الفجر الى الغسق

وأصحو كالمغضوب عليه

في اصطبل تحرسه الخيول والبغال

أخشى على نعومة الفنجان

من عاصفة القيل والقال

وقراءة الطلاسم من وراء الابواب