• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ...في ذكراه الخامسة والستين ” .
                          • الكاتب : صالح المحنه .

“الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ...في ذكراه الخامسة والستين ”


اليوم العاشر من ديسمبر عام1948هو يومٌ مهمٌّ في تاريخ الإنسانية ، حيث إنبثق فيه أول إعلان عالميّ يُعنى بحقوق الإنسان ،ويُعتبر من الوثائق الرئيسية المهمّة التي تبنتها الأمم المتحدة ، ونال موقعا مهما في القانون الدولي ، لقد بدأت فكرة الإعلان العالمي الإنسانيّ بعد تأسيس الأمم المتحدة عام 1945م وبعد تلك الحروب الوحشية النازية التي أودت بحياة الملايين من البشر ، لذلك لاقت تلك الفكرة الإستحسان والتأييد من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة آنذاك حتى تبلّورت وصارت إعلاناً عالمياً دُوّنت بنودُه الثلاثون على وثيقةٍ صوّت لصالحه 48 دولة ولم تصّوت ضده أي دولة سوى إمتناع ثمانية دول عن التصويت ، وتُعتبر موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إنجازٌ مشرّفٌ لتأريخها ، وهذا ماصرّحت به سيدة أمريكا الأولى آنذاك (اليانور روزفلت) رئيسة لجنة حقوق الإنسان ، أمّا اليوم فجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بهذه الوثيقة الإنسانية وبموادها التي تتضمّن الحقوق والحريات والإعتراف بأصل كرامة الإنسان وحريته والعدل والمساواة وعدم التمييز بين البشر على أساس ديني أو عرقي أو طائفي أو لون ، اليوم وبعد مرور 65 سنة على تأسيس أو إنطلاق هذا الإعلان الجميل في فكرته وأفكاره لو راجعنا مواقف الدول الموقعة عليه  والمؤيدة بقوة الى ماورد فيه من مواد تكفل حقوق الإنسان ، ونلاحظ هل كانت منصفة وملتزمة في ما وقّعت عليه وفي ما ألزمت به نفسها ؟ هل أحترمته غالبية الدول التي وقعت عليه ؟ وهل كانت صادقة بعض الدول التي تُحكم من قبل أنظمة مستبدة تنتهك حقوق الإنسان يومياً ؟ هل تعاملوا معه كوثيقة إنسانية معتبرة وملزمة ؟ أم شأنه شأن الوثائق العالمية الأخرى التي تخضع الى الإنتقائية في التعامل والتباين في المواقف والتشابك مع المصالح ؟، وهذا لايعني أن هذا الإعلان لم يحقق نجاحات تحسب له في موقف هنا وموقف هناك ، بل هناك إيجابيات للإعلان أتاح من خلالها العمل للمنظمات والأفراد في مجال حقوق الإنسان ولو بشكل نسبي قد حققت نجاحات وسجّلَت حضورا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وإيصال صوت الفقراء والمعدمين الى أصحاب القرار ،ولكن هناك تفاوت  وتعامل مختلف مع هذا الإعلان من قبل الدول الموقعة عليه وكلٌّ حسب مصالحه إن كان نظامٌ دكتاتوري مستبد أودولة لها حساباتها ومصالحها التي تفرض عليها التعامل بمعايير مزدوجة حتى لو كانت على حساب حقوق الإنسان وكرامته ، وبما أن مولد الفكرة ومصدر نشأتها هي الدول الأوربية وأمريكا لذا كان هدفها العام الإنسان الذي يعيش على أراضيها  وبخصوصيةٍ أضيق الإنسان الأوربي والأمريكي الأبيض حيثما وُجد وجعلوه في مكانةٍ تتخطى إنسان الدول النامية والفقيرة ، لقد تعاملت هذه الدول ...دول مولد فكرة الإعلان مع حقوق الإنسان خارج أراضيها تعاملاً مشوّهاً حيث ألقت المواقف السياسية  والإقتصادية بظلالها عليه وتحكّمت فيه درجة التوافق بين الأنظمة الدولية حول مصالحها المشتركة ، فلا كرامة ولاحقوق لللإنسان إذا ما تعارض الأمر مع مصالحهم ، هذا هو النفاق العالميّ الذي لازم الإعلان العالمي ، والأمثال أكثر من أن تُعد وتُحصى  ، وخير مثال على نفاق هذا العالم مانعيشه اليوم حيث تقف كلُّ أنظمة الدول الموقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع منظماتها الحقوقية حزناً وأسفا على رحيل رجل السلام الأفريقي نيلسون مانديلا ! وأعتبروه خسارةً عالمية لاتعوّض ! وهو نفس العالم ونفس الأنظمة ونفس المنظمات التي صمتت بل شارك بعضها بتغييب هذا الرجل ثلاثة عقود من الزمن سجيناً  دون أن تُحرّك ساكناً ،!!! ينتفض الأتحاد الأوربي لحقوق الإنسان ويحتج بشدة على إعدام بضعة إرهابيين في العراق ! ولم يرفّ له جفنٌ على آلاف الضحايا الذين سقطوا بسبب هؤلاء الأرهابيين !ومشاهدٌ أخرى يندى لها جبين الإنسانية منتشرة في جميع أنحاء العالم ...ومِنَ الجديرذكره إضافة للإزدواجية التي تعاملت بها دول الغرب مع إنسان العالم الثالث في تطبيق بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، هناك خلل كبيرٌ وعيبٌ مهينٌ لهذا الإعلان وهو توقيع الأنظمة الفاسدة والمستبدة كالأنظمة الإسلامية والعربية منها تحديدا عليه ، لأن هذه الأنظمة ضالعة في إنتهاك حقوق الإنسان منذ أن خلقها الله ، كما إنها معروفة بخرقها للقوانين والدساتير والشرائع السماوية قبل الدولية ، فلقد كفروا بكتاب الله وخرقوا قوانين الإسلام وتمرّدوا على قيّم رسول الله (ص) التي هي أقدسُ وأشرفُ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان !!!ومن الوثائق المهمة التي رفعها الإمام علي (ع ) قبل 1400 عام (الإنسان أخو الإنسان) وأول من نقضها العرب والمسلمون...!!!  إنّ توقيع أنظمة فاشّية مثل نظام صدام المقبور والمملكة السعودية  وغيرها من الدول العربية العنصرية  الأخرى على هذه الوثيقة العالمية إنما هو تشويه الى هذه الوثيقة الإنسانية الجميلة وإستهانة بموادها ومضمونها ....لذا نتمنّى من الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد مرور 65 عاما على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن تراجع بنوده  وتعيد النظر في عضوية بعض الدول والأنظمة الموقعة عليه  التي أخلّت بألتزاماتها وهتكت حرمة الإنسان وإنتهكت القوانين ، لايمكن لدولة تنتج إرهابيين يأكلون قلوب البشر وتصدر الإرهاب للعالم أن تكون جزءا من وثيقة تهتم بحقوق الإنسانية !!!               


رابط الاعلان العالمي لحقوق الانسان
http://nshr.org.sa/wp-content/uploads/2013/08/aelan3.pdf

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40325
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29