• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أعدام القلم وكلمة الحق . .
                          • الكاتب : نبيل القصاب .

أعدام القلم وكلمة الحق .

 أن الأشد حرمة عند الله عزوجل هو قتل النفس ،وفي أخر خطبة الجمعة كنت مع المصلين في ضيافة السيد صفاء ، قال نصا ً ( أهدموا الكعبة ولاتقتلوا نفسا ً ) و قال تعالى: ((وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)) التكوير 8-9. نزلت هذه الأية في زمن الجاهلية في الجزيرة العربية عندما كان الأهالي يقتلون الناس حسب المزاج وعلى أبسط الأسباب ، هل تصدقون أن وأد الفتيات بعد ولادتها من أمها كانوا يدفنونها  تحت التراب وهَن أحياء ، عصر أليم وقتل عمياء .
أن نزول الأية من قبل الملائكة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم جاءت من أجل القضاء على الجاهلية ، وتوعية البشر على أخطاءهم ، فمن أين نحن نأتي بأية جديدة بعد نزول وختم القرأن لننشر الوعي بين شعبنا في العراق بشكل عام وكوردستان بشكل خاص على عدم الذبح والقتل للبشر؟
أن قتل النفس جريمة كبرى ، ونحر البشر كالخروف ، جريمة العصر ، والأسلام بريء من هذه الأفعال . قيمة البشرية معدومة في مجتمعنا ، والعدالة نسيناها ، والأمان رحلت عنا. والقوي مسلط على الضعيف ، والغني مسلط على الفقير .

هناك مثل يقول : لو دعتك قدرتك على ظلم الناس على تنسى قدرة الله عليك ،
في العراق ، فهناك من لدية المال والقوة والحشم من الحراس والحماية والأسلحة والبنادق وجالس على منصب فخم وسكرتارية ، لدية القوة والسلطة في القتل والذبح في أبسط الأمور وحسب المزاج ويتباهى في ذلك ، ويسرق في وضح النهار ، وهيهات من الآعلام والصحافة من الذكر والتطرق الى ذلك .
منذ حرب الخليج وأنقلب الموازين ودمرت العراق ومنطقة الشرق الاوسط تدميرا ونهب المال العام ، وقتل البشر بلا هوادة بكل الوسائل من خلال التفجيرات والخطف والذبح .
لاأريد التطرق الى مواضيع خارج النص ، أريد أن أركز على أقليم كوردستان وتكرار حوادث القتل العمد ، وقتل الأبرياء بلا هوادة ، وبالأخص الأعلاميين والصحفيين ، واخر الضحايا الزميل الشهيد كاوة طةرميانى ،  الذي أغتيل أمام داره وأمام مرأى عينيَ والدته ، أغتيل لآنه كتب مقالا ً ضد المسؤولين والأشخاص الذين يسرقون وينهبون المال العام ، ونسيَ الشهيد أن الديموقراطية معدومة ، نسي أن القلم مقابل السلاح لاشيء ، نسي أن قوة وجبروت القتلة معدومي الضمير ولايهابون أحدا ً .
اذا كان هؤلاء يسرقون وينهبون بالمليارات ، أذن بكل تأكيد أبسط شيء عندهم القتل ، وأذا كان الأمن والأمان بيدهم فأكيد القتل مسموح لهم . لآن كل من يحمل ويمتلك السلاح فأنه لديه سلطة أو مقرب من السلطة في ابسط الأحوال ، وإلا من يتجرأ على قتل الناس أمام بيوتهم ؟
نتمنى من سلطة الأقليم التحرك سريعا ً لكشف القاتلين والمتورطين وسوقهم للعدالة مهما كانت الجهة التي تقف وراء هذه الأفعال والأعمال الخسيسة في قتل الأبرياء على ابسط الأمور ، وقتل الناس عنوة بعد أداء واجبهم بأخلاص وتفاني . لآن قتل واعدام القلم ، يعني قتل واعدام كلمة الحق والديموقراطية . واذا استمر الحال فسوف نتحول نحن الاعلاميين الى بائعي الخضار والقسم الاخر الى حمالين وسواق تكسي ؟


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40352
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19