• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : متى يصحو الأعلام العربي من أزدواجيته؟ .
                          • الكاتب : جعفر المهاجر .

متى يصحو الأعلام العربي من أزدواجيته؟

 رزح العراق طيلة ثلاثة عقود تحت نير أعتى وأشرس طاغية عرفه العصر الحديث وشن ذلك الطاغوت من أول يوم قفز فيه ألى الهرم السلطوي بالغدر والوقيعة  حربا لاهوادة فيها على الشعب العراقي وابتدأ فترة حكمه البغيض الأسود بمجزرة قام بها بحق رفاقه القدامى في صيف عام 1979م حيث أعدم مجموعة من كبار المسؤولين في حزب البعث بلغ عددهم (56 ) شخصا من أبرزهم محمد محجوب وزير التربيه ومحمد عايش وزير العمل وغانم عبد الجليل عضو مايسمى بالقيادة القطرية وعدنان الحمداني وزير التخطيط ومحي الدين عبد الحسين وغيرهم. وبعد تلك المجزرة  شن حربا دموية رهيبة على الشعب العراقي وسحقت الطاحونة الصدامية الملايين من أبناء الشعب العراقي في عمليات القتل المنظمة في سجونه المظلمة وكانت جثث الشهداء الذين يتعرضون لتلك العمليات  البربرية   تذاب في أحواض التيزاب ولا تسلم ألى ذويها وكنت قد شهدت تلك الحملات الدموية حين كان يجلب الشباب في عمر الورود ألى ذلك السجن الذي كنت أحد نزلائه وكانت تهمتهم  الوحيدة أنهم   (تعرضوا لشخصية الرئيس ) حيث كانوا يساقون ألى ميادين الأعدام بعد أن يصل عددهم ألى خمسين شخصا. ويعرف العراقيون جيدا كيف سلط الطاغية المقبورالرعاع والهمج وذوي العاهات الأخلاقية من أوباش حزب البعث الصدامي على مقدرات الشعب العراقي وكانوا يحصون أنفاس الناس ويكتبون عنهم التقارير ليقدموهم ضحايا  في المجزرة الصدامية الرهيبة وأعدم أكبر مفكروفيلسوف أسلامي معاصر هو الشهيد محمد باقر الصدر  وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدىفي التاسع من نيسان عام 1979م وتشاء أرادة الله أن يكون سقوطه في نفس التأريخ من عام 2003م وكذلك السيد قاسم شبر الذي تجاوز عمره الثمانين عاما والشيخ عارف البصري والسيد محمد صادق الصدر وأبنيه  وغيرهم الكثير من العلماء الأعلام   الذين رفضوا الظلم ووقفوا في وجه الطاغية بكل عنفوانهم الأيماني وشموخهم الجهادي المشرف فكتبوا في عداد الشهداء الخالدين. ويعرف العراقيون كيف خضعت القوانين لمشيئة ذلك الحاكم المستبد   النزقة وأهوائه الفردية الطاغيةوكانت أعياد ميلاده تتحدى كل القيم الأخلاقية ولم يقم بها حتى  أباطرة الصين وقياصرة الروس وملوك العصور الوسطى  ياويل الذي لم يعلق صورة كبيرة ملونة للطاغية في صدر بيته وكيف انتشرت  جدارياته وتماثيله في كل المدن والقرى العراقية وكأن العراق دخل في عصر الجاهلية الأولى وكان  العراقيون يقولون (للحيطان آذان ) خوفا من بطش أعوان الطاغية  وجاءت حروبه العبثية المهلكة ضد الجارة المسلمة أيران وكانت تلك الحرب من أبشع الحروب الدموية الطويلة التي تركت في كل بيت عراقي مأتما وعويلا أستمرت لثمان سنوات وقد أعطى الطاغية المقبور صدام حسين بأن (قادسيته)  تلك هي من المعارك الفاصلة في التأريخ ضد  أعداء الأمة العربية التأريخيين الذين هم  (الفرس ) وأحرق فيها الفتيان والشباب والشيوخ واعتبرها معركة  الحق ضد الباطل وقد عبر عنها رأس بعثي عفلقي  (لقد برز الأيمان كله ألى الشرك كله !!! ) وصدقه    الكثيرون من ذوي النزعات الطائفية  والعنصرية المقيتة  من  النخب العربية  وفيما يسمى بالمؤتمر القومي العربي وغيره  ومن دهاقنة الأعلام العربي المضلل والمأزوم الذي كان يدغدغ خيالات العرب البسطاء الذين يبحثون عن فارس مزيف على طريقة (أبو زيد الهلالي ) لكي يهيموا  به حبا ويتفاخروا ويرقصوا على أنغام  بيت من أبيات عمرو بن كلثوم لكثرة الأحباطات  والأزمات والخيبات التي مرت بها نفسية هذا المواطن  العربي لمئات من السنين حيث قال :  
أذا بلغ الفطام لنا صبي 
تخر له الجبابر ساجدينا 
وكان  الأعلام العربي الكاذب والمضلل الذي قاد جماهير الأمة العربية من فشل ألى فشل ومن ضياع ألى  ضياع أمر وأقسى   خير من يقدم له ذلك البطل الأسطوري  المزيف الذي   أذا قال أرتعدت لقوله فرائص الأعداء وتخلصت الأمة بخطاباته الطنانة الرنانة من البلاء فوجد  في الصنم         المقبور صدام حسين ضالته   المنشودة وعرسه المزيف    وأمجاده  الخاوية  فلقبه ب (سيد النصر العربي ) و(بطل التحرير القومي ) و( حارس البوابة الشرقية للأمة العربية ) و(منصور بغداد ) و(عبد الله المؤمن )  وبطل القادسية وأم المعارك ) و(القائد الضرورة ) و(هبة السماء للأرض ) ووو  ألى آخره من الألقاب الهزيلة البائسة  التي  أرجعت الأمة العربية ألى الوراء لعشرات السنين . وكانت وفود الصحفيين تترى زرافات ووحدانا من كل حدب وصوب من هذه الأمة العربية المنكوبة بطغاتها وجبابرتها ومداحيهم على ذلك الطاغية لتغرقه بالمدائح الخيالية التي ماأنزل الله بها من سلطان وكان مهرجان المربد وبابل ومناسبات أعياد ميلاد (القائد المنصور بالله ) هي المناسبات التي يتبارى فيها المداحون ليغرفهم الدكتاتور وجلاوزته بالهدايا والعطايا    والهبات من مال العراق المباح لكل  من هب ودب من المداحين المبتذلين التافهين. ودماء الفقراء تسفك على ثرى العراق الجريح بواسطة أعوان النظام ومخابراته وأمنه وكرامة الأنسان العراقي تنتهك وتداس بكل قسوة وجبروت وأجرام ويأكل  أبناء العراق التراب مع الحصة التموينية التي كان يتصدق بها عليهم ليبقوا على قيد الحياة ضعفاء جائعين مرضى  مهانين في وطنهم العريق والغني الذي تحسده شعوب الأرض  حتى أن وزير  تجارة الطاغية (مهدي محمد صالح ) قد حرم الأيتام الذي أعدم النظام آباءهم من حصتهم التموينية البائسة لعدم ولائهم  للقائد ولحزب القائد ولا أحد           من  فرسان هذا الأعلام المضلل كان يريد أن يسمع أويرى مايعانيه الشعب العراقي المنكوب من ويلات ومصائب ومحن وكأنهم أصبحوا لايرون شيئا غير تحقيق مكاسبهم المادية الوضيعة على حساب مأساة شعب  حاول  الحاكم المستبد الظالم أن يحوله بكل  مافي روحه ودواخله من نزعة للبطش والفتك والعقد المركبة المتراكمة في  نفسه ألى عبيد يقولون له لبيك لبيك نحن عبيدك بين يديك فافعل بنا ماتشاء ياعظيم الأمة وربان السفينة الأمهر. فحق على فرسان هذا الأعلام المتهافت والمتهرئ والمعادي لرغبة الشعب العراقي في التخلص من ذلك الكابوس الذي جثم على صدره  قول الله العلي القديربسم الله الرحمن الرحيم : (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فأنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . )-46-الحج . وحين أقدم على مغامرته الطائشة والمهلكة في أحتلاله للكويت في تلك المغامرة والمقامرة المدمرةالتي سماها (أم المعارك) وكانت أم المهالك صدقا وحقا            التي قضت على خيرة الشباب العراقي ودمرت البنية التحتية للعراق والمقدرات   الاقتصادية   لهذا البلد الغني تدميرا تاما.  ظل ذلك الطاغوت بعدها ينعب كالغراب على أطلال العراق ولم يسلم بيت عراقي من شروره وبطشه وجرائمه وحين ضاق الشعب العراقي ذرعا بجرائمه المنكرة الرهيبة  وبلغت القلوب الحناجر هب عن بكرة أبيه في ثورة شعبية عارمة كادت تقضي على الطاغية وأعوانه وتجعلهم هباء منثورا    لولا وقوف القوات الأمريكية  بالضد من تلك الملحمة الشعبية  التي هبت كالزلزال بوجه  الفلول الصدامية  المهزومة الهاربة من معركة الكويت  مما تسمى بقوات الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص حيث وجهت تلك العصابات الصدامية المهزومةمن المعركة  رصاص دباباتها ورواجم صواريخها ومدفعيتها الثقيلة الحي ألى صدور أبناء الشعب الثائرين أمام مرأى ومسمع القوات الأمريكية التي سمحت لدبابات الحرس الجمهوري بالأنسحاب ألى عمق التراب العراقيلكي تحارب الشعب الذي حثه بوش الأب بالثورة على الطاغية المقبورثم غير موقفه  ووقفت القوات الأمريكية    ضد تلك الثورة   التي اندلعت في أربعة عشر محافظة وذلك  بنصيحة قبلها بوش الأب من حكام نجد والحجاز الذين رأوا في بقاء صدام  ضعيفا لايهدد جيرانه يصب في صالح المنطقة رغم كل  مأأحدثه  من شروخ في جسد الأمة العربية .وذلك  لأسباب طائفية مقيتة مكشوفه يعرفها القاصي والداني وعبروا عنه ب ( خطرالمد الشيعي ). فاستشهد في تلك الثورة الشعبية حوالي  (200) ألف أنسان عراقي ودمرت العتبات المقدسة في النجف وكربلاء          وسادت فترة مظلمة أخرى رهيبة أشد قسوة وظلما وفتكا من سابقاتها وغيبت مئات العوائل بجميع أفرادها لأن أحد أبنائها كان مشتركا في الأنتفاضه وظل  فرسان المديح والغنائم على ديدنهم ونهجهم السابق ولم  تصحو ضمائرهم  بعد أن ماتت تماما في موائد السلطان المحرمة.   وأذا حاولت أن أسهب في تلك الجرائم البشعة التي قام بها  الطاغية السفاح صدام حسين لاحتجت ألى مجلد ضخم وقد عبرت عن بعضها في روايتي التسجيلية (حرب وسجن ورحيل ) والتي أنشر حلقاتها تباعا في بعض المواقع الألكترونية وقد عبرت عن تلك العقود الثلاثة المظلمة السوداء في قصيدة طويلة ردا على الشاعر الصدامي عبد الرزاق عبد الواحد الذي مازال يحن ألى عطايا وهبات سيده المقبور قلت في بعض أبياتها:
خسئتم طبول الشر والشر أعور
ومهما تمادى الزيف لابد يظهر
جفاء كقبض الريح مكذوب قولكم
وليس من الكذاب أوهى وأصغر
أذا ماعوى ذئب وأظهر نابه
فهذا عراق الحق أنقى وأطهر
ثلاثون دهرا والعراق مجرح
وفيه ضباع البعث تعدو وتجأر
ثلاثون دهرا والدماء غزيرة
فكم سفكوا منها ..أباحوا وأهدروا
ثلاثون والأزهار جف رحيقها
وراح نعيب البوم في الأفق ينذر
ثلاثون والساعات ثكلى أسيرة
وطوفان رجس في العراق يزمجر
ثلاثون والأحياء يجتاحها الردى
وفجر العراقيين غول وخنجر
وبغداد  غاصت في أساها كأنها
عروس عليها حليها يتكسر.
هكذا كان حال العراق والعراقيين وكان الأعلام العربي ووعاظ السلاطين في  مساجدهم في واد آخر  يتجاهلون كل  تلك المصائب والأهوال التي مرت على الشعب العراقي وظلوا  ويدبجون المقالات والقصائد ل(بطلهم   الصامد المنتصر.) وبعد حصار ظالم ومدمر دام لأكثر من عشر سنوات شاركت فيه الأنظمة العربية قتل فيه الطغاة الكبار فيما يسمى ب ( قرارات  مجلس الأمن ) مليون أنسان عراقي معدم ونصف مليون طفل آخر في ذلك الحصارالظالم وحين سألت العجوز الشمطاء (مادلين أولبرايت ) وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية من قبل أحد الصحفيين بأن (نصف مليون طفل ) ماتوا جراء الحصار أجابت بكل برود  (أن هذا الأمر لايهمنا !!!) وقد جسدت  تلك العجوز اللئيمة السادية بذلك الجواب الحقد الأمريكي الدفين على الشعب العراقي. وقيض الله للطاغية طاغية أقوى منه لكي يسقطه وهو بوش الأبن الذي رأى في ذلك  الأبن الضال الذي رعته أمريكا وتمرد عليها فيما بعد  خطرا يهدد مصالحها في المنطقه والله يقول في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم :  (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون .)-229-الأنعام وكما قال الشاعر:
وما من يد ألا يد الله فوقها 
وما ظالم ألا سيبلى بأظلم
و بعد سقوط الصنم اشتدت حملة الأعلام العربي على الشعب العراقي ولا أقول على الحكومة العراقية لأنني لست بصدد الدفاع عن حكومة ينخر في جسدها الفساد وتتصارع فيها الأرادات على المغانم والمناصب ولم تقدم لشعبها ألا الوعود الفارغة . وأخذ فرسان  هذا الأعلام المضلل والكاذب يروج أكاذيبه السمجة التي انطلت على الكثيرين في الوطن العربي كما في كل  كذبة تعودوا على أطلاقها بعد أن هرب بطلهم القومي ألى جحره المظلم ليقبع فيه وترك جيوشه التي صرف عليها المليارات من دم الشعب العراقي تتلاشى وتهرب من المعركة كما يتلاشى الدخان فروجوا لتلك الكذبة ليخدعوا بها أنفسهم ومن يصدقهم (بأن الشيعة وعلمائهم هم السبب الرئيسي في سقوط بغداد.!!!)   وهي كذبة أخرى  من أكاذيبهم الكثيرة التي روجوها ضد الشعب العراقي الذي لم تغمض أعينه يوما على ضيم وظللم ذلك السيل من الأكاذيب التي ليس لها أي أساس من  الصحة. ومن  المصائب الكبرى أن الجهات الرسمية التي تقف خلف هذا الأعلام المضلل وتحرضه  على أكاذيبه هي التي فتحت  الجو والبر والبحر لضرب العراق . وبدأت الأكاذيب تترى وتترى عن (الهلال الشيعي الموهوم ) و(ضعف ولاء الشيعة لأوطانهم )و (أن العراق  تحول ألى ضيعة لأيران ) وغيرها من الأكاذيب ولم يقصر  وعاظ السلاطين  في أصدار فتاوى التكفير لكي  يرسلوا المزيد من أوباشهم وقطعانهم ألى أرض العراق ليقتلوا العراقيين الأبرياء بمفخخاتهم وأحزمتهم الناسفة التي تحملها أجسادهم النتنة  بحجة (جلبهم للأحتلال ) وهم لفم يصلوا يوما ألى وطنية العراقيين وتوقهم ألى الحرية ورفضهم لأي محتل على مر التأريخ.  ووقع ظلم آخر كبير على الشعب العراقي بقتل مئات الآلاف منهم ظلما وغدرا   دون أن يكون لهم دخل في وقوع الأحتلال الذي كان سببه الأول والأخير ذلك الحاكم المتهور والمستبد الذي كان يتباهى ويعرض عضلاته ويتبجح ببطولاته وعنترياته ك (سوبر مان) العصر الحديث وحين حشد الأمريكان قواتهم وطائراتهم وسفنهم   لضرب العراق قال الطاغية بعظمة لسانه (سنجعلهم ينتحرون على بوابات بغداد ) ورقص معه   دهاقنة وفرسان الأعلام العربي من جديد وملأوا الدنيا ضجيجا وزعيقا بأن محبوبهم صدام هو (عدو الأمبريالية الأول ) في العالم  وأن أنتصاره الجديد سيكون أحلى انتصار للأمة العربية في العصر الحديث ولكن (القائد المنتصر )كان يبحث عن حفرة صغيرة يقبع فيها وحين  أخرج  في حفرته وقدم ألى محكمة عراقية لتحاكمه على ماجنت يداه من جرائم بحق الشعب العراقي أستغل الأعلام العربي تلك المحاكمة  العلنية والعادلة ليتمادى أكثر فأكثر في أضاليله وأكاذيبه وهرطقاته مستغلا تلك الخطابات الصدامية الطنانة الفارغة من داخل قفص العدالة ليكون (محاربا عنيدا للأمبرليالية الأمريكية  لايشق له غبار. )وهب المحامون المصريون والقطريون والكلويون واللبنانيون للدفاع عن محبوبهم المفدى (ضمير الأمة العربية وفارسها الأوحد ) وحين جاء يوم الحساب وأنزل فيه  حكم الله  العادل الذي أنزله في كتابه الكريم  بسم الله الرحمن الرحيم   (ولكم في  القصاص حياة ياأولي الألباب )-179-البقره أقام الأعلام العربي المآتم تلو المآتم  وارتدت المذيعات  في الفضائيات العربية المنافقة السواد وأقيمت المآتم في ربوع الأمة العربية وبكى أبناء فلسطين على  سيدهم (المنصور)  وذرفت الدموع ودبجت المقالات والقصائد في رثاء طاغية ظالم سفاح أهلك الحرث والنسل وملأ تراب العراق بالمقابر الجماعية والمآتم والأحزان ولم يقدم ألا المزيد من الهزائم لأمته العربية  وخالف   كل الشرائع السماوية والقوانين الأنسانية التي  تطالب بالأقتصاص من الظلمة والطغاة والمستبدين  حتى أن شيخا كفضيلة الشيخ  يوسف القرضاوي كاد يغمى عليه من شدة أنفعاله وحزنه ودفاعه عن ذلك الطاغوت في خطبة الجمعة التي تلت أعدامه ووصفه بأوصاف بطولية ليست فيه وتبتعد عنه بعد السماء عن الأرض. والله عجيب أمور غريب قضيه  ولا أدري ماالفرق بين السفاح   المقبورصدام حسين  والسفاح الحالي  معمر القذافي  وكلاهما أبنين لمدرسة أجرامية دموية واحدة وكل منهما نافس الآخر في جرائمه المنكرة التي يعرفها العالم . أنها والله أزدواجية لايتحملها العقل البشري  وأوجه سؤالي لهذا الأعلام الذي يدافع اليوم عن حقوق الشعوب ضد الطغاة هل يختلف طاغية عن طاغية آخر في جرائمه ضد شعبه ؟  وهل الظلم لشعب معين يختلف عن الظلم لشعب آخر ؟ ولماذا تجاهلتم يادهاقنة الأعلام العربي جرائم ذلك الطاغية المقبور صدام الوحشية  وعهر ولديه وانحرافهما وسقوطهما في مستنقعات الرذيلة والظلم والفساد وجعلتم منهم (شهداء وقديسين )؟؟؟؟ ولماذا هذه الأزدواجية في التعامل مع الطغاة  الذين سفكوا دماء شعوبهم ؟ ولماذا تتمنون وتطالبون أمريكا بفرض الحظر على الأجواء الليبية واعتبرتم الحظر على الأجواء العراقية لحماية الشعب العراقي من فتك الطاغية بأنه عدوان أمريكي على العراق ؟؟؟ وهل قدمتم  لمن طاردهم الأجرام الصدامي غطاء وملجا حين كان يبطش ويقتل ويدفن الأطفال الأحياء في المقابر الجماعية ويقتلهم بالغازات السامة؟؟؟ ولمصلحة من أنكرتم كل  تلك الجرائم؟؟؟ ولماذا  يخاطب اليوم فضيلة الشيخ القرضاوي الشعب الليبي ويقول له: (ياأيها الذين آمنوا أصبروا وصابروا ورابطوا . ) فأن النصر قريب ونحن معه في هذا قلبا وقالبا ونتمنى للشعب الليبي البطل الأنتصار على طاغيته وسفاحه معمر القذافي وأولاده المجرمين ولك من حقنا أن نتساءل كمسلمين لماذا لم ينبس من يسمي نفسه  (رئيس الأتحاد العالمي للمسلمين) بكلمة واحدة عما تعرض له الشعب العراقي من ظلم فادح على أيدي الجزار الطاغية صدام حسين وولديه قصي وعدي؟ هل الظلم يختلف من مكان لآخر يافضيلة الشيخ القرضاوي ويامحطة الجزيرة وأخواتها؟؟؟ وقد قلت يافضيلة الشيخ في خطبتك الأخيرة يوم الجمعة المصادف 11/3/2011قال رسول الله ص (دخلت امراة النارفي هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض . ) فكيف بحاكم ظالم مستبد قتل العلماء وشن الحروب وملأ ثرى العراق بالمقابر الجماعية أن يكون شهيدا في عرفكم الأسلامي؟؟؟ وأنت القائل يا فضيلة الشيخ:
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها
فكيف أذا كان الرعاة هم الذئاب؟
ألم يكن صدام المقبور ذئبا دمويا كاسرا أهلك الحرث والنسل؟؟؟
أنت اليوم يافضيلة الشيخ القرضاوي تطالب بألغاء (جهاز أمن الدولة في مصر ) ونحن معك وقد كان صدام يملك (أثنا عشر) جهازا أمنيا ياسيدي ولكنك اعتبرته من (الشهداء )  فياللعجب!!! ولا أدري ماذا أقول يافضيلة العلامة القرضاوي؟   وهل الشهيد  يقتل صاحب أعظم موسوعة أسلامية في العصر الحديث وهما كتابان قل نظيرهما في مادتهما (أقتصادنا وفلسفتنا ) فياللعجب مرة أخرى ياسيدي يوسف القرضاوي أنا مواطن مسلم بسيط أتمنى أن أجد مبررا لتناقضاتك وازدواجيتك في فهم الظلم والظالمين.
الظلم واحد  يافضيلة الشيخ أينما حل ووجد وقد حذر منه القرآن الكريم مرات ومرات وقال في أحدى آياته البينات بسم الله الرحمن الرحيم : (يوم لاينفع الظالمين  معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. )52-غافر.
لقد قرأت لك كتابا ياسيدي القرضاوي عنوانه (الأيمان والحياة )تقول في 238 منه : (أني مسلم ، ولأني مسلم علي أن أندد بالاستبداد وأقبّحهُ وأشهر مساوئهُ ) وتقول في الصفحة التي تليها : (لقد ابيضت عين الدهر ، ولم تر مثل هذه الضحايا الكثيرة العظيمة في أعلاء كلمة الحق ، التي تحد منها الأمة الإسلامية في كل دور من حياتها ، فتراجم علمائها ومشايخها وسادتها عبارة عن هذه الضحايا . ) وقد صدقت في هذا فعلماء الأمة الحقيقيين  هم المسؤولون مسؤولية مباشرة عما يحدث في أوطانهم الأسلامية لأنهم  يمثلون نبض الأمة ولسان حالها والمتحسسون  لآلامها وآمالها أما  أذا تحولوا ألى أبواق طائفية صدئة ووعاظ لسلاطينهم الذين يشترون ضمائرهم بالمال فتلك هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى يافضيلة الشيخ. وهاأنت تقول في صفحة أخرى من كتابك : (الأسلام من أوله ألى آخره دعوة عامة ألى البسالة والجرأة والتضحية والاستهانة بالموت في سبيل الحق . )قما  أجمله من كلام يطفئ عطش النفوس الظمأى التي اكتوت بظلم    الظالمين ولكن يؤلمني ويؤسفني أن أقول ياسيدي وأنا مسلم في أمة المليار ونصف مليار مسلم  وقلبي ينزف دما: (ماأكثر الضجيج وأقل الحجيج ياسيدي القرضاوي.)
وأخيرا أخاطب هذا الأعلام العربي وفرسانه المزيفين متى ستصحون من ازدواجيتكم وتنصفوا الشعب العراقي وما لاقاه من محن ومصائب وويلات بعيدا عن روح الطائفية الكريهة والمرفوضة في عصر الشعوب .؟؟؟ 
وحين تنصفون اليوم شعوب ليبيا ومصر      وتونس واليمن والشيئ الذي لايكاد يذكر عن شعب البحرين الصامد المجاهدوالمضطهدون والمسلوبة حقوقهم الإنسانية في المنطقة الشرقية من بلاد نجد والحجاز   فنحن معكم لأننا نتمنى أن تنتصر الشعوب  المضطهدة على طغاتها  بعيدا عن كل روح طائفية وعنصرية مقيتة  تعودتم عليها أنتم في أعلامكم  في التمييز بين حقوق الشعوب على أساس طائفي مقيت  فهل باستطاعتكم أن تجيبونا عن سؤالنا الكبيرمتى     تتخلصون من أزدواجيتكم في التعامل مع قضايا وحقوق الشعوب المقدسة  ؟؟؟ 
جعفر المهاجر/السويد
 13/3/2011م 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4048
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29