• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجنيفان في جنيف 2 الاصل والصورة .
                          • الكاتب : ريمون معجون .

الجنيفان في جنيف 2 الاصل والصورة

 اولا : ( الخلفية والمشهد )
ان الازمة السورية ( الثورة السورية -النظام السوري ) لا تمثل - حتى الان - بالنسبة للاطراف الدولية المؤثرة والاقليمية الفاعلة مصدرازعاج قد تدفعهم لفعل ملموس .. وجنيف 2 جاء تعبيرا عن قلق هؤلاء وليس عن ازعاجهم .
ثانيا : (فينومولوجيا جنيف , شيء من التوصيف والتحليل )
عندما صيغ جنيف 1 ذي الثماني نقاط متضمنا مستويين هما : التدابير الاجرائية (وقف العنف ... الخ ) وتدابير المرحلة الانتقالية المؤسسية ( حكومة كاملة الصلاحية ) , كانت الظروف الحاملة له تجمع - الى حد كبير - على ادانة سلوكيات النظام السوري جراء تبنيه نمطا احاديا في حل الصراع ( الخيار الامني العسكري ) مقابل اعتماد الثورة على التظاهر السلمي - بلغت حينئذ مئات النقاط على طول الارض السورية وعرضها - وكان الراعي المبادر لجنيف واحد هو الروس وتم قبوله من قبل الامريكيين على مضض وهدف الروس وقتئذ انقاذ نظام الاسد من السقوط .اما في جنيف 2 المرتقب فان الظروف لم تعد كما كانت في السابق ولم يعد الامريكيون يحملون ذات الحماس وثمة ظهور اكيد لتوافق امريكي \\ روسي لادارة الملف السوري على قاعدة وحدة الارادتين ولم تعد اوروبا بذاك الزخم من الجدية في الادانة للنظام وباتت ارادة المجتمع الدولي لاتريد ان تفعل شيئا سوى العمل الانتهازي وبالتالي لست اتوقع ان يكون الحل او النتائج المرتقبة من هكذا مؤتمر لصالح الثورة السورية بقدر ميلانها لجانب النظام وستكون على الغالب تسوية قائمة على انصاف الحلول وستتضمن - باعتقادي - ثلاث نقاط 1- مسألة (الارهاب ) . 2- الهدنة والتمركز في المكان . 3- الدخول في مزاد السياسة الحكومية من حيث المحاصصات والصلاحيات ..
وينبغي التنويه ان الروس حريصون جدا على بقاء النظام ومن هنا فان ما ذهب اليه الائتلاف من ان جنيف 2 سيكون جوابا لجنيف واحد ليس في مكانه الصحيح ولا نعرف على ماذا ارتكز الائتلاف خصوصا وقد قلنا ما قلناه في سبب اعتبارات عدم الملاءمة بين جنيف 1 وجنيف 2 وهكذا فان واقع الحال لن يلبي تطلبات قيادة الائتلاف الا في جزئيات سنأتي على ذكرها .
ان اشد المتفائلين لجنيف 2 هم غير متفائلين - وهم قوى عريضة في المجتمع السوري وفي الثورة السورية - بسبب الحذف والاختزال حين تحذف منه في النهاية المسائل الكبرى بوصفها عمل اجرائي لتصبح مجموعة افكار او اهداف المرحلة النهائية ويختزل المؤتمر ليعمل على خط المسائل المطلبية التي تستبعد التجاذب بين الدوليتين الراعيتين وهي لا تتطلب الا القليل من الجهد واعني (الاغاثة وعودة اللاجئين والوقف المتدرج للعنف .. ) وهي مسائل جاءت نتيجة عقابية من جانب النظام ضد الشعب السوري الذي رفع شعار ازالة الاستبداد الى الابد .. وهكذا فالاغاثة والعودة ستربطان بالدول المانحة ووقف العنف سيربط بضغوط الدولتين على اصدقائهم من الطرفين ( النظام والائتلاف ) , وترحل المسائل الكبرى لتضيع بين فقرات توفيقية وتلفيقية لازمنة تستطيل ويستطيل معها النظام وتنشأ معامل لتصنيع قوى توائم الوضع المستجد وتتفاعل معه وكل ذلك يهدف الى شيء واحد وهو اضاعة حقوق الشعب السوري بضياع ثورته وتحويل الشهداء الى رماد بلا ذكرى . .
وبالعودة الى جمجمة الائتلاف ( او القوى الديمقراطية والانتهازية فيه ) نلحظ ان صورة جنيف 1 لاتغيب عن ذهنه لاعتقاده بأنها الاصل , فهو متفائل في تسجيل حضوره على قاعدة ان جنيف 2 ما هو الا عين وذات جنيف 1 .. وبالطبع ستضيع هذه الرؤية تماما يوم 22 كانون الثاني القادم حيث يكون جدول عمل المؤتمر مكثفا ولن يستدعي للتنفيذ سوى فقرة او قفرتين وتنتهي حكاية الاربع والعشرين ساعة لتبدأ رحلة الخمس والعشرين ساعة حين يتوقف الزمن وتبدأ المماطلات لسنوات جحاف .
انما الواقع لا يعيد نفسه مرتين وجوهر جنيف 1 وجنيف 2 لن يكونا واحدا لان الواقع قد تحول واللاعبون الحقيقيون من الائتلاف سيتحولون الى مراقبين حتى وان جلسوا في الصفوف الاولى .. نعم الواقع بين جنيفين قد تحول الى واقعين : واقع مضى وواقع سيأتي وما بينهما ليس سوى وهم يعطى للثوار فيما الظواهر لا تبدو في المخيلة الا بغير جوهر , وبلا قاع . انها رؤية وتصور حتى ولو يضعها باشلار ( الاب الروحي لنظرية المعرفة في العصر الحديث ) خارج حقل المعرفة العلمية .
وعلى هذا فانني اضع بين يدي الائتلاف المفاوض السؤال التالي : ما حكاية ( حكومة ذات صلاحيات كاملة ) وما الفرق بينها وبين ( حكومة ذات صلاحيات واسعة ) فانتم تبنيتم ( الصلاحيات الكاملة ) ولم تتنبهوا بعد لـ( الصلاحيات الواسعة ) اعتقادا منكم انها ستسلب بشار الاسد صلاحياته بوصفه على رأس الجمهورية وترميها على وجوهكم .. من قال لكم ان الامور ستمشي بهذه البساطة .. اذن ترومون من جنيف 2 نقل السلطات من والى .. وتنسون انكم اصبحتم طرفا فيما النظام طرفا آخر. وهنا لا يهم اي تعبير آخر سواء انكم تتحاورون ام تتفاوضون ام تتجالسون ام تتنادمون , المهم ان لديكم في كفكم ( الثورة السورية ) وفي كف النظام ( الدولة السورية ) والنظام قالها بالصوت المليان ( لن نذهب لجنيف لتسليم مفاتيح دمشق ) واما انتم فلم نسمعكم تقولون ( لن نذهب من اجل استسلام الثورة ) بل وعدتم بعشيقة تدعى ( حكومة ) واليوم نسمع من بين ظهرانيكم من يقول : حكومة بنت وليد المعلم بصلاحيات كاملة .. وبالطبع تأخذ الثقة من بشار الاسد بصلاحيات واسعة .. كل ذلك ولا زلتم تتحدثون سياسة .
ان البحث فيما يسمى بـ ( حكومة ذات صلاحيات كاملة ) سيعني المزيد من الخلافات بين الروس مع غيرهم فلا لزوم لها الافي الخطابة الانشائية .. ولان جنيف 2 سيكون سهلا جدا فالمتوقع من سلوكيات اطرافه كافة – ما عدا جماعتنا اقولها بخجل – ان تحل محلها (حكومة ذات صلاحيات واسعة ) والتوقع ان ترحل المسألة التي اباحها جنيف 1مع الموجة الطويلة .. وفي هذه الحالة فان المساجلة ستقوم على تغيير في سياسات حكومة النظام وليس على تغيير سياسة النظام وهذا يعني بقاء النظام بأركانه ومؤسساته وبالكثير من رموزه ودستوره ولن تدخل حتى هذه في سلم الاولويات حيث سيكون الاقلاع عبر مكافحة الارهاب اولا مع انشاء حكومة محاصصة بصلاحيات ادارية ومطلبية .
وعموما لا اعتقد ان جنيف 2 سيكون مفيدا للشعب السوري والايجابي فيه سيكون 1- وقف العنف بالهدنة . 2- رجوع اللاجئين الى ديارهم .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40540
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2