ينبغي أن نفهم أنّ استمرار حالة الإستغراق بالتّشكّي والتّذمّر من كلّ شيء ، والاكتفاء بذلك بدل العمل الجاد والسعي الحقيقي للإصلاح والتغيير .. إنما يمثّل رضوخنا ـ اعترفنا بذلك أم أنكرناه ـ لسرقة فرصتنا المستحقّة في حياة حرّة كريمة .. وحينها لا يصحّ إلقاء اللّوم على عدوّ إرهابي ، أو سياسي إنتهازي ، أو مسؤول فاسد .. بل اللّوم سيقع علينا نحن بالدرجة الأساس :

(إذا أنت لم تدفعْ يدَ الظّلم إنْ طغتْ    ///   عليكَ فلا تأسف إذا ضاع مجدكَ !!)

يجب علينا التفكير بعمل ما يمكن لإصلاح الفاسد وتغيير سوء حالنا لأحسن ما يتاح ..

وفي تصوري أن من أولى الأمور الواجب التفكير بها هي :

(1)    تحديد الأولويات .
(2)    تحديد المطالب .
(3)    الصبر الواعي الفطن ..
××××××××××
(2) تحديد المطالب

تأسيساً على ما تقدم في المقالين السابقين :
(http://www.kitabat.info/subject.php?id=40518) ،
و (http://www.kitabat.info/subject.php?id=40639) ..
فإن من الضروري أن يتم تحديد المطالب الملحّة والمهمّة والمناسبة لكل مقطع من مقاطع الخطة الموضوعة والمحددة بالأولويات .. فإنّ مطالب السَّنة تختلف عن مطالب الدورة (الأربع سنوات) كمّاً ونوعاً بلا شك ، كما تختلف هاتان عن مطالب التأسيس للدورة / الدورات القادمة ..

وربما لا نحتاج لمزيد بيان في أن المطالب ينبغي أن تكون : صادقة ، ومحسوبة ، ومحددة ، وحاسمة .. تناغم واقع الشارع ، وتتحسس معاناة أكبر عدد ممكن من الناس ، وتهدف لتحسين الأوضاع المعاشيّة والأمنيّة والسياسية العامة ..

فلو أخذنا قطّاع (التربية والتعليم) كأنموذج أولي لمقطع السّنة في الخطة العامة ، فلعلّ مما ينبغي المطالبة به :

(1)     حل مشكلة عدم ملائمة المناهج الدراسية لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي ، وعدم اتّساقها مع المعطيات التأريخيّة والأدبيّة المستحصلة من خلال تطبيق مناهج البحث والنقد الحديثة .
(2)     حل مشكلة عدم ملائمة وكفاية المدارس ، وما هي الخطة المتعهّد بها لإنهاء ظاهرة مدارس الطين والقصب والمدارس الآيلة للسقوط ؟
(3)     وضع وشرح خطّة تأهيل الكوادر التعليمية ..

فهذه المطالب : (1) محددة ومحدودة ، (2) مهمة وجوهريّة ، (3) تمثّل مشكلات موجودة فعلاً وبمستوى الظاهرة ، (4) تأثيرها مباشر في مستقبل الأجيال وحياة الناس ..

وهكذا ينبغي أن توضع وتحدد المطالب ، ويفرض على المرشحين (أفراداً وجهاتٍ وكتلاً) أن توضّح مشاريعهم تجاهها ، وكيف يتم التثبّت من صدق تلكم المشاريع وجدّيتها ..

وللحديث تتمة ...