*القصيدة مستوحاة من لوحة \"هاجر وإسماعيل في الصحراء\" للفنان فرانسوا جوزيف نافيز 

 

مهبُ الريح يقرع صاخباً سمعي

مهب الريح يا أمي

يفصل ثوب أوجاعي

بخيط الليل يغرز إبرة الوجعِ

وصوت الماء

كم حاولت أن أحيي صداه بنبض ذاكرتي

ولكن الأوام يشل أطراف الخيال 

يميت بي حتى اخضرار الروح والدمعِ

سلي الله الذي ألقى بنا في هوة الجزعِ

\"تبارك يا إله الخلق اسمك

رد لي ما قد تساقط من ملامح وجهي الملقى وجه المفازة يفترسْه الجوع والظمأ اللئيم..

تساقطت قطعي\"

أنا ناجيت يا ربي

أنا نا ديت يا أمي

وما بين الندائين احتضارٌ شاخ في عيني عويلٌ ذاب في سمعي

ألم يعلم أبونا حين مد جذوره في عمق هذي الأرض..

حين أمدنا في حضن هذي الأرض

أن الرمل حارسنا تخلى عن حراسته

فلا عصفور مر بنا

ولا ذئبٌ يهددنا

ولا قمرٌ يسامرنا

ولا شجرٌ

ولا نهرٌ

ولاغيمٌ يتيه فيرتمي مطراً حزيناً عند رؤيتنا

عسى تخضرُّ منه مشاعرُ الربْعِ؟!

 

***

بنيَ أبوك غادرنا وأودعنا ببكة رحمةً ومنى

أبوك أراد ذات نبوءةٍ بالأرض يزرعنا

فنسقي بالحياة الأرض نملؤها بهاءً ناضراً وسنا

لأن الماء نحنُ 

أراد أن يخضرَّ من عينيك وادٍ غير ذي زرعِ

فصب دموعك الملأى بأدعية السماء فهذه الصحراء عطشى للدعاء وللمطرْ

واغسل تراب الكره من أرواح من يأتون يوماً هاهنا..

اكسر قتاد الكره في حسك البشرْ

كن أنت في صحراء هذا الكون سر طهارة النبعِ

***

2013/12/16م