• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حرب داعش والخضراء .
                          • الكاتب : باقر العراقي .

حرب داعش والخضراء

يبدو ان الحرب ستطول كأيام الجاهلية، فبعد أن أصبح القتل اليومي عاديا جدا بالنسبة للعراقيين، وما عليهم الا أن يعدوا  ضحاياهم ويقسمونهم بين المفخخات والناسفات والكواتم وغيرها من آلات القتل الممنهج، ثم يحتسبونهم عند رب كريم، لا ينسى بعدله من كان سببا في ظلم خلقة،سواءاً كان ذلك جانيا أو حاميا متخاذلا، فقد استقبلنا هذه الأيام أنباء نشوء دولة العراق الإسلامية في غرب الموصل والأنبار، تقودها بقايا القاعدة في العراق أو ما تسمى بـ (داعش).
وكعادة حكومتنا المعتقة، استجابت لفعل الإرهاب وقامت برد فعل جديد، و(بصولة جديدة)، وكأنها لا تعلم أن الإرهاب عشعش ومنذ سنوات في المناطق الغربية، وأخذ يصول ويجول فيها، وعلى أثر ذلك استشهد قائد الفرقة السابعة وآمر أحد أفواجها وقائد شرطة الشرقاط، ومحاولة اغتيال لوزير الدفاع المعين بالوكالة، في سابقة خطيرة تنذر بوضع امني أسوء، وكل ذلك حصل خلال أسبوع واحد فقط .
وعندما تسأل هل هناك خطة إستراتيجية لمكافحة الإرهاب يأتيك الجواب من المنطقة الخضراء، بوجودها ولمدة خمس سنوات، ولكن على أرض الواقع لم نجد ما يدل على أن هناك تخطيطا حقيقيا، لأن (داعش) هي من تخطط وتغتال وتقتل و(الخضراء) تستجيب كردة فعل ومتأخرة دائما، والدلائل تشير إلى أن الصولة الجديدة ستنتهي ببرود كسابقتها "ثأر الشهداء"   باعتقال عدة إرهابيين " سيطلق سراحهم فيما بعد، من قبل الداخلية أو الدفاع أو العدل هروبا أو تهريبا .
الإرهاب في بلدنا كارثة وطنية، ففي عام 2013 قتل أكثر من 45 ألف مواطن، أكثر من 90% منهم من طائفة ساكني المنطقة الخضراء ومن بيدهم الحل والعقد، والأدهى من ذلك أن الفساد مستمر والإرهاب مستمر ولو أبقت الانتخابات القادمة  نفس هذه الوجوه، لزاد الوضع سوءا،وأصبحنا نعد الكوارث الواحدة تلو الأخرى، بدل من عد الأزمات حاليا   وما خاسر إلا الموطن البسيط ولا غير.  
وبالتأكيد فإن ما يحصل هو بسبب فساد الحكومة الإداري والمالي والمستشري في منظومة القيادة العسكرية، وما قضية تهريب المجرمين وصفقات الفساد إلا دليل دامغ على ذلك، فلو أرادت حكومة الخضراء  أن تنتصر على داعش والإرهاب عليها الانتصار على فسادها وإدارتها الفاشلة أولا، وإلا سيكون على العراقيين الانتظار صابرين محتسبين، إلى أن تضع الأربعون عاما أوزارها .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40880
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19