أنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بقلوب ملؤها التسليم بقضاء الله تعالى وقدره، وبنفوس ملؤها الحزن واللوعة؛نتقدم إلى مقام مولانا وسيدنا بقية الله الأعظم الإمام الحجة بن الحسن المهدي (صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف) بأسمى آيات التعازي بذكرى رحيل ركن الأركان وعلم الأعلام سيدنا المرجع المجاهد آية الله الفقيه المقدس السيد عبد الأعلى السبزواري (أعلى الله مقامه).
وكذلك نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى مقام مرجع المسلمين وملاذ المؤمنين سيد فقهاء عصره آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله العالي) وإلى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام وإلى عموم آل السبزواري الكرام.
لقد كان السيد السبزواري (قدس الله نفسه) سماءً في الورع والتقوى، وبحرا في العلم والفقه، وشمساً في الكرم والأخلاق، وبفقده فقدت الحوزات العلمية واحداً من أعظم أفذاذها في هذا العصر، ويفقد المؤمنون في شتى بقاع الأرض واحداً من أجلّ علمائهم ومربّيهم.
وأنّى لكلماتنا ومنطقنا أن يصف فضل هذا السيد الأجلّ، أستاذنا ومربّينا الذي له علينا وعلى الألوف غيرنا من طلبة العلم والعاملين أفضالاً لا تسعها الكلمات.. فوا مصيبتاه! إن الدموع لتنهمر من المآقي سيّما وأن رحيله المفاجئ بلا أية مقدّمات يجعل فاجعتنا به أكبر ومصيبتنا به أعظم، وقد ثُلم الإسلام بفقده ثُلمة لا تُسَدّ بشيء أبدا.
ويعزّ عليَّ والله أن أُحرَم من المشاركة في تجهيزه والصلاة عليه وتوديعه وتقبيل يده الشريفة كما كنتُ أفعل.. فلعنة الله على الظالمين.
اللهم أصعد بروحه إليك ولقِّهِ منك رضوانا، واجعله في الجنان من رفقاء آبائه الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولا تحرمنا يا رب من شفاعتهم في الدنيا والآخرة.
اللهم عجل لوليك الفرج والنصر، واجعلنا من خُلَّصِ خُدّامه والمجاهدين تحت لوائه والمستشهدين بين يديه، إله الحق آمين. |