ان الأساس الذي أبتنت عليه هذه النهضة العظيمة هو الإصلاح ، وبكل معنى يمكن ان يبني عليه المصطلح مبناه .
فالحسين عليه السلام قصد الإصلاح السياسي في نفس الوقت الذي قصد به الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي و إعلامي و النفسي لا سيما الديني بمعناه الحقيقي .
فالسياسة التي سادت في وقته هي سياسة الدعوة الى الإسلام بالسيف والرمح ، بعدما كانت بالحوار .
فالفتوحات صارت أخذ كل شيء يملكه الغير والدعوة الى الدين بالسيف أولا وآخرا ، بعد ان كانت عبارة عن فتوحات فكرية ، يعني انتقل الفتح من الفكر الى السيف . وهذا بحد ذاته إنذار بأنهار أي دولة تنشر فكرها كما كان يفعله يزيد ومن قبله معاوية . فالسياسة الإسلامية في الدعوة إليها كانت بالكلمة والاستناد الى الدليل ولا تستخدم السيف الا في حالات خاصة . فاللغة الدليل في معناه الدعوتي الأثر القوي لانها تكون مستندة الى أساس متين وعقل نير . اما لغة السيف في المقدمة ولغة اسلم وإلا قتلتك ونهبت أموالك ونسائك ، تعبر عن ضعف فكر الطرف المقابل .
اما الاقتصاد : فبيت المال بعد ان كان للفقراء فيه نصيب صار للأغنياء ، والحواشي ، والذهب والفضة التي كانت من زكاة الموسرين صارت لهم ولمن يدعم الحكومة بقوله ولسانه كالشعراء و وعاظ السلاطين ، ومن يقاتل من اجلها كالمجرمين والسفاحين . وبقى الفقير يعاني الأمرين .
وكذلك الوضع الاجتماعي يكون متردي بسبب تردي الوضع الاقتصادي وغيره من الأوضاع التي تعد ذات ارتباط مع بعضها البعض .
وأما الإعلامي فواضح فعلي عليه السلام الحامي عن حمى الإسلام وأول المسلمين كما يدعون وهو هو ، صار على المنبر سبه سنة . حتى ان الإشاعة المنتشرة بين صفوف المجتمع الشامي انه سلام الله عليه لا يصلي !!! .
والمهم ان الحسين عليه السلام إنما اراد هذا الإصلاح العام الشامل لكل مفاصل الحياة . وقولته المشهور (( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي )) تشير الى ما ذكرناه .
فاليوم الذي يقول أنا على نهج الحسين عليه السلام عليه السعي لما أراده الإمام سلام الله عليه ، والعمل الحثيث للوصول للإصلاحات المتوخاة من واقعة الطف ، حتى يكون صادقا قولا وفعلا عندما يقول يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما . |