• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الطائفية وسذاجة المحكوم .
                          • الكاتب : باقر العراقي .

الطائفية وسذاجة المحكوم

كنت في أحد المجالس الشعبية في مناسبة اجتماعية، وإذا بصوت يعلو الجميع ليقول ""بأن الوضع الحالي هو صعب جداً ومصيري لكل شخص فينا، وعليه أن يثبت وطنيته، ويثبت ولاءه ويهب للدفاع عن مذهبة المهدد، ولا يكون مثل بعض السياسيين المتقاعسين من (جماعتنا)، يبدون تخوفا هنا وهناك من خطة الحكومة في أزمة الانبار الأخيرة، ويتخوفون من هذا وذاك""، التفَتُ نحو المتحدث فوجدته عضو شعبة في حزب البعث سابقا.

من عادة الناس أن لا يعترضوا على مثل هذا الكلام، لأنه يصب في مصلحة ولاءهم الطائفي، ويدغدغ مشاعرهم كجرعة أفيون مخدرة، تجعلهم ينسون ما هم فيه من مصائب وأزمات، وأَثبَتُ ذلك عندما أعترضت عليه، وقلت "إن الحرب حرب الجيش العراقي مع الإرهاب، ولا داعي لمثل هذا الكلام الذي يضعنا في خانة الجماعات المتنازعة على قطعة أرض، فالوطن أسمى بكثير ونحن يجب أن نكون بناة وطن لا قوميه ولا مذهبيه"، عندها وجدت باقي الناس تؤيدني في السر ومن داخل قلوبهم، لكن عليهم الإعتراض على كلامي لإثبات ولائهم للطائفة المنهوبة .

فالطائفية في هذا الوقت أصبحت سلعة ثمنها مليارات الدولارات، فهي تُسقط دول وتبني أخرى وعليها المعول في الانتخابات، ويركبها من يريد سَوقَ الناس البسطاء لهدف ما، حتى وإن كان في غاية الخطورة على الوطن وعلى الطائفة معا، وللأسف إتسعت هذه الأيام سذاجة الناس لتشمل الكثير من ننعتهم بالثقافة أو التعلم العالي.

ونظرا لأن من ركبها أستفاد من الانتخابات السابقة، ومن الجهتين او الثلاث جهات، فأن موجتها في هذه الأزمة إعتلاها حتى البعثيين والعلمانيين ومن لف لفهم، لأن مكاسبها بينه وواضحة، وعلى المعترضين على نهج الطائفية أن يدفعوا ثمنا باهظا بقدر سذاجة المحكومين في هذه الوطن.          




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41212
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20