• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أخبطها .. وأشرب صافيها .
                          • الكاتب : هاشم الفارس .

أخبطها .. وأشرب صافيها

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في نيسان القادم وأختلاط الحابل بالنابل كما يقال والفوضى العارمة في المشهد السياسي العراقي العام وتعليق العديد من القضايا المهمة وفق مبدأ التاجيل الممنهج الذي يستوجب التغاضي الى مرحلة مابعد الانتخابات كي يرى ماستسفر عنه الانتخابات وما ترسمه هذه العملية من ملامح وصورة العملية السياسية وشكل الحكومة المركزية ونسبة تمثيل المكونات التي كانت في المرحلة السابقة تشكل فيما بينها صورة قاتمة لما يعرف بمفهوم الشراكة الوطنية وأدارة البلد وعدم التفرد وتقاسم السلطات . ودابت العديد من القوى السياسية تعي الدور الخطير الذي كان يقوم به رئيس الوزراء المالكي وانحرافه بالعملية السياسية نحو مناحي ومنزلقات خطيرة تجاه خصومه السياسيين والقوى الأخرى التي تنظر اليه على أنه حقبة مظلمة من تاريخ العراق ويجب أن تطوى هذه الصفحة ، لكن المالكي أستشعر بحجم التحشيد الاعلامي ضده من بعض القوى التي بدأت بتشكيل تحالفات مبنية على قطع دابر الولاية الثالثة للمالكي .. مما دعا المالكي الى أستنزاف جميع الطاقات وضرب كل معالم العملية السياسية التي حافظت على مظهرها الخارجي كمجلس النواب والمجالس المحلية فوق كل ذلك ضرب الدستور وتعطيل العملية السياسية قبيل الانتخابات الى الحد الذي بات فيه تشريع القوانين العالقة والمعلقة شبه مستحيلة اضافة الى تعطيل الحث الاهم الا وهو الانتخابات النيابية التي يرجح انها تتجه الى التأجيل . ويبدو ان رئيس الوزراء قد ايقن بعدم تحمس الشركاء لولايته الثالثة فعمد الى نسف كل البنى التحتية السياسية التي كانت ترتكز عليها (الدولة العرجاء) وسط تخبط قل نظيره في سبيل اشاعة الفوضى وخلخلة الأرضية السياسية التي يمكن أجراء الانتخابات عليها .. وقد نجح رئيس الوزراء في هذا المسعى مما يولد وضعاً أستثنائياً (رغم أن جميع اوضاع العراقيين .. أستثنائية ) لاتستقيم العملية السياسية معه .. الأمر الذي يتطلب فرض الاحكام العرفية وتعطيل الدستور وتسخير جميع امكانات الجيش لتحقيق مكاسب سياسية شخصية .. وعن طريق الجيش يمكن اقصاء أو قتل الكثير من الخصوم السياسيين بالحجة الدامغة التي لاخلاص منها وهي تهمة (الارهاب) ..ويتم تهيئة الشارع العراقي الى ضرورة وجود قوة متنفذة وقبضة حديدية للوقوف بوجه هذا الوضع الاستثنائي ومنعه من الانهيار .. ولاتتوفر هذه الصفات الا بشخص القائد العام للقوات المسلحة المسيطر بصورة شخصية على جميع وحدات الجيش وقياداته وضباطه الذين يدينون بالولاء (الشخصي ) له على حساب ارواح افراد الجيش العراقي ومايقابلهم في المعسكر الثاني من مسلحين وإرهابيين ومعارضين سلميين كانوا ام مسلحين اضافة الى الخصوم السياسيين .. ومع هذا الوضع الحرج في مسيرة المصالحة الوطنية والشراكة ومبادئ وثيقة (الشرف) والسلم الأجتماعي فأن العديد من الملفات الساخنة وقضايا فساد كبيرة وعجز حكومي عن أداء مهامه وسياسة داخلية وخارجية عقيمة وعلاقات متوترة في الجانب الاقليمي والدولي .. كل هذه الامور أصبحت من الهوامش التي لاتستحق الذكر او التوقف عندها نظراً لخطورة الموقف وحساسية الوضع الذي اصبح فيه الجيش في مواجهة الشعب بعد ان كان يلقى الدعم في مطاردته للمسلحين والخارجين عن القانون في الصحراء .. ويجمع من يتابع هذه القضية أن الامور تتجه نحو التأزم والضبابية ومزيد من سفك الدماء مع تعذر رجوع العملية السياسية الى سابق عهدها .. ومع ركن الدستور العراقي جانباً وتعطيل المؤسسات السيادية كمجلس الرئاسة ومجلس النواب .. وعجز وتهميش نواب رئيس الوزراء ليبقى في الساحة المنتصر الوحيد على الارادة الشعبية وخصومه السياسيين الذين كانوا يتحينون الانتخابات للنيل منه .. لكنه ( تغدى بهم .. قبل ان يتعشوا به ) .. ولا عزاء للشعب للعراقي ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41244
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28