• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ولاية أهل البيت لا تنال إلا بالورع .
                          • الكاتب : حيدر الحسني .

ولاية أهل البيت لا تنال إلا بالورع

 
نحن كمؤمنين معتقدين بولاية أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم نؤمن بأن كل ما في الأرض وعلى الأرض يملكه أهل البيت عليهم السلام ، بل نقول إن كل ما في الكون يملكه أهل البيت ، بل نقول كل ما في الأكوان ، كل ما في الجنة ، بل كل ما في الفردوس الأعلى ، أهل البيت عليهم السلام يملكون كل شيء ، الله تبارك وتعالى حينما خلقهم منحهم كل وأعطاهم كل شي ومنحهم القدرة في التصرف بكل شي ، الجنة مثلا جزء من ملكوت الله وملكوت الله كله خاضع لإرادة أهل البيت ، الإنسان المؤمن عنده غاية أساسية في حياته هذه الغاية هي الوصول إلى رضوان الله تبارك وتعالى والتنعم بجنته ، هذه غاية كل مؤمن ، الوصول إلى الجنة لا يمكن إلا عن هذا الطريق وهو طريق ولاية أهل البيت ، وأهل البيت بمقدورهم في الدنيا قبل أن ينتقل المرء إلى عالم الآخرة بمقدورهم أن يعطونا قطعا من الجنة ، يحددوا لنا قسائم أو أراض سمها ما شئت قطع خاصة من الجنة يعطونها للمرء منا كل هذا يحتاج إلى شرط أساسي بعد الفراغ من مسألة وجوب ولايتهم عليهم السلام فإن ولايتهم لا تنعقد للمؤمنين إلا بشرط أساسي ، ما هو هذا الشرط ؟ هذا الشرط الأساسي يتلخص في كلمة واحدة هذه الكلمة هي الورع ، بينوا عليهم السلام أن الرجل أن المؤمن لا ينال ولايتهم إلا بالورع ، الورع كان نداء الرسول صلى الله عليه وآله ونداء أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام نداء الحسن والحسين وجميع الأئمة بمن فيهم الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهم أجمعين..

تدبروا معي هذه القصة الواقعية التي حدثت بعد زمان الشيخ الأنصاري رضوان الله تعالى عليه بقليل ، قبل أن أذكر هذه القصة لا بأس أن أذكر لكم قصة أخرى وقعت في زمان الإمام الصادق عليه السلام وتدبروا وتفكروا في هذه القصة ومدلولاتها ، كان هنالك رجل من الموالين المؤمنين الأتقياء هذا الرجل كان يسكن خارج المدينة المنورة وفي كل سنة كان يتوجه إلى الحج ، فلأنه يذهب إلى الحج ففي طريقه تقع المدينة المنورة ذهابا وإيابا كان في فترة مروره بالمدينة المنورة ينزل عند الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما في أحد دوره كان الإمام عليه السلام يخصص دارا لهذا الرجل وكان هذا الرجل يمكث في هذه الدار واستمر على هذا الوضع سنوات إلى أن في سنة من السنوات قرر هذا الرجل أن يشتري دارا في المدينة المنورة لنفسه لأنه وجد أن مكوثه في دار الإمام يطول فلعله بذلك يزاحم الإمام أو يثقل عليه ، كان الرجل في إحدى سنوات ذهابه إلى الحج سلم مبلغا من المال للإمام الصادق عليه السلام وقال له يا ابن رسول الله أريد منك أن تشتري لي دارا وأنا ذاهب إلى الحج وحينما أعود إن شاء الله عن طريقك أحصل على هذه الدار الإمام عليه السلام أذن وأخذ المال والرجل ذهب إلى الحج ثم في طريق عودته مر بالمدينة المنورة وتشرف بخدمة وزيارة الإمام عليه السلام فسأله أنه يا ابن رسول الله يا سيدي ومولاي هل اشتريت لي دارا قال : نعم وهاك الصك ، وإذا به مكتوب ودققوا هنا لأن شاهدي هاهنا وإذا به مكتوب :
بسم الله الرحمن الرحيم
( اشترى جعفر بن محمد الصادق دارا لفلان ابن فلان في الفردوس الأعلى حدها الأول رسول الله حدها الثاني أمير المؤمنين حدها الثالث الحسن بن علي حدها الرابع الحسين بن علي )..
اشترى له الإمام هذه الدار وأي دار؟؟ أنتم فقط حاولوا أن تتصورا معنى هذه الدار ، هي في الفردوس الأعلى حدها الأول هو رسول الله وحدها الثاني أمير المؤمنين والثالث والرابع الحسن والحسين عليهم السلام أي بمعنى أنهم جيرانه بشكل لصيق هذا الرجل بمعنى آخر كان في الفردوس الأعلى وهو اليوم يتوسط داره دار رسول الله ودار أمير المؤمنين والحسن والحسين فهم جيرانه يراهم كل يوم في جنة الله أي مقام هذا ؟ فهو ليس بالشيء الهين..!
هذا الرجل كيف حصل على هذا المقام ؟! حصل عليه لأن عنده هذا الشرط وهو شرط الورع ..
الرجل حينما أخذ الصك من الإمام عليه السلام قَبل الصك ، وقال قبلت يا ابن رسول الله هو طلب من الإمام شراء دار ولم يعين والإمام عليه السلام اشترى له دارا ولكن أين ؟ في الفردوس الأعلى..!!
الرجل عاد إلى بلاده وما مضت إلا أيام إلا ونزل به مرض الموت ، أقرباؤه حول سريره والرجل قد أقسم على أقربائه أن إذا مت ودفنتموني في لحدي تدفنون معي هذا الصك من الإمام الصادق عليه السلام قالوا سمعا وطاعة مات الرجل في اليوم التالي ودفن ودفن معه هذا الصك ، هذه رواية عندنا .. في اليوم التالي جاء أقرباؤه لزيارة قبره وإذا بهم يتفاجؤن بمنظرعجيب وغريب حيث وجدوا أن الصك مدفوع إلى خارج القبر وموضوع فوق القبر ومكتوب فيه بعد كلام الإمام الصادق الذي كتبه بخط ذلك الرجل الميت مكتوب فيه..

( بسم الله الرحمن الرحيم والله لقد وفى لي جعفر بن محمد بما قال)
حيث إن الرجل وجد ما اشتراه له الإمام في الفردوس الأعلى وهو اليوم هذا الرجل العظيم عند رسول الله بل يتوسط بين رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام في وسط أهل البيت في الجنة في الفردوس الأعلى ، أي مقام هذا ؟ لماذا وصل الرجل إلى هذا المقام ؟ .. إنه التزامه بهذا الشرط شرط الورع... كلا ليس معنى أن تكون شيعيا أن تتواكل وتتكل فقط على شفاعة أهل البيت أبدا فولاية أهل البيت وشفاعتهم لها شروط من أهم شروطها الورع عن محارم الله ..
قال الإمام الصادق عليه السلام وهو صاحب هذه المناسبة مناسبة ميلاده ، كل كلمة من كلمات الإمام الصادق وأئمة أهل البيت أنتم بحاجة إلى أن تتفكروا وتتدبروا فيها جيدا ، قال عليه السلام :
(عليكم بالورع فإنه الدين الذي نلازمه وندين الله به ونريده ممن يوالينا لا تتعبونا بالشفاعة )..

فلا نتصور أن شفاعة أهل البيت تأتينا هكذا بلا مقابل.!! فهي تحتاج إلى عناء ومكابدة وجهاد ومن أعظم الجهاد بل هو أعظمه هو جهاد النفس أي الورع والتقوى ثم هنالك كلمة أخرى من كلمات الإمام الصادق عليه السلام وهي تحير العقول حقيقة وتصتصعبها النفوس ، يقول الإمام كما يروي الكليني رحمه الله :
( ليس منا ولا كرامة من كان في مصر فيه مئة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه)
كلام الإمام معناه ما هو؟ معناه أنك حينما تكون في بلدة معينة وعدد نفوس هذه البلدة مئة ألف أو يزيدون الإمام يقول ليس منا ولا كرامة فلا كرامة له إذا كان في كل هذه المئة ألف أو يزيدون شخص أورع أي أكثر تقوى وورع من هذا الرجل ، دين الله ودين أهل البيت هو الورع وأنتم في مثل هذه البلاد تفتتنون وتمتحنون في كل يوم وفي كل ليلة هل تلتزمون بالورع أم لا تلتزموا ، إذا التزمتم فقد حصلتم على شفاعة وكرامة أهل البيت عليهم السلام وإذا لم تلتزموا فواويلاه إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تجعلوا الشيطان يوما أن يستزلكم إلى شيئ مما يغضب أهل البيت أو يسوؤهم ، فحاسبوا أنفسكم كل ليلة ، فمولانا الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام يقول في كلمته الرائعة :
( ليس منا من لم يحاسب نفسه كل ليلة )

قال الامام الصادق صلوات الله عليه:
خمسون موقف يعني نقطة تفتيش في يوم القيامة وكل نقطة تفتيش تتعطل فيها خمسين ألف سنة..!! فهذا ليس بالشيء القليل ، لنستعد لذلك اليوم ، العذاب الذي نتخيله عن يوم القيامة مهما نتخيل ومهما نتصور فلن نصل إلى ما يمكن أن يصدق حقيقة على ذلك العذاب هو أكبر بكثير وأعلى بكثير، فأنا أنقل لكم هذه القصة التي وعدتكم بها في بداية الحديث حتى تصور لكم شيئا من عذاب يوم القيامة الرهيب ..

قصة السيد هاشم النجفي:
هذه القصة يرويها المرحوم الشيخ محمود العراقي في كتابه (دار السلام فيمن فاز بسلام الإمام) هذا كان من تلامذة الشيخ الأنصاري يتحدث عن قصة واقعية تخص سيدا جليلا اسمه سيد هاشم النجفي هذا الرجل كان صاحب كرامات وكان جليل القدر، أهل النجف وأهل العراق عامة كانوا يطيعونه إذا ما أمر بشيء لأنهم وجدوا منه الكرامات فكان رجلا تقيا ورعا عالما عاملا فاضلا زاهدا ، يروى أنه كان ذات مرة في قارب في البحر وإذا بعاصفة تهب وكان معه فأس فأخذ فأس في وجه العاصفة وأمرها بأن تهدأ وتسكن وإذا بها تهدأ وتسكن فسمي من ذلك اليوم بصاحب الفأس على أية حال هذا الرجل كان يعاني من مرض شديد في صدره تنفسه كان صعبا ما هو السر في ذلك ؟ ذات مرة جمع الناس في النجف الأشرف وخطب فيهم مبينا هذا السر، وقف بين الناس وقال : أيها الناس في فترة مكوثي في الكاظمية المقدسة كنت أتردد على بغداد للتبضع وللشراء والتسوق وما أشبه وكنت اضطر للتعامل مع سوق اليهود وسوق اليهود معروف في بغداد فاشتريت ذات مرة من أحد أصحاب الدكاكين اليهود شيئا ما دفعت له المبلغ لكن بقت في ذمتي مقدار بارة واحدة وهي جزء من عملة العثمانيين في ذلك الوقت على أية حال وهو مقدار جدا ضئيل ، وقد وعدته أنه في الأيام المقبلة أرجع إليه وأعطيه المبلغ المتبقي وقدره بارة واحدة من حقوقه علي ، ذهبت ورجعت للكاظمية وخلال أيام معينة رجعت إلى الرجل ومعي هذا المبلغ وحينما ذهبت إلى دكانه وجدته مقفلا سألت زملاءه في السوق فقالوا إن الرجل قد مات فاحترت أنا ماذا أفعل ؟ فوجدت ثقبا صغيرا في شباك دكانه فقلت أرمي هذه البارة في هذا الثقب حتى الورثة أي ورثة ذلك الرجل عندما يأتون ليقسمون الورث يجدون هذه البارة فيأخذونها فأكون بهذه الطريقة قد أديت ما عليّ ، هنا السيد هاشم النجفي يقول لم أتعب نفسي في أن أبحث عن ورثته ، قلت لا أقوم بهذا الفعل أسهل خصوصا أن المبلغ ضئيل فلا يساوي شيئ على أية حال مرت الأيام وإذا بليلة من الليالي يقول السيد هاشم النجفي رأيت في المنام وكأني في يوم القيامة وبعد أهوال وأهوال وأهوال أوصلوني إلى الصراط
{ وإن منكم إلا واردها }
يقول وجدت منظرا لا يمكن لي أن أصفه صراط طويل أحد من الشعرة ونظرت إلى الأسفل فإذا بجهنم تحت أرجلنا والناس يعذبون وأسمع صراخهم والملائكة تعذب الكافرين والمنافقين والفسقة والعاصين في حين أن الملائكة تسأل الله تبارك الله وتعالى ربي سلم أمة محمد ، على أية حال أنا بصعوبة شديدة بدأت أسير فوق هذا الصراط اجتزت مسافة منه فجأة ظهر لي جبل من نار أمامي وقطع عليّ الطريق يقول هذا الجبل كان بيني وبينه مسافة ولكني كنت أشعر أن أعضائي تحترق فهو بعيد عني ولكني أشعر بحرارته تحرق جسدي ، على أية حال تعجبت واستغثت بالله أنه لم ظهر لي هذا الجبل ، يقول دققت جيدا فإذا بي أجد أن هذا الجبل ليس سوى ذلك الرجل اليهودي صاحب الدكان كان يحترق فظهر كأنه جبل أو لسان من نار دققت وإذا به يخاطبني يقول لي يا سيد هاشم أين تذهب ؟ أعطني حقي ؟ في ذمتك لي مقدار هذه البارة أعطني إياها ؟ يقول ، قلت له : عندما أعطيك البارة أتركني أمربسلام ، قال : لا ، فالله سمح لي بأن أوقفك في هذا المكان وأنا أعذب في جهنم ، أوقفك وأنت على الصراط في الأعلى حتى أحاسبك بحقي هذا المقدار ، قلت أتركني أذهب ، قال : لا .. لا بد من تعويض عوضني ، بماذا أعوضك ؟ قال أنت سيد ابن رسول الله أريدك أن تشفع لي عند رسول الله حتى يدخلني الجنة ، أنا يهودي ، قال ما أتمكن لأن الجنة محرمة على الكفار وأنت كافر لا أستطيع أن أشفع لك عند رسول الله ، قال ما أتمكن أطلب شيء آخر ، قال إذا آخذك أنت معي ، قال له ماذا تستفيد من أن تأخذني معك ؟ قال : أستفيد الكثير فعلى الأقل أبرد نفسي بك في جهنم لأنك من أهل الجنة ، قال : هذا أيضا لا يمكن أرجوك أتركني ، وبعد إصرار وبعد محاولات ، قال إذا لا بد من أن على الأقل الآن أحتضنك حتى أشعر بشيء من البرودة ، يقول السيد هاشم : إذا كنت قد فكرت إن تركته يفعل هذا الشيء فإني سأذوب كما يذوب الرصاص ، لا يمكن ، قلت له : هذا لا يمكن ، قال إذا لا أقل من أن أضع يدي في يدك حتى أشعر ببرودة يدك وتبرد يدي ، قال : هذا أيضا لا يمكن بعد إصرار ومجادلات والموقف كله على الصراط ، قال إذا إجعلني على الإقل أضع إصبع واحد من يدي على صدرك حتى أخفف قليلا من حرارة جهنم والعذاب بمقدار هذا الإصبع ألمس به برودة صدرك ، وأرتأى السيد هاشم أنه لا يوجد مشكلة ، فقال : لا بأس فوضع الرجل إصبعه على صدر السيد وبمجرد ما أن وضع إصبعه على صدري وإذا بي أشعر وكأنني احترقت بالكامل من شدة النار واستيقظت فزعا وأنا أسعل وأثر الإصبع في صدري وهذا هو وكشفه أمام الناس وبعض الناس خروا مغشيا عليهم ، وكان هذا هو السر في أن الرجل يعاني من مشكلة في صدره واستمرت معه هذه المشكلة إلى ذلك الوقت ، أنتم دققوا يعاني من كل ذلك العقاب لأنه فقط شعلة بسيطة من نار جهنم في إصبع ذاك اليهودي وضعت على صدر السيد هاشم وفي أية قضية فالسيد هاشم لم يأكل حقه وإنما تهاون في أن يبحث عن ورثته استصغارا لهذا المبلغ من المال فألقاه من النافذة..!!

سنحاسب حسابا عسيرا :
ما معنى ذلك ؟ معنى ذلك أن كل صغيرة وكبيرة نحاسب عليها ولا نُترك ليست القضية سهلة أبدا..!! فبهذا المقدار عذب السيد هاشم طول حياته فكان يسعل وكان يتعذب من هذه الشعلة البسيطة من نار جهنم ، فكيف بمن ضيع حقوق المؤمنين ، فهذا كان الرجل يهودي وكافر ، فكيف بمن ضيع حقوق المؤمنين والعياذ بالله..!! فنحن يأتينا الكثير من المؤمنين يتخاصمون على حقوق وعلى أموال وعلى مشاكل إلى متى ؟ كل فليحاول أن يحاسب نفسه وليعطي خصمه على حسابه أيضا ونحن عندنا في الفقه يستحب للمتبايعين أن الرجل حينما يبتاع شيئا أن يأخذ الأقل ويدفع الأكثر فمثلا إذا اتفق الرجل أن يأخذ عشرة كيلو فيأخذ تسعة كيلوونصف حتى يبرأ ذمته تماما ، كيف بمن والعياذ بالله ضيع حقوق أهل البيت عليهم السلام ، فنحن نفاجأ ببعض المؤمنين والعياذ بالله لا يعرفون شيئا عن الحقوق الشرعية والخمس ومسائل الخمس فهو يتصور أنه لا يجب عليه الخمس فهو يقول أنه فقير وليس لديه أموال من قال هذا ؟! أنت لو كان عندك خمس سنتات يجب أن تدفع سنت ويجب أن يكون لديك حساب تدقيق لكي تبرء ذمتك وتصفيها من مال الإمام ، فهذا هو الورع الورع في كل شي ..

وصية الإمام جعفر بن محمد الصادق:
روى شيخنا الكليني عن أبي أسامة زيد الشحام قال ، قال لي أبو عبد الله عليه السلام : فهذه وصية الإمام الصادق صاحب هذه المناسبة ، إليكم يا معشر الشيعة يقول ، قال لي أبو عبد الله : إقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والإجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانه وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله ، أدوا الأمانة على من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ، هذا مثال الخيط والإبرة فهو مثال يدل على الشيء الرخيص الذي لا ثمن له حتى هذا إذا إئتمنكم عليه أحد أدوا الأمانة ، صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانه وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل هذا أدب جعفر انت تنتسب لمدرسة جعفر الصادق يقال لك انت جعفري يجب أن تدخل السرور على قلب إمامك جعفر الصادق وقلوب أئتمتك صلوات الله عليهم ، وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل هذا أدب جعفر فوالله حدثني أبي عليه السلام أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها ، آداهم للأمانه وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم تسأل العشيرة عنه فتقول : إذا سألت العشيرة عن ذلك الرجل الشيعي فتقول العشيرة وتجيب من مثل فلان أنه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحديث ..
هذه صفة الشيعي وهذه وصية إمامنا الصادق عليه السلام والمطلوب من كل مؤمن ومؤمنة أن يسعى لتطبيق هذه الوصية على نفسه وعلى أهل وأبناءه وعشيرته وإخوانه من المؤمنين وعلى عامة الناس حتى يرى الناس أخلاق أتباع أهل البيت وإذا لم نفعل فسنحاسب حسابا عسيرا وسيحاسبنا إمام عصرنا بنص الإمام الصادق عليه السلام :
{ كل أمة يحاسبها إمام زمانها }
فمن يحاسبنا نحن ؟ إمام زماننا الإمام الحجة صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41262
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19