• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بحر الظلمات .
                          • الكاتب : السيد ابوذر الأمين .

بحر الظلمات

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ان الانسان العاصي الغارق في بحر ظلمات الطبيعة والذنوب ولا يرى سوى ملذاته ولا يسعى الا وراء  شهواته وتلبية رغباته ، فهكذا إنسان يبقى أعمى عن رؤية نور الحق سبحانه ، فقد صارت الذنوب حجاب عن الرؤيا الطاهرة للأنوار الملكوتية ، الى ان يأتيه من يوقظه من نومته ، فإما ان  يكون ذلك الموقظ للأعمى شخص ناصح ، او يرى ما يجعله يرتدع ويستيقظ من آيات ربانية او تذكر الموت عند المرور بالقبور .....الخ ، او تأتيه الهداية الإلهية في قلبه ، فيكون بذلك قد بدأ اول درجة من درجات الإيمان الذي يكون ( اي الإيمان ) عبارة عن نور يقذفه الله تعالى في قلب هذا الانسان ، وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام (( ان الإيمان يبدو كلمظة في القلب كلما زادت ازداد الإيمان )) .فكلما زاد النور أزداد الإيمان كما يقول الامام عليه السلام . وهذا هو منزل اليقظة الذي يتحدث عنه العرفاء الذي هو القومة بعد الفترة ، وهو اول درجات الإيمان والسير نحو الله تعالى .
فمع زيادة النور والإيمان ترتفع الحجب الظلمانية عن القلب حتى يكون قلبا نورانيا ، وبذلك ترتفع القيود التي تسربل بها الانسان بسبب الذنوب والشهوات ، وهذا الامر يبدأ يؤثر على تصرفات الانسان الخارجية فضلا عن الأفكار الذهنية ، فتراه يتحرك او يسعى للتحرك على وفق الشريعة في كل حركاته وتصرفاته ، وهذه العملية الغاية منها هي ابدال الصفات الخُلقية بالصفات الإلهية حتى يصل الى تمام الانقطاع لله تعالى يقول الامام علي عليه السلام في المناجات الشعبانية الهي هب لي كمال الانقطاع إليك ،  و أنر إبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك .
والمهم الان اخوتي أخواتي هو ان نتيقظ ويكفينا نوما بين الظلمات ، فإلى متى نبقى غارقين بالذنوب والترهات السخافات ، والى متى نحن مشغولين بالدنيا التي باتت جُل همنا ان لم نقل كل همنا.
 كلنا يعلم حجم الانشغال القلبي بما يجري علينا من مصائب الدنيا ، فإلى متى نبقى هكذا وقد سرقتنا مشاغل الدنيا عن مشاغل الآخرة ، كالجامعة ، او الأهل ، او الأصدقاء ، او الأولاد ، او الجيران ، او المال ،او التعيين ، او المستقبل وووووالخ .
وقفة تأمل :
 كم نعطي من يومنا لله تعالى ؟
اليوم يتكون من ٢٤ ساعة فكم من هذه الساعات لله تعالى ؟
وفقكم الله وإيانا الى الانتباه والسير نحو الحق تعالى قبل فوات الأوان .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16