ذاكرةُ المكَان لا تنسى حكايا صمتَنا فيها!
ولا تنسى سَحائب الضجيج والضحكات حولنَـا، تهزأ بألحان البسمَة الصّغيرة التي خرجت بعدَ عناء!
ذاكرة المكَان تُزجي لنا كلّ يومٍ رحلَ عنا، وتُـعيد لنا منه ألف حكاية صَـاغها صمتُ المكان!
تُكثر لنا من تراتيل النظرات التي أدمعتنَـا على غيابها، علّنا نستَيقظ على أنقاض أنفاسٍ ملتهبةٍ بالشوق للعودة!
ذاكرةُ المكان كالصّدى لا تتوقف عن النّحيب لو غاب الصّوت!
ذاكرةُ المكَان تلتقطُ صورَ كلّ لحظة، حتّى إذا عصفَ بنَا الحنين للمكَان أعادت الصّورُ لنَا الزّمان ذاتهُ دونَ أن تدرك أنها لم تَغب يوماً عَن البال والخَـاطر!
ذاكرةُ المكان تُفشي أذكار الخطوات التي سِرنَـاهـا صباحَ مساء، فإن غَـابت الخطوات تبقى الآثارُ خير دليل..ذاكرةُ المكان لا تنسَى كيفَ سِرنا على متنهَا عابثين بشرُوق الحياة، نُطالع سَماء الأفق كيفَ تنشقّ عن قمرٍ وشمس، لنرقدَ ليلاً مع أجملِ الذكريات ونغفوا عَلى سَرايا نور القمر، ثمّ نصحُـوا على ضجيج شَمس آذار الصامتة!
ذاكرةُ المكَان تخبّئُ داخلها ذكرياتِ آذار السّادسة وليلَة السّـابع من كانون الفَائت وما بينهما من زهور الحياة وأشواكها، ذاكرةُ المكان تَبكي القُرنفلة على غيَـابي، وترتَجي كثيراً عَودة حنَـان البسمة الضّائعة بين العُمر واللاعمر!
ذاكرةُ المكان شهدَت كلّ زهرة لـوز رأيتُها تبتَسم لطفُولتي،،ولا أظنّـها نسيَت عشقي لزَهر اللوز!
ذاكرةُ المَكان لا تنسَى كلمَات جرحتنا ذات لقاء صَاخب بالحيَـاة، تردّده علَى مسَامعنا كلّ حين فلو حاولنَـا النّسيانَ ذاتَ غيَـاب!
ذاكرةُ المكان لم تنسَ عهد المَاضي، تَستجير كلّ حين من فُـراق وحَنين يَهـوي بنَا لدُهور!
ذاكرةُ المَكان تَبتسم لو أنا نذكُـرها لـوَهلة، ونجدّد عهدنَا بلقيَـاها، تفرحُ كثيراً لـو نَـصُون عهدنَا بلحَظاتٍ لم يَشهدها سواها!
ومَـن يلتقط أنفاسهُ ويتربعُ عرشَ الرّوح حينَ نصمتُ في دُجى الليلِ حينَ نغفُـو علَى دمعَـة الأمـَاني...إلا ذاكرةُ المَكان التي لا تنسَى؟!! |