• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أواني العولمة المُستطرقة!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

أواني العولمة المُستطرقة!!

العالم تحوّل إلى حالة واحدة محكومة بقاعدة الأواني المُستطرقة.
فمهما تباين شكل أوعية الشعوب , فأن ما يحصل في وعاءٍ منها , يتسبب بأضرار مباشرة وغير مباشرة في الأوعية الأخرى.
 
وقد أسهمت الثورة المعلوماتية والإتصالات الإليكترونية , ووسائل التواصل الإجتماعي المتنوعة  , في تمازج الشعوب , وتحويلها إلى حالات ذات مستويات واحدة ومتعادلة من محاليل التفاعلات القائمة في الأرض.
 
فإضطراب أي وعاء سينتشر بدرجات متفاوتة إلى المجتمعات الأخرى , وسيحقق تأثيراته فيها , مهما تصورت بأنها قادرة على الوقاية من ذلك التأثير.
 
ويبدو أن الإرادات القوية قد تصورت بأنها بتدميرها أوعية المجتمعات الأخرى ستحقق الأمن والرخاء في بلدانها , فانقلب السحر على الساحر , وأدركت بعد أن فعلت ما فعلت في بلدان الدنيا , وجرّعتها حنظل الويلات والتداعيات والخراب , إن ما يكون فيها يرتد إليها.
 
فالعنف بأنواعه , أضحى ظاهرة عالمية , وتنتشر بسرعة النار في الهشيم. 
وما عاد أي مجتمع ببعيد عن العنف , بآلاته ومفرداته وعناصره ودوافعه ومبرراته.
 
وهذا واضح في نشرات الأخبار العالمية اليومية , حيث تتوافد أنباء العنف والعدوان البشري المتفاقم , والذي يتسبب في تداعيات قاسية في جميع المجتمعات , وتتفاوت درجة الخسائر من دولة إلى أخرى , وأكثرها وأكبرها جسامة , ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط  الدامية الحامية الوطيس.
 
ومن الواضح أن تفاعلات العنف البشري في تنامي وتصاعد سريع , وكأن البشرية تسعى بقوة وشراسة نحو هاوية التفاعل العالمي الفظيع , وذلك بالدخول في حرب كونية جديدة , لا يمكن تصور نتائجها وخسائرها , لكنها وكأنها تلوح في أفق العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين , وربما ستكون حتمية في النصف الثاني من هذا العقد الذي يشتد عنفا وعدوانا.
 
فما يجري في مجتمعات الشرق الأوسط سيحصل في مجتمعات أخرى , وما يدور في مجتمعات الدول الساقطة سياسيا وعسكريا , سيكون قائما في مجتمعات الدنيا الأخرى.
 
ولكي تتوقف هذه التفاعلات المريرة القاسية , على القوى الفاعلة أن تعيد النظر في سياساتها الخارجية , وتساهم في تحقيق العدالة الإجتماعية والديمقراطية الحقيقية في مجتمعات الدنيا , لكي تتنعم الأرض بالمحبة والسعادة والسلام , وإلا فأن الحرب الهائلة متحققة لا محالة!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41482
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3