• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل الدين لعبة تلعب بها الاهواء .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

هل الدين لعبة تلعب بها الاهواء

 
من اكبر الكوارث والمصائب التي تواجه الحياة والانسان عندما يكون الدين لعبة بيد عناصر لا تحترم الدين ولا تعترف به بل وجدت به وسيلة لتحقيق اهدافها الفاسدة ورغباتها الخسيسة حتى اصبح الدين  من اكبر واهم الوسائل للحصول على المال والنفوذ والنساء وكل ما هو محرم وكل ما هو خسيس وحقير لهذا نرى كل اللصوص والمفسدين اصبحوا رجال دين وبواسطة الدين وصلوا الى المناصب والنفوذ واباحوا كل رذيلة وكل موبقة ومفسدة  حتى اصبحت البلدان التي يحكمها ويسيطر عليها اللصوص والحرامية باسم الدين بؤر للفساد والارهاب
البلد الوحيد الذي اعطى للدين صورته الحقيقة هو ايران فرجال الدين في ايران لم ينطلقوا من الاساطير والطقوس بل انطلقوا من واقع الانسان الايراني والعمل على رفع مستواه في كل المجالات المختلفة فتغيرت ايران وتجددت وقفزت قفزات غير متوقعة في كل المجالات العلمية والصناعية والزراعية والاجتماعية حتى اصبحت دولة ذات شأن واحد الاقطاب المهمة رغم كل محاولات الاعداء التي تستهدف عرقلة مساعي ايران وتوقف حركتها ومع ذلك انها مستمرة لبناء الانسان المحب للحياة العاشق لها الذي هدفه المساهمة الكبيرة في بنائها
 رسالة الدين واحدة قديما وحديثا وهي وحدة الانسان ونشرالمحبة والخير بين بني البشر جميعا وفي كل مكان ودعوته الصريحة الصادقة لا للحروب والعداون والتعصب لا للعشائرية والدينية والحزبية والطائفية والعنصرية والمناطقية لا فضل لانسان على انسان الا عندما يقدم  من خير ويضحي للغير اكثر فالدين واحد وهو المحبة ونكران الذات ومن لا يدعوا الى المحبة ولا ينكرذاته مصالحه رغباته الخاصة ليس متدين ولا يمت للدين بصلة فالمتدين يعني وهب نفسه حياته للاخرين للناس اجمعين هذا هو المتدين وهذا هو رجل الدين
للاسف الشديد اصبح الدين  لعبة يلعب بها اعداء الدين ووسيلة بيد الفاسدين والمنحرفين حتى جعلوا من الدين وباء مدمر للحياة والانسان باب من ابواب  جهنم على الناس اجمعين  الدين الذي هو رحمة للعالمين فحولوه الى شقاء لكل العالمين فكل مجموعة خلقت لها دين وخلقت لها الله خاص بها واخذت تذبح الاخرين وتسرق الاخرين وتهتك حرمات واعراض الاخرين وتفجر وتدمر باسم الدين وباسم الله الذي صنعته وخلقته
لا شك نحن الان نعيش في مرحلة التيه والضياع لا نعرف  ما هو الدين وما معنى انا متدين ما هو الله وما هي رسالته فعلى رجال الدين ان يوضحوا ذلك عملا وفعلا لا قولا والا سنضيع ويضيع الدين ويضيع الله وبهذا نخسر الدنيا والاخرة وهذا هو الخسران المبين
لهذا على رجال الدين الاسلامي ان يرسموا الصورة الحقيقية للدين لله سبحانه وتعالى  ان نسمع صوته الحقيقي ويقفوا بقوة ضد اي جهة اخرى تحاولوا ان تجعل من نفسها صورة الدين الله وصوته كما يجب عليهم  عقد المؤتمرات والاجتماعات التي توضح ذلك بشكل جماعي ومن مختلف المذاهب والطوائف  الدينية دفاعا عن الدين عن الله وعن الحياة والانسان من اعداء الله والدين والحياة والانسان الذين جعلوا من الله والدين وسيلة لتدمير الحياة وقتل الانسان
اثارني  تصريحات بعض رجال الدين  المتضاربة المتضادة حول شخصية السيسي
  تخاصما اثنان من رجال الدين حول شخصية الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية
احد رجال الدين شتم الفريق السيسي وقال انه مجرم بحق الشعب المصري بقيامه بالانقلاب وسجنه للرئيس  محمد مرسي وقال انه اغتصب امه في المسجد الحرام  في نهار رمضان وهي حائض
في حين قال رجل الدين اخر مؤيد للفريق السيسي  معتبرا اياه هبة  من السماء يجب طاعته ولا يجوز الخروج عليه ومن لا يقف الى جانبه فهو كافر ورفعه الى مستوى  الرب بيده الجنة والنار
المعروف  ان  رجل الدين لا ينطلق من مصلحة معينة من مصلحة شخصية ولا فئوية ولا منفعة ذاتية بل ينطلق من مصلحة ومنفعة عامة   رجل الدين بعيد عن الاهواء والرغبات الخاصة انه ينطلق من  تدعيم الحق وازالة الباطل من ترسيخ الحرية والقضاء على العبودية فرجل الدين مع الحق ضد الباطل ولا يهمه ما يحدث له  ولا يعبأ بزعل وغضب فلان ولا رضا فلتان  لانه لا يخاف احد ولا يجامل احد  لا يهمه وقع على الموت او وقع الموت  عليه بل كل الذي يتمناه ان يموت في سبيل كرامة الانسان وسعادة الانسان في سبيل بناء حياة حرة كريمة لكل انسان في هذا الوجود لا يهمه دينه ومعتقده لهذا نرى الامام علي عندما ضربه عدو الحياة والانسان عدو الله صرخ فزت ورب الكعبة
لهذا يتطلب من رجال الدين الغيارى من مختلف التسميات الى التوجه بقوة لتنقية الدين من كل الاكاذيب التي شوهت الدين ومنحته صورة غير صورته ومن المتاجرين بالدين
فالدين رحمة للعالمين اي حب وتضحية واحترام لكل انسان مهما كان لونه ومعتقده وجنسه ورأيه ومن احترام الانسان هو احترام رأيه احترام عقله حرية عقله فعقل الانسان هي روح الله التي جعلها فيه فاي قيود على عقل الانسان يعني قتله يعني قتل لروح الله
قيمة الانسان هي عمله ما يقدمه للاخرين من فائدة ومنفعة
الله يسأل الانسان على ما  قدم من خير او شر للناس الاخرين على مدى مساهمته في بناء الحياة وعزة الانسان ومساهمته في تخريب الحياة وذلة الانسان
فالذي يؤمن بالله  حقا يتخلى عن كل  مصلحة خاصة ومنفعة ذاتية  وينطلق لخدمة الاخرين ومنفعة الاخرين ومصلحة الاخرين
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41585
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28