• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مِن أقاصي امْراة .
                          • الكاتب : محمد الزهراوي .

مِن أقاصي امْراة

..هيّا
قدْ تفْتَحُ
بابَها الوَحيدَ لَنا
تعالَوْا نَرى
.ضحْكتَها فِي اللّيْل
ما زالَتْ تُمارِسُ
السِّحْرَ بِغَيْرِ هَيْأةٍ
هيّا نفُكُّ اللُّغْزَ
ولَوْ أنّها
.لَمْ تعُدْ فِكْرة
هامَتُها بَوّابَةُ نُجومٍ
صافٍ بياضُها
شَعْرُها ليْلٌ
عَلى مُحِبّيها
.وظَلامٌ عذْبُ
أنا السّكرانُ
بِفاتِحَةِ الْكِتابِ
بِرَوْضَةِ الأطْفالِ
والْمُتعَبِّدُ 
أمامَ الْورْدَةِ
..فِي الْمِحْرابِ
لَمْ تُلْهني
عنْها مَراياها لا
خَواتِمُها لا
أساوِرُها أو مَثاقيلُها
ولا هَمْهماتُ 
الْعقْدِ الّذي أسْمَعُهُ
أسْفلَ مُنْحَنى الْمَهْوى
لا ولا على
..حافةِ نَهارٍ
ولَمْ تَحُل 
بيْني وبَيْنها
..أيائِلُ الكُحْلِ
لا كَمائِنُ الذّهَبِ
.ولا وُعولُ النّهْرِ
أنا الْواسِطِيُّ وهِيَ
حانَتي فِي الْمَنافِي.
بِهَداوَةٍ أٌدَوِّنُ
اسْمَها فِي الكُهوفِ
.بالْحصى والنّورِ
أُقبِّلُ نَهْدَيْها
.وهِيَ فِي الصّلاةِ
ما زالتْ مِنْ
أسْراري على
.هيْأتِها الْعالِيّةِ
تُمْسِكُ صوْلَجاناً
وقَدْ علّقْتُ
.صورَتَها فِي بَيْتِي
وُجودُها مَرْكونٌ فِيّ
ولسْتُ أدْري
أيْنَ تكونُ إلاّ أنّها
فِي سَريرَتِي وفِي
التّيهِ وفِي
.الأدْواحِ الْعاليةِ
أمْشي إثْرها
فـِي كُلِّ 
الأنْواءِ وأنا
على حافةِ الْجنونِ
قريبٌ مِنَ النِّهايَةِ
.مِن صائِغَةِ اللّؤْلُؤِ
سَيِّدَةِ 
الإيقاعِ وامْرأةِ
.الكَوْنِ الْفارِعَةِ
لوْ أصِفُ
لَكُمْ عَبيرَها
..آهٍ لوْ أنّها ؟
أو ترْحَمُ كَمَدي
أو لوْ أسْقيهَكُمْ
..مِنْ جرّةٍ ؟
جسَدُها كما ادّعى
جُنْدُ اللّهِ والْمُتصَوِّفَةُ
كأنّما رَسَمَها
عابِرُ سبيلٍ ومُجَرّدُ
.ذِكْرِها يَمْلأُ الكأْسَ
فطوبَى لِمَنْ 
يشْرَبُها كُلَّها ولَكُمْ
أنْ تسْألو عنْ عُذوبَةِ
.مذاقِها الْموْتى
كيْفَ أراها
ولا أشْهَقُ ؟
.إنّها فوْقُ
اَلْمُلْكُ و الإله !
.وأنا فِي الْغُرْبةِ
سُبْحانَها فِي
الْغمْرِ وسُبْحانَ
أصابِعها الْمائِيّةِ
.الْبارّةِ بِالْحجَرِ والْغُصونِ
لوْ أضِلُّ أوْ أنْفُدُ
مِن أقْطارِ السّماواتِ
وأهْتَدي إلَى العنْوانِ
أو ألْقاها على
الطُّرُقاتِ أوْ
أراها فِي مطاراتِ
الْمُدُنِ الْبَيْضاءِ ؟
هذا ما قرأتُ
عنْ بُعْدِها فِي
.كِتابِ الْمعانِي
هِيَ أمْواجُ
خيْلٍ مِن كَلِماتٍ
والأفقُ لَها
وِشاحٌ مِنَ الزُّرْقَةِ
كيْفَ أفُكُّ اللُّغْزَ ؟
لَيْسَ على الْعاشِقِ
.مِن حرَجٍ
والتّغزُّلُ بِها مِنْ
.شيمَةِ الأنبِياءِ
مُخْتَلِفةٌ تَماماً
أنا لَمْ أعْرِفْ أجلَّ
.أوْ أجْملَ مِنْها
تُلازِمُني 
كطائِرٍ يَطيرُ ولَم
أنْتظرْ نظْرةً مِنْ 
..مِثْلِها قَطُّ
أنا تائِهٌ بِها
مُراقِباً وجْهَها
..الغافِيَ كنَجْمَةٍ
إلْيَتَيْها الشّامِختَيْنِ
وعُرْيَها الْغامِضَ
.الْمُكْضَّ بِالْمَعْرِفَةِ
ولأِنّها عَنّي غائِبَةٌ
أنْتَظِرُ قُدومَها
.وهِيَ فِي ذاتِي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41615
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28