ان القراءة الشائعة هذه الأيام لواقعة عاشوراء على نوعين : فمنهم من يقرأه على أنها واقعة ظلم والألم لأهل البيت عليهم السلام ، ومنهم من يقرأها على أنها واقعة جهاد وصراع . والمشكلة في هذين القرأتين هي أن كل قراءة منهما عوراء !!!
فالذي يقرأ القراءة العاطفية لا ينظر إلى القراءة الجهادية ، والذي يقرأ القراءة الجهادية لا ينظر لصاحب القراءة العاطفية ، ولهذا كل واحدة منهما عوراء ولا ترى الأخرى . بل ان الخرق زاد بين الطرفين حتى صار صاحب كل قراءة يعتبر ان الآخر ليس على شي ، بل لا ينتمي لمدرسة سيد الشهداء اصلا ، وبات طرف العاطفة يرمي الطرف الآخر بالبتري ، وطرف الجهاد يرميه بالجبن والخنوع .
نحن اليوم بحاجة ماسة الى ان نقرأ القرائتين معاً ، ففي نفس الوقت الذي نبكي فيه على ظلامة سيد الشهداء (عليه السلام ) نثور فيه على الطغات ، وفي نفس الوقت الذي نلطم فيه صدورنا حزنا على الامام (عليه السلام ) نضرب باليد الثانية أعداء الإسلام .
لان واقعة كربلاء كانت هكذا ، لم تكن واقعة عواطف فحسب ولا واقعة جهاد فحسب ، بل كل طرف فانٍ في طرفه الآخر فهي واقعة شمولية بكل معنى الكلمة .