• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دعاة الاقليم السني وحصاد الخيبة .
                          • الكاتب : حميد الموسوي .

دعاة الاقليم السني وحصاد الخيبة

 بعد ان تكشفت لعبة ساحات الشر والتآمر ساحات اعتصام المشبوهين، وسحب الناس المخدوعون انفسهم منها ورفعوا الخيام التي تحولت الى  ورش للتفخيخ ومقرات لداعش،وملاذ آمن للقتلة والمجرمين والمطلوبين،وبعد ان  فر حملة قميص عثمان دعاة الفتنة  ولاذوا باسيادهم الصهاينة ومشايخ الخليج،وبعد ان انتهز مجرموا داعش الفرصة ودخلوا الفلوجة فرارا من صولة جيشنا المقدام ليسوموا اهل الفلوج سوء المعاملة ويطبقوا شرائعهم الكهوفية بحقهم ويتخذون منهم دروعا بشرية ، بعد  ان يئس مثيروا تلك الفتنة واسقط ما في ايديهم توجهوا الى اميركا التي كانوا يسمونها دولة احتلال متوسلين مستجدين المساعدة ..واية مساعدة ؟!. المساعدة في تمزيق العراق!!. من خلال تشكيل اقليم سني يكونوا هم رؤساءه!!.
ولا ندري كيف سمح الشارع السني لهؤلاء بتمثيله ؟!.وحاشى اي عراقي شريف ان يرضى بتفتيت العراق .
العراقيون جميعا يعرفون ان  خرائط الامبراطورية العثمانية والتي كان العراق خاضعا لسلاطينها تشير الى ان حدود ولاية البصرة تتجاوز الكويت وتشمل قطر والبحرين ،وان الخليج العربي او الخليج الفارسي ( حاليا ) كان اسمه خليج البصرة !!.
كان هذا قبل تقطيع اوصاله  على ايدي بريطانيا وحلفائها وفق توصيات معاهدة ( سايكس – بيكو ) التي اعقبت نهاية الحرب العالمية الاولى.
ويبدو ان هذا التقطيع وهذه التجزئة لم ترق  الدوائر الغربية او لم تشبع نهمها، وربما كانت الخطوة الاولى في تمزيق الجسد العربي عامة والعراق خاصة لتتبعها خطوات وخطوات حسب سياسة النفس الطويل.
ما يجري في بلدان ( الربيع العربي الاسود )، وما يجري في سوريا تحديدا،وما يجري في الانبار والموصل وسامراء على وجه الخصوص يمثل الخطوة الثانية في طريق تجزئة الجزء!.
الذين غشوا الشارع السني في محافظات الانبار،والموصل،وصلاح الدين،وديالى واقحموه في اعتصامات مقبوضة الثمن يعلمون ماذا يفعلون،ويعرفون حجم الخطر المحدق بالعراق جراء هذه الفتنة لكن مصالحهم الشخصية اعمت ابصارهم خاصة وان من ورطهم بهذه الفتنة اغراهم بتنصيبهم سلاطينا او ولاة على الاقاليم الجديدة.
الناس البسطاء جروا الى هذه الاعتصامات جرا بحجة المطالبة بانتزاع الحقوق ،وتوفير فرص العمل،واخراج السجناء... وحتى الذين تنبهوا للخديعة بعدما تكشفت الحقائق واتضحت الامور.. حتى هؤلاء وهم الاكثرية لم يستطيعوا التراجع بعدما تغلغل الارهاب وسيطرت  القاعدة على الساحة حيث وقعوا اسرى تلك العصابات التي هددتهم وعوائلهم بالتصفية.
بعض الاصوات اليائسة تنصح بالاستجابة لمطلب اقامة اقليم سني دون ادراك لمخاطر وتداعيات هذا الاجراء ظنا منها ان هذا الاجراء سيهدئ الامور ويحل الامن والاستقرار ويزيد الرفاه ويوثق عرى الاخوة،متناسيا معضلة توزيع الثروات،ومعضلة اعادة ترسيم حدود المحافظات،معضلة علاقة كل اقليم بدول الجوار وتنفيذ سياساتها،ثم مالذي يمنع الاطراف المسؤولة عن الخراب والدمار والتفجيرات والذبح والتهجير من الاستمرار بجرائمها؟!.
ومن يضمن عدم قيام امارات عربية حسب تواجد العشائر في تلك المحافظات فتنشأ امارة البو نمر ،وامارة البو ريشة،وامارة البوفهد.. والبوجليب..والحلابسة.. والجميلات، والعبيد،والسليمان،والكرابلة،والبوذياب،والمحامدة،والبو عيسى....والبوبالي..والعبيد .... لتتحد مع امارة آل النجيفي،وآل كشمولة، وآل الجربا،والنداوات،والشمامرة....والسوامرة..والبو بدر...
لتبدأ بعد ذلك فصول الغزو والغارات بين هذه الامارات من اجل التوسع الى سلطنات وامارات ويتحول العراق العظيم الى مجرد تاريخ تتداوله الموسوعات وكتب الباحثين!!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42179
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20