• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إضاءة انتخابية .
                          • الكاتب : د . هشام الهاشمي .

إضاءة انتخابية


 الأيام القادمة بعض الأحزاب من مختلف المشارب والثقافات بالعراق ستقوم بالعمليات المسرحية قبل الانتخابات المقبلة بل وتبحث في سوق الأفلام الانتخابية عن الإخراج الجيد لتستعرض جمال صورتها، كما سوف تبدأ حملات نشر الغسيل والتشهير بين الأحزاب السياسية تتأجج في حملة تصعيدية للمزايدات الرخيصة على الوطن والمواطن ، كما تبدأ العمليات الحسابية لعدد المقاعد التي ستغنمها هذه الأحزاب تستولي على عقول وقلوب رؤوساء الكتل والاحزاب ومن يمولها و بشكل هستيري ...

إن انخراط الأحزاب السياسية العراقية في الانتخابات السابقة ومساهمتها في صناعة الحياة التشريعية والحكومية لم يكن عند مستوى طموح المواطن العراقي الذي يطمع من هذه الاحزاب إنتاج قيم الإصلاح والتغيير..

 أن بعض قيادات الأحزاب السياسية العراقية ليست أكثر من باعة متجولين يمارسون عرض بضاعتهم بلغات وإعلانات تناسب مزاج المواطن و بمنتهى المكر السياسي والأساليب السوقية المشبوهة في فن النصب والتدليس وتوزيع الأوهام.

ولعل المتتبع لطرق خداع الاحزاب السياسية بالعراق لا يمكنه إلا أن يتفق أن هناك ثلاثة مميزات تميز هذا الخداع:

1- اقتصار نشاط المرشح السياسي العراقي لفعل السياسة في زمن الانتخابات فقط وكأنها هي الانتخابات العنوان الوحيد و الأوحد للسياسة، دون أن يعلم هذا المرشح الانتهازي أنها الانتخابات في الدول التي أبتدعت وسيلة الانتخابات للوصول الحكم؛ هي تتويج لسلوك يومي و لحياة يومية يعيشها السياسي في احتكاك دائم بقضايا الناس البسطاء والدفاع عن مصالح المواطنين، وليس مثل نواب البرلمان العراقي والمرشحين للانتخابات الذين ينامون اربع سنوات وعندما تقترب الانتخابات يخرجون من جحورهم كالجرذان ليعيدوا إنتاج نفس المسرحية بأقنعة مزيفة وبخطابات  حماسية ووعود خداعة.

2- لبس معظم المرشحين العراقيين نفس الوجوه التقليدية و المتمثلة في الدين والطائفة والمذهب والقومية والعشيرة والمليشيات والمقاومة والنضال والمظلوميات ... كأوراق مؤثرة لكسب سبق الانتخابات وأيضا كخطاب تستر بها بعض الاحزاب السياسية العراقية عورتها ما دامت لا تمتلك شيئا من المصداقية والمشروعية... ان الناخب العراقي أصبح على دراية تامة بهذا التسويق الماكر وأصبح بالتالي أكثر إلماما بالعمل السياسية القائم على أسس المواطنة الحقة وعلى دعائم دولة العدل والتنمية والبناء.

3- انعدام روح المبادرة والإيثار لدى بعض البرلمانيين العراقيين وذلك بعدم قدرتها على الحسم ولو لمرة واحدة في أية ملفات ذات طابع سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي تعم فيها الفائدة للمواطن، بخلاف القوانين والتشريعات التي لها علاقة بمنافعهم الخاصة.. فإن البرلمانيين والسياسيين العراقيين ليسوا سوى مستهلكين متميزين لأموال الشعب العراقي ...وبعبارة أخرى هم عيال مدللين على حساب المال العام!!!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42280
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29