• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العيد لمن غفر له! وعيد المرء حين تمحى عنه المعاصي .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

العيد لمن غفر له! وعيد المرء حين تمحى عنه المعاصي

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج /32.
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران /103.
(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ) الروم /22. 
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات /13. 
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة/48.
 
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم) فصلت /34.
(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) المطففين/26. 
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين) آل عمران/133.
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة /148 .
 
 
يوم غد هو اليوم الأعظم لحجاج بيت الله الحرام حيث الوقوف بعرفات، وهنيئا للذين يتقبل الله عز وجل منهم التوبة والمغفرة وهم يغسلون أرواحهم وأبدانهم من الرجس والدنس فتمحى منهم الأعمال السيئة والمعاصي لتحفظ لهم الأعمال الصالحات وبعدها يبدأ عداد الحساب من جديد. هذه الوقفة بين يدي الخالق فرصة قد لا تتكرر في عمر المسلم المؤمن، أما من لا عهد له مع الله ولا صدق ولا وفاء وتغلبه النفس الأمارة بالسوء بعد تلك الوقفة فما له إلا مشقة وتعب يوم عرفات!. 
من المناسب أيضا أن نقف اليوم لتقديم بعض التأملات لما فيها خير الدنيا والآخرة: 
قيل لأحد الحكماء: خذ حظك من الدنيا، فإنها فانية زائلة عن قريب. فقال الحكيم: الآن وجب ألا آخذ حظي منها.. وروى الصدوق (رضوان الله عليه) عن الصادق من آل محمد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن عيسى بن مريم عليه السلام مر بقبر كان يعذب صاحبه ومر به ثانية بعد سنة فرأى أن العذاب قد رفع عنه، فقال: اللهم إني قد مررت بهذا القبر قبل سنة وكان صاحبه يعذب ومررت به في هذه السنة فوجدته مرفوع العذاب، فأوحى إليه أن يا روح الله، كان لصاحب هذا القبر ولد صغير، فبلغ سن الرشد وأصلح طريقا للمسافرين والمارة وآوى يتيما فرحمت أباه وغفرت له لما عمله ولده من خير وبر(منازل الآخرة ص 47 ). 
رحمة الله ومغفرته تحيطان الإنسان في الدنيا وفي عالم البرزخ وأيضا ينقل المرء من درجته إلى درجة أعلى بالعمل الصالح وثقل ميزان أعماله. ويؤكد الكثير من الروايات أن الصلاة على النبي وإن كانت كتابة فإنها تزيل من السيئات والمعاصي. روى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال : ((من عجز عما يزيل معاصيه وسيئاته فليكثر الصلوات على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى آله لأن الصلوات تحطم المعاصي وتبيد السيئات)). (بحار الأنوار ). 
كل عام وأنتم بخير وعيد المرء حين تمحى عنه المعاصي والسيئات ويغفر له، اللهم صل على محمد وآل محمد .
وبعد ما يزيل عن نفسه المعاصي ويكون قد تجرد من الروح الشريرة ، وبعدها يكتسب الروح الإيمانية المطمئنة وبهذه الروح يكمل الوحدة والتآخي والتعاون ويقتدي بقوله تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون) آل عمران.. 
 
وربما يخيل للبعض حينما يتلوا الآيات ويقرأ الروايات الآمرة بالوحدة والناهية عن التفرق، أن المراد منها الرفض المطلق للتعدد والتنوع في المجتمع والدولة ومؤسساتها، فيرى أن الحديث عن الوحدة يعني بالضرورة إلغاء لأي نمط من أنماط التعدد إلا النمط الذي دل الدليل عليه، وبناء على ذلك فإنه يؤسس فكرة مستوحاة من فهمه لنظرية الوحدة ومفادها: التوحد والاندماج أولا لا التعدد والتنوع، ويزعم أن ما ربما يستند إليه للقدح في هذه الفكرة كتعدد الجماعة وكثرة المساجد وما أشبه يعد استثناء لا يرقى إلى النقض بل ولا التضعيف .
 
  بين الوحدة والتعدد
مما لا شك فيه أن دعوة الدين الإسلامي بل وكل الديانات السماوية إلى الوحدة والاتحاد واعتمادهم في ذلك على أهم أصل عقدي ـ التوحيد ـ يعطيها قيمة كبرى في واقع الأمة، إلا أن ذلك لا يرقى بها إلى إلغاء التعدد، بل لا يمكن أن نتصورها من دونه كما لا فائدة من وجوده بدونها . 
 
ولك أن تدقق النظر في مختلف ميادين العمران البشري والفكر الإنساني فإنك ستجد أن التعدد والتنوع سنة من سنن الله سبحانه وآية من آياته جلت قدرته
 
ففي تعددية القوميات والأجناس يقول سبحانه : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) الروم.. 
 
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات..
 
وفي حضارات البشر يرى القرآن الكريم أن التعددية هي المحرك الأساس للتنافس والتقدم والتسابق إلى الخيرات، والباعث على حيوية الإبداع إذ لا يمكن الوصول إليه مع غياب التمايز وإلغاء الخصوصيات .
 
لقوله تعالى : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة..
 
 
وفي دولة الرسول محمد صلى الله عليه وآله التي أسسها في المدينة   في المدينة المنورة حيث التعدد القبلي والديني أقرت بالخصوصيات وأبرزت مفهوم التعدد والتنوع. وقد جاء في الصحيفة وهي أول وثيقة للدولة الإسلامية الفتية :
"المؤمنون المسلمون من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة من دون الناس… وأن اليهود أمة والنصارى مع المؤمنين، لليهود والنصارى دينهم  وللمسلمين دينهم ".
 
ولم تقتصر رؤية الدين الإسلامي على الإقرار بالتنوع والتعدد بل أعد لها رباطا يعصمها من الصراع والعدوان ومن ثم التفتت والهلاك، ويقودها نحو الفضيلة والتقدم مع الاحتفاظ بالخصوصيات لكل من الفرقاء .
 
وبكلمة أخرى: التعددية الموزونة لا تكون إلا بجمع عناصر الحق والصواب من الجميع وتأطيرها بإطار الدين من دون إلغاء للخصوصيات والميزات التي يختص أو يمتاز بها أي طرف على الآخر، فتكون التعددية تميزا لأطراف أو جماعات أو فرقاء أو مذاهب أو مدارس علمية أو تيارات فكرية يجمعهم جامع الدين الإسلامي الحنيف، وهذا يعني أن التعددية لا تتأتى داخل حضارة أو دولة أو مجتمع كبير أو صغير إلا مع الاعتصام بحبل الله، فلو انتفى الاعتصام انتفت الفائدة المرجوة من الوحدة .
 
 
 
التعدد وأضافه الوحدة  ــ يكمل لنا التكامل
يمتاز المجتمع الهادف الذي يحمل تطلعات نحو التقدم والازدهار عن غيره من المجتمعات بالحيوية والأمل، والنشاط والعمل بل وإتقانه، مما يعطيه وفرة في الإنتاج ويسهل له السبيل نحو مقاصده، وهذا لا يكون إلا على أرضية التعدد المؤطر بالوحدة، فالتعدد يفرض حالة التنافس والتسابق في إنجاز المزيد من الأعمال كما وكيفا مما يقود إلى التقدم والازدهار، بينما الوحدة هو الإطار الذي ينظم العلاقة بين الفرقاء ويمنع من التصادم بينهم، والأهم من ذلك كله هو أن الوحدة توفر الأرضية المناسبة والمناخ الملائم بين مختلف المشاريع والأعمال بل والنظريات والأفكار لعلاقات إيجابيته تسير نحو التعاون والتكامل.
 
ومعنى التكامل هو: أن يقوم كل واحد أو مجموعة أو تيار بما يراه – في إطار الدين – ولكنه يفترض أن يكون ذلك مكملا للآخرين، وكذلك نظرته لما يقوم به الآخر حيث ينبغي أن يفترض فيها أنها مكملة لما يحمل من أهداف وما يتبنى من أعمال.
 
وبناء على هذا المعنى يكون من الخطأ الكبير أن يتصور أحد ما - شخص، أو مذهب، أو تيار، ومهما أوتوا من قوة أو جاه أو مال – أنه الوحيد في ساحة العمل، وأنه الوحيد القادر على صنع المعجزات في الوسط الاجتماعي . 
 
 بصائر في التعدد والوحدة
1 ـ رفض الإسلام ـ  الصراع ـ  سبيلا لحل التناقضات والإشكاليات التي تحدث بين فرقاء التعددية، وذلك لأن غاية الصراع ومآله إلى نفي وإلغاء الآخر وبالتالي نفي وإلغاء التعددية بل والوحدة أيضا لأنها سالبة بانتفاء الموضوع. وبدلا من الصراع أمر القرآن الكريم بالتدافع بالتي هي أحسن .
 
لقوله تعالى : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت..
 
 
والتدافع الذي يأمر به القرآن لا يلغي المختلف أو الآخر وإنما يسعى إلى تحويله من موقع الخطأ إلى موقع الصواب إن كان على خطأ .
2 ـ حث القرآن الكريم على التنافس : (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) المطففين..
 
وأمر بالمسارعة والتسابق إلى الخيرات لقوله تعالى : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين) آل عمران.. 
 
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة ..
 
 
والتنافس والتسابق والمسارعة لا تكون إلا بتعدد المشاريع والأعمال والأفكار - ضمن دائرة الدين واليوم هو الدستور والقانون - في شتى المجالات .
 
3 ـ مهما أوتي الإنسان من قوة فإنه لن يصل إلى تحقيق أهدافه أو أهداف الدين الذي ينتمي إليه بمفرده لذا لا بد أن يعمل مع الآخرين ويتكامل معهم، لذا فإنك تجد أن البعد الجمعي حاضرا في كثير من الأوامر الدينية، فالعبادات مثلا تجدها ذات طابع جمعي واجتماعي بل وحتى العبادات التي يؤديها الإنسان منفردا في ظلمة الليل فإنك تجدها مليئة بهذا البعد حيث الدعاء للمؤمنين، وهذا يعني توطيد العلاقة بالمجموع وتكريس حب الخير لهم .
 
وبمقدار ما تحمل من أهداف وتطلعات فإنك بحاجة إلى المزيد من الانفتاح على مجاميع تتعاون وإياها لتحقيق تلك الأهداف والتطلعات .
 
4 ـ حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به هو كتاب الله أو دين الله أو أئمة الهدى كما جاء في مروياتنا، أو الجماعة كما ورد عن بعض أهل السنة، أو غير ذلك، لا يعني إلغاء الآخر ولا إفنائه بل يعني التنوع والتعدد في إطار الدين والحق والاعتصام به أمان من الفرقة والتيه والضلال. فمن اعتصم به نجا من الفرقة والاختلاف ويؤيد ذلك ما ورد في كثير من الروايات التي تفسر حبل الله ومنها ما رواه أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ﴿أيها الناس ! إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما ، لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض﴾ . وبعد ما  فهمنا بأن التعاون هو أساس التقدم  ويجب العمل به حتى نوفق في تعاوننا ووطننا وخصوصاً نحن على أبواب العيد كما ذكرت في مقدمة المقالة ونتقدم بالتهاني للجميع بهذه المناسبة ونتقد بالخصوص للشعب العراقي لفرحتين فرحة العيد وفرحة انتهاء الانتخاب ونتقد لسماحة الإمام السيد علي السيستاني وللسيد المكرم جلال الطالباني رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لدورة ثانية ونتمى لهم بالتوفيق والنجاح في العمل لإصلاح والعمل والبناء وأن لا تأخذهم رئفتاً بأي من يتجاوز على القانون ويسيروا على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله  : (( الناس سواسي إمام القانون كرؤوس أسنان المشط)). وانتمى للجميع على أن يعشوا الخير والمحبة والصفاء سوياً وكل عام وأنتم بخير ويداً بيد للتعاون والعمل لمواصلة البناء وليتنافس المتنافسون كما قال سبحانه :  (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) المطففين . وبهذه المناسبتين أهدي للجميع الشهداء ولروح والدي ثواب سورة المباركة الفاتحة تسبقها الصلوات على محمد صلى الله عليه وآله والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
السيد صباح بهبهاني
Seyed Sabah Behbehani
behbahani@t-online.de



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4231
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28