ذكر السيد الكشميري في صفحة 209 تحت عنوان (تقليد رومانسي) لا اقول سوى (الله اكبر) من هكذا فكر وعقل بحمله هذا السيد المفكر في ان يذكر قصة تافهة حول قصة زواج ابن المرجع من ابنة المرجع الاخر...
وهذا مما يبين مستوى السيد الكشميري للهذيان الذي وصل اليه وضرب عقله حيث يصرح بصريح العبارة بانه عمليه استرقاق واستعباد للبشر..)(1)
وهذا مما جعل فيه اثر واضح في انه يعترف بهذا الامر وانه لايقلد احد. والعماء يصرحون بصريح العبارة في كتبهم ورسائلهم العملية (عمل العامي بغير تقليد باطل) وهكذا على كل واحد كائن من كان الا (المحتاط و المجتهد) .
ومن ثم يقول ايضاً السيد الكشميري وهذا رايه : ( اما التقليد الذي تدعوا اليه الرسائل العملية في الوقت الحاضر فانه مجرد اجتهادات ومذاقات شخصية وفية اكثر من تفسير وهو عندي فاقد لاي قيمة) (2)
واما انا لااقول سوى ماقاله الامام امير المؤمنين عليه السلام (من منهج الانصاف سلبه الله الامكان)
وهذا ليس من الانصاف يارجل يامفكر ...؟
وايضاً قال عليه السلام: (صلاح السرائر برهان صحة البصائر)
فياسيد انظر بعين البصيرة وانا لك ناصح ولا تكن قنطرة يعبر عليك الى جهنم والعياذ بالله.
(اقلل المقال وقصّر الآمال ولاتقل مايكسبك وزراً وينفر عنك حراً) الامام علي(ع).
وضع السيد الكشميري نهاية الكتاب المذكور (جولة في دهاليز مظلمة) باب اسماه (لكل سؤال جواب) .
فعرض فيها ستون سؤالاً يجيب عليه. لكن الاسئلة كلها واضحة البيان والتبيان وانه اراد بالاجابة عليها لما يضمر في قلبه من بعض الاسئلة التي ليس لها علاقة سوى انه يريد ان يبين للقارئ مدى وصول الحتمية في وضع الشبهات والالفاظ السوقية التي لاتليق برجل مثله كونه مفكر اسلامي وخطيب ومنبري.
ويذكر في جواب الاسئلة بعض الامور التي تثير حفيظة الشارع وتجعله في مرج ومرج ويحرك بها بعض الالام مما مضى في العقود المنصرمة يريد بها بعض خلق الفتنة والضوضاء بكلامه المعسول الذي يجذب به الفتية من شباب هذا العصر والزمان على انه يقول الحق وبين حين واخر ويذكر بان في صدره الكثير من هذه المخزيات والافعال التي ابينها لكم ...
واما في كتابة (ستون سؤالا بين قوسين) فقد ذكر الكثير من هذه القصص التي اهتم بها المؤلف في التصغير من مكانه العلماء والخطباء والاستهانة بهم كونه احسن منهم بكثير .
ولكن الملفت للنظر انه سءل سؤلا تحت رقم (23) من نفس الكتاب المذكور مانصه(... ماهي اسرار الخلاف بين حوزة النجف وحوزة كربلاء وما هي جذور هذه الخلافات؟)(3)
والغريب انه اجاب ( ... فمتى كانت في كربلاء المقدسة حوزة حتى كان هناك خلاف ؟ ...)
اقول بالله عليك ياسيد هل هذا واقع ام خرافة وتزعم انك ابن للعالم وحفيد العلماء وجليسها وانك مفكر ... وكيف لهكذا شخصية لم يكن عنده فكرة عن تاريخ لحوزة عريقة خرجت الكثير من عباقرة الفقه والاصول من مجاورة الحائر الحسيني قبل النجف الاشرف.
وعلى ما اعرفة وسمعته من اكثر من واحد من اساتذة حوزة النجف الاشرف وعلمائها ان مدينة كربلاء المقدسة يستمد منها الدروس العرفانية والفلسفية لذلك يعشق علماء النجف الاشرف الوجود في كربلاء اكثر من ان يكونوا في الغري . هذا من جانب واما من جانب عدم وجود حوزة في كربلاء فقولك غير صحيح وادعائك ان السيد حسين القمي وتواجده في كربلاء كان هناك دروس حيث لحق به عدد من العلماء والفقهاء الذين ذكرتهم وهذا اذا لم يكن عند السيد الكشميري دوراً مبرزاً لتاريخ الحوزة فاين دور الوحيد البهبهاني وكذلك دور العلامة شريف العلماء استاذ الشيخ الانصاري وكذلك نكرانك دور ابن فهد الحلي الذي له الدور الكبير في الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة وتدعي مجرد استوطنها.
واذا نكر السيد الكشميري وجود حوزة كربلاء المقدسة وليعلم ان اغلب بل كل علماء النجف الاشرف يصرحون بهذا الوجود وانا اقول لمن ينكر هذا الاثران حوزة كربلاء المقدسة مكملة لحوزة النجف الاشرف لايمكن انسلاخ بعضها عن بعض وهذا ممايدل على احتياج النجف لكربلاء وكربلاء للنجف كون الامتداد واحد والهدف واحد. ومثل هؤلاء الذي يستهزؤون ويتقولون بعض الاقاويل انما هم ليسوا من حميم الحوزة حقاً. وهذا مما يناقض قول اجوبة السيد الكشميري في الرد على اسئلة السائلين في كتابة الدهاليز والاخر ستون سؤلا. حيث كان ينقد الخلافات الموجودة بين العلماء والخطباء وغيرها من الامور وهو الان اصبح الة تستعمل لخلق مثل هذه الخلافات واثارتها ليشتري بها ثمنا بل موقعا مبرزاً على مبدأ (خالف تعرف) واذا كان هذا قصده فهو من الجفاء ان تنكر وجوداً واثراً يشهده القاصي والداني .(ما اقبح الجفاء واحسن الوفاء)
و(اياك والجفاء فانه يفسد الاخاء ويمقت الى الله والناس) وهذا ماقاله الامام علي عليه السلام.
وذكر ايضاً بنفس السؤال قصة يستشهد بها حدثت وهي عن لسان خال زوجته الخطيب السيد مرتضى القزويني.
ولقائه بالسيد السيستاني في النجف الاشرف حول اجازته واعطاء الوكالة وما الى ذلك مما يستدعي له التحرك واحياء حوزة كربلاء المقدسة(4)
انا استبعد هذا القول عن السيدين الجليلين السيد السيستاني وكذلك السيد القزويني دام ظلهما. وان كان ذلك فلم يكن الامر متعلقاً بامر الحوزة ويزعم انه قال له وجهاً لوجه ( الحوزة فقط في النجف الاشرف ...) ومادخل االحوزة بقضية الوكالة الشرعية في استلام الحقوق والاخماس . والواقع هو عكس ذلك لورجعنا الى كربلاء المقدسة نرى فيها حوزة واسعة وكبيرة وفيها من الدروس الفقهية في الاصول وغيرها وحتى في التفسير.
هذا من جانب واما من جانب موقف مرجعية النجف الاشرف وحوزتها . فهناك معاون مشترك بينهم حيث اليوم طلاب حوزة كربلاء المقدسة تصل رواتبهم الشهرية من قبل مرجعية السيد السيستاني وكذلك من بعض علماء النجف الاشرف بغض النظر الى ان هناك اساتذة من حوزة النجف ياتون الى كربلاء لارتباطهم بحوزتها واعطاء الدروس فيها. علما ان تفعيل دور الحوزة في كربلاء وكذلك تجديد المدارس القديمة فيها واستحداث اخرى.
فاتقي الله ياسيد ويامفكر وياعضو منتدى خطباء العراق... وانا جلست بكل همة وعزم في بادئ الامر للرد عليه وعلى ماجاء به من بعض الاباطيل والخرافات ولكن بالتالي تعبت واتعبني مافيه من الاسئلة والاجوبة لذا تركت الكلام الى هنا للقارئ الكريم المنصف وعليه ان يبحث ويصل الى حقائق الامور وبالخصوص في ظاهرة بروز بعض الشخصيات ونشر افكارهم الفاسدة في صفوف المجتمع والشباب حيث يثير الهدوء والسكينة الى تشويش العقول رغم ان الامر اليوم يحتاج الى نصائح عقائدية واخلاقية كي يستقيم المجتمع وشبابه الى الجادة الصائبة , وان لاتتلاعب بهم وبعقولهم وافكارهم مثل هذه التسائلات والاجوبة عليها.
ومن يراجع الكتاب يجد فيه بعض التناقضات المعروفة في قوله وادعائه . حيث تارة عندما ينقد بعض الخلافات بين خطباء والعلماء يذكر مصطلح (العوام والسجذ...)
بينما هناك بعض اقاوله يريد بها جذب هؤلاء وكسبهم اليه والى امثاله الذين برزوا اليوم للساحة وابعادهم عن العلماء ومراجع التقليد بذريعة النصيحة والانتباه.
ولا اقول سوى ماذكر في كتاب الله العزيز : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79) البقرة
............................................
( 1 ) جولة في دهاليز مظلمة
( 2 ) جولة في دهاليز مظلمة ص 93
( 3 ) ستون سؤالا بين قوسين ص78
( 4 ) راجع نفس السؤال رقم 23 ص81 من نفس الكتاب
|