• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مَنْ ينقذ الإسلام مِنْ عملاء جهنم ؟ .
                          • الكاتب : صالح المحنه .

مَنْ ينقذ الإسلام مِنْ عملاء جهنم ؟

أحزاب ومؤسسات ، أفراد وجماعات ،إتخذت من الإسلام غطاءاً لها !!!
توشّحت بالإعلام الملونةِ وخُطت عليها الشعارات الإسلامية .
وسخّرت لها المنابر الإعلامية والقنوات الفضائية والمواقع الألكترونية...
ثمّ أدّعت خلافة الله في الإرض والناطقة بأسم السماء! 
 وأصدرت أوامرها الصارمة على العباد ...
فأغلقت أبواب الرّحمة وختمتها بالشمع الأحمر...!
 وفتحت أبواب جهنّم على مصراعيها!
بأسم الإسلام ومن رحم الإمة الإسلامية شررٌ يتطاير بعنوان الدعوة الى الله...!
تدعو الى الفتنة و القتل والإرهاب اليومي الذي روّع الكبير قبل الصغير.
وكأنهم موظفون يعملون لصالح  زبانية جهنّم... زرعوا اليأس في نفوس العباد . إستغلّوا الإسلام أسوأ إستغلال، قلبوا كُلّ موازين العدل الألهي والهداية فيه ، وأغلقوا كُلّ منافذِ الرحمة التي وسعت كُلَّ شيء !
الرحمة التي هي عنوان رسالة النبي الأكرم ص ( وماأرسلناك إلارحمة للعالمين ).
وهي البشرى التي حملها رسول الله للإنسانية جمعاء
فعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(جعل الله الرحمة مائة جزء؛ فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا ليرحم بها عباده يوم القيامة ، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها؛ خشية أن تصيبه)
ولكن هذه الفئة المتطرّفة أعدمت الرحمة التي غرسها الله في مخلوقاته...
وقدّمت للإنسانية ديناً مشوّها ظاهره القتلُ والظلم والتدمير وباطنه العذاب !
يتكلّمون ويحكمون ويسرقون ويقتلون بأسم الله وليس بينهم وبين الله ميثاق !
إتخذوا لهم ربّا قاتلا ظالماً محباً للدماء والدمار والتخريب ..ربُّهم لايشبه ربّنا الذي سبَقت رحمتُه غضبَه ... ربنّا القائل..
(أمّن يُجيبُ المضّطر إذا دعاه ويكشفُ السوء) أي مضّطر..ليس المُسلم فقط...هذا مايقول به المفسّرون ...فرحمتهُ شملت المؤمن والكافر والمُعرض.
ففي الحديث القدسي يقول تعالى:
  لـو يـعـلـم الـمـعـرضـون عـنـي إنـتـظـاري لـهـم .. و شـوقـي إلـى تـرك مـعـاصـيـهـم .. لـتـقـطـعـت أوصـالـهـم مـن حُـبـي و لـمـاتـوا شـوقـاً إلـيّ هـذا حـالـي بـالـمـعـرضـيـن عـنّـي فـكـيـف حـالـي بـالـمُـقـبـلـيـن إلـيّ؟
ويقول تعالى في حديث قُدسي آخر يخاطب ملائكته:
( إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف). هذا هو ربّنا هذا هو الله الرحيم الودود ...
الذي يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الله أرحمُ  بعباده من الأم بولدها).
هذه الصور الرحمانية الجميلة التي تشرح الصدور وتطمئن لها النفوس ، إختفت من قاموس الواعظين والمفتين والدعاة ، وصرنا لانسمع إلا عبارات الرعب والوعد والوعيد والتعذيب والترهيب ! وبعضهم يشتمُ ويلعنُ بعضاً ، عشرات القنوات الفضائية تحوّلت الى منصّات لإطلاق الأحكام الغيابية بحق المسلمين وغيرهم !! غيبت بشائر الرحمة الألهية ، مُنعت البركات السماوية التي أختزنها الله لعباده في مكنون كرمه ،( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين )  بقرار سلفيِ وهابيٍ حرّموا الجنّةَ التي عرضها السماوات والأرض على خلقِ الله تعالى...فلا تتسع إلا لتلك الفئات الضّالة التي تسفك دماء الأبرياء ! وحدها إستأثرت بجنّة الله! حربٌ معلنةٌ لايشوبها شكٌ ولاريب ضدّ المباديء الإسلامية الحقيقية التي تمثّل الإسلام المحمدي الأصيل ، ضدّ الدين الذي جُعل الإيمانُ فيه مرهونٌ بحب الآخر عندما قال رسول الله (ص) [لايؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه مايُحب لنفسه].
ضدّ الدين الذي رسّخوا قيّمه آل البيت عليهم السلام عندما قالوا:
"كونوا دُعاةً بغير ألسنتكم " 
صورٌ مأساوية وفواجعٌ يندى لها جبين الإنسانية ترتكبها هذه المجاميع المجرمة بأسم الإسلام المحمدي ... وفئةٌ أخرى لاتقتل لكنها لاتقلّ ضررا وخطرا عن الأخرى ... فهي تسرق وتكذب وتزوّر تحت غطاء الإسلام وكلاهما شريكٌ في تدمير الإنسان ويعملان لصالح جهنّم ...مع صمت مخجلٍ من علماء الإمة الإسلامية  ومؤسساتها الدينية !!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42404
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29